الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الحقيقة مرة!

الحقيقة مرة!

جلست أمامى وهى تتذكر.. من سنين كثيرة كان هناك «فاز» كبيرة ومتميزة فى أحد أركان منزلنا خبطت بها بدون عمد فانشطرت نصفين وبسرعة استعنت ببعض أنواع من اللاصق والألوان كى لا تلاحظها أمى وهكذا من كذبة إلى أخرى إلى الادعاء بأن قطتى هى التى فطت ونطت وكسرت الفاز وبعد سلسلة من الأكاذيب انكشفت الحقيقة ووقفت أمام أمى بعيون زائغة فلم تنطق بكلمة، ولكن نظرتها كانت تكفى لتوبيخى.



ومن وقتها وأنا أشعر إن الكذب آفة وبالفعل هو من خصال المنافق فمهما كانت الحقيقة مؤلمة فهى أقصر الطرق وأسلمها للنجاح - بجد الصدق منجى - فلا داعىٍ لوضع المساحيق كى نجمل ونخفى ما خلفته السنين فالكذب ليس له أرجل تمكنه من الاختباء.

فمهما غابت الحقيقة فلا بد لها أن تنجلى لنتحلى بصفات لا نملكها من الأساس حتى صرنا نصدق أنفسنا فجرائر الكذب عديدة والأمثلة كثيرة مثل خراب البيوت أمهات وزوجات فى مهب الريح أطفال وأولاد بلا هوية فشل وانهيار اقتصاديات لتجار بخلطهم المواد الغذائية بمنتجات أخرى غير صحية المهم المكسب أد إيه! 

حتى فى الرياضة لم نسلم.. فهناك اتحادات معلومة لنا جميعا لم تسهم فى نصر لأى لاعب صاحب إنجازات عالمية سوى انضمامه للعبة تحت العلم المصرى، ورغم ذلك يطل علينا الواحد بعد الآخر مدعى البطولة بالكذب مع علمه المؤكد والآخرين أيضًا أن هذا اللاعب صناعة أجنبية تمامًا! 

إذا فهى المصداقية التى تعطى الثقة.. مفتاح النجاح فى أن يتبعك الآخرون فصحيح تستطيع الكذب على الآخرين لكن ليس لكل الوقت.. فلن تستطيع أن تخفى وجه الحقيقة وإن حاولت فعليك فقط بالحقيقة.. الحقيقة حتى وإن كانت مرة.