الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
راسـبـوتـيـن الجماعة

راسـبـوتـيـن الجماعة

من مواليد 1914، حاصل على ليسانس الآداب عام 1934، وعمل بإدارة جامعة القاهرة، كما حصل على ليسانس الحقوق عام 1954. انضم «عبدالحكيم عابدين» إلى جماعة الإخوان المسلمين فى أوائل الثلاثينيات (مع بدايات نشأتها)، وقرّبه «حـسـن الـبـنـا» منه حيث كان يتَّسم بخفة الدم، ورقّة الحال (ماديًا)، والطاعة الشديدة له، وكذلك الذكاء وإجادة كتابة الشعر، لكن النّـقلة الكبرى فى حياته جاءت حين زوَّجه «حسن البنا» من شقيقته، ليصير بعدها «عبدالحكيم عابدين» أمينًا عامًا للجماعة وعضو مكتب الإرشاد، ومسئولًا عن ماليتها تحت إشراف «البنا» مباشرة.



تحت ستار التظاهر بالتديُّن الشديد والورع، ابتكر (عابدين) نظامًا استقاه مما يُعرَف (بالتَّـفَـقُّد أو الافتقاد) عند القساوسة لمتابعة أحوال رعايا الكنائس، وسمّاه (عبدالحكيم عابدين) نظام الـتزاور.

مما سمح له بزيارة عائلات أعضاء الجماعة والاختلاط بنسائهم، ودفع المساعدات المالية لهم، مستعينًا بمهارته الكلامية وخفة ظله، كل ذلك تحت ذريعة تعميق الترابط والحب بين الإخوان وتأليف القلوب. لكن فى عام (1945) تواترت سيرة فضائح أخلاقية كبيرة من خلال شكاوى من تحرّش (عبدالحكيم عابدين) ببعض النساء فى منازلهن، وكذلك شائعات عن إقامته «علاقات جنسية» ببعضهن حتى أطلق عليه البعض (راسبوتين الجماعة)، وأمام تلك الضجة واعتراض الكثير من قيادات الجماعة على سلوك (عبدالحكيم عابدين)، اضطر «حسن البنا» لتشكيل لجنة للتحقيق فيما هو منسوب لزوج أخته من طرف الشاكين بحقه وهم: حسن سليمان، فهمى السيد، محمد عمار، زكى هلال.

وتكونت اللجنة من: أحمد السكرى (وكيل الجماعة ومفكرها)، صالح عشماوى، وحسين بدر، الدكتور إبراهيم حسن، الصاغ/ محمود لبيب، حسين عبدالرازق، أمين إسماعيل.

وصدر تقرير اللجنة فى 19 يناير 1946، وأهم ما جاء فيه: (أولًا) موقف الإخوة الشاكين سليمٌ من كل وجه، (ثانيًا) اقتنعت اللجنة اقتناعًا تامًا بما تجمع لديها من بيانات سواء من طريق الشاكين أو من طريق غيرهم ممن تقدم إليها من الإخوان، بأن الأستاذ «عابدين» مذنب خصوصًا إذا أضفنا الى ذلك اعترافه الى بعض اعضاء اللجنة، وأن الذنب بالنسبة إليه - وهو من قادة الدعوة - كبير فى حقها، وفى حق الأشخاص الذين جُرحوا فى أعراضهم، ويُحتّم على اللجنة واجبها نحو الدعوة توقيع أقصى العقوبة، لهذا ترى بالإجماع فصل الأستاذ (عابدين) من عضوية الجماعة ونشر هذا القرار والعمل على مداواة الجروح التى حدثت. لكن المرشد/ حسن عبدالرحمن الساعاتى (الشهير بالبنا) ضرب بتقرير اللجنة عرض الحائط، ورفضه تمامًا، بل وقام بفصل (أحمد السكرى) المؤسس الفكرى والمُـنّظِّر الحقيقى للجماعة، وأعقبه بفصل حسين عبدالرازق وغيرهما ممن اعترضوا على قرارات المرشد، مثل (الأستاذ خالد محمد خالد، والشيخ محمد الغزالى، والشيخ سيد سابق وغيرهم..)، وكذلك اختفت وثائق التحقيقات كلها ولم تظهر أبدًا فى سجلات الجماعة. بل وعيّن «حسن البنا» صهره هذا (وكيلًا للجماعة) وأطلق يده فى كل شئونها. لم يتَبَقَ لنا من سيرة (عبدالحكيم عابدين) سوى أنه خرج من مصر بعد مقتل حسن البنا ليستقر فى السعودية (للعمل برابطة العمل الإسلامى)، واللطيف أنه أسس التنظيم الدولى للإخوان المسلمين مع (سعيد رمضان) عديلُه (زوج شقيقة أخرى للبنا) ووالد (راسبوتين الجديد): طارق سعيد رمضان (!!!!!!!!).