الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
العودة إلى واشنطن.. والمسيرة التاريخية

العودة إلى واشنطن.. والمسيرة التاريخية

تدفق الآلاف من جديد إلى العاصمة الأمريكية يوم 26 أغسطس الماضى احتفاءً بما حدث من 60 عاما وأيضا تذكيرا بالحقوق التى تم المطالبة بها حينذاك إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا فى حمايتها وفى إدراك أهميتها فى حياة المجتمع الأمريكى.



المسيرة الكبرى التى جاءت إلى واشنطن لتطالب بالوظائف أو فرص العمل وأيضا بالحرية كانت فى 28 أغسطس 1963. وهو يوم لن ينساه الأمريكى لأنه شهد هذه المسيرة التى شارك فيها أكثر من 250 ألف شخص 60 ألفا منهم من البيض. وأيضا شهد الخطاب الشهير للزعيم الأسود مارتن لوثر كينج. ذاك الخطاب الذى ألقاه من النصب التذكارى للينكولن وعرف باسم خطاب: «لدى حلم».

وخطاب كينج الشهير استغرق 16 دقيقة عاش وعايش كلماتها ومعانيها الملايين من الشعب الأمريكى والشعوب الأخرى على امتداد العالم وعلى مدى ستة عقود مضت من لدى حلم.

ذاك الخطاب التاريخى العطيم. وهنا جدير بالتذكير بأن الخطاب الذى ألقاه كينج وتضمن عبارة لدى حلم كاد أن ينتهى دون ذكر هذه العبارة الشهيرة إلا أن المغنية ماهاليا جاكسون ذكرته وهو يخاطب الحضور بهذا التعبير الموحى وطالبته بأن يقولها لهم علنا فانطلق كينج مع قوله للعبارة ليرتجل ببراعة وحنكة وإبهار أجمل الكلمات وأعمق المعانى.

كانت المطالبة فى المسيرة الكبرى بالحقوق المدنية والمساواة فى وجه التفرقة العنصرية. وقد شارك فيها أطياف المجتمع كله رافعين لافتات وشعارات تطالب بالمساواة فى الحقوق وفى إتاحة فرص للعمل وتوفير سكن بكرامة. لذا شدد منظمو الاحتفاء بالمسيرة فى دعوتهم للعودة إلى واشنطن هذا العام من جديد بعد ستين عاما من حدوثها على تذكير الرأى العام وأفراد المجتمع من كافة الأطياف وبالطبع أصحاب القرار فى واشنطن بأن المطالبة بكل ما له صلة بالحقوق المدنية وحق المرأة وحق الأقليات العرقية مازالت قائمة ومستمرة. ولا يجب أن تتوقف. خاصة أن البلاد شهدت خلال السنوات الأخيرة تراجعا فيما تحقق من قبل. وهناك عمليات مراجعة تجرى على قدم وساق لحقوق مدنية عامة وخاصة اكتسبها الشعب الأمريكى. وكل هذا حدث بفضل إصرار وعزيمة من عملوا من أجل تحقيق هذه الحقوق وتطبيقها على امتداد البلاد بلا تمييز أو تفرقة. صحيفة واشنطن بوست وهى تتناول هذه المسيرة التاريخية وهذا اليوم المشهود قالت بلا تردد أنه اليوم الذى دفع أمريكا وأجبرها على أن تتغير.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

المسيرة التاريخية كانت فى نهاية أغسطس 1963. فى نوفمبر من العام نفسه تم اغتيال الرئيس الأمريكى جون كيندى. وكان قد وضع قانون الحقوق المدنية وكان يسعى لموافقة الكونجرس. وجاء من بعده نائبه والذى صار الرئيس ليندن جونسون ليوقع على القانون فى 2 يوليو 1964.

وبعد سنوات قليلة.. وفى يوم 4 أبريل 1968 فى مدينة ممفيس بولاية تينيسى تم اغتيال الزعيم الأمريكى الأسود مارتن لوثر كينج وكان كينج فى الـ 39 من عمره.يذكر عن كينج أنه قد تعرض للسجن 29 مرة بتهم عديدة أبرزها العصيان المدنى. وقد نجا من محاولة اغتيال له بطعنة سكين تمت عام 1958. وكان كينج فى ممفيس فى أبريل 1968 لإظهار دعمه لإضراب جامعى القمامة السود.. وألقى كلمة ليلة ما قبل الاغتيال صارت تاريخية وآسرة لاهتمام أجيال تربت وترعرعت بخطب كينج وكلماته النافذة للقلوب.. والمحررة للنفوس. أهلا بالمعركة الانتخابية

انطلق موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 فى الأسبوع الأخير من شهر أغسطس.

الصورة الجنائية للرئيس السابق ترامب تصدرت الأنباء والتريندات كما كان متوقعا. حدث تاريخى اختلفت الآراء والمواقف حول وصفه وتفسيره وتبريره وانتقاده.. بعد أن وجهت اتهامات جنائية له حول تدخله وسعيه للتلاعب بأصوات ونتائج الانتخابات الرئاسية فى ولاية جورجيا 2020. 

قبل هذا الحدث بيوم واحد كانت المناظرة التليفزيونية الأولى لمرشحى الحزب الجمهورى فى خوض المعركة السياسية والإعلامية من أجل الفوز بترشيح الحزب. ترامب لم يشارك إلا أنه الأكثر شعبية بنسبة 60 فى المائة لدى الناخب الجمهورى. وبدا واضحا اختلاف المواقف بين الجمهوريين ليس فقط حول قضايا السياسة والاقتصاد بل أيضا حول ترامب وأخطائه وطموحاته فى العودة إلى البيت الأبيض. ولم يتردد البعض منهم (نائبه مايك بنس) فى أن يشدد على أن ترامب كان قد خيره بين خدمة الدستور أو خدمة ترامب نفسه بتعطيل العملية الانتخابية أو الانتقال السلمى للسلطة لبايدن فى يناير 2021.

معضلة ترامب لن تحسمها المحاكمات المنتظرة (فى أربع ولايات و91 تهمة موجهة إليه) خلال الشهور المقبلة بل ما قد يدور داخل الحزب الجمهورى وأيضا لدى الناخب الجمهورى فى التمسك به أو إزاحته عن الساحة ولو على مراحل. هل هذا ممكن؟ أم هو الأمر المستحيل؟