الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
فى دقيقة واحدة تصبح كاتبًا ومؤلفا موسيقيًا!

فى دقيقة واحدة تصبح كاتبًا ومؤلفا موسيقيًا!

وهبنى الله حفيدا يدرس الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة، هوايته الموسيقى شأن الكثير ممن فى سنه وهو شىء طبيعى وعادى.. لكن ليس من العادى أن يؤلف حفيدى «كريم» قطع موسيقية مستخدمًا التقنيات الحديثة، تَلقَ استجابة وإعجاب من جمهور «انستجرام» و«تيك توك»، ويتصل به منظمى الحفلات لدعوته بالمشاركة بموسيقاه فى حفلات الساحل الشمالى.



ولا عجب.. ففى أحد مسارح العاصمة الفرنسية باريس، عرض موسيقى، يحرّك فيه روبوتٌ عينيه ويرتجل أغنيات، الأمر الذى فتح باب التساؤل، أمام مستقبل الموسيقيين البشريين؟!. عرض يمثّل أحد أشكال التأليف الموسيقى، التى يتحوّل فيها برنامج «شات جى بى تى» إلى كاتب نصوص، ويتولى روبوت قائم على الذكاء الاصطناعى الغناء، و يرافق الروبوت المسمّى «ألتير 4» فريق من نحو أربعين موسيقياً من أوركسترا أباسيوناتو الفرنسية، وجوقة بوذية يابانية من جبل كويا، بينما يعزف على البيانو المؤلف الموسيقى كييتشيرو شيبويا، الذى ابتكر عرض «أندرويد أوبرا ميرور» على مسرح شاتليه بباريس، ويُسمَع خلال العرض مزيج غريب، يجمع الصوت الاصطناعى وترانيم يؤديها رهبان يظهرون بأزياء تقليدية، ونغمات الكمان والموسيقى الإلكترونية.

لقد عمل الذكاء الاصطناعى على تغيير العالم بسرعة، وصناعة الموسيقى ليست استثناءً، فاستخدم بعدة طرق من تأليف موسيقى جديدة إلى إنشاء الآت جديدة لاتقتصر فقط على الآلات العربية بمقاماتها الصبا والنهاوند وغيرها من المقامات. بل تخطتها بتوليد موسيقى، وابتكار أغان جديدة تمامًا، بعد أن طورت شركة OpenA1 نظام Jukebox الذى كان قد أطلقه رجل اعمال التكنولوجيا أيلون ماسك للتأليف الموسيقى باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى المتطورة.

لم يتوقف تدخل الذكاء الاصطناعى فى حياتنا عند الموسيقى والغناء، بل تجاوزه لينافس الكتاب والصحافيين فى كتابة المقالات وتأليف الكتب والروايات،، فدار النشر المصرية كتوبيا أعلنت عن صدور أول رواية عربية بعنوان «خيانة فى المغرب» كتبها شاب روائى مصرى باستخدام تقنية «chatgpt». هذه الظاهرة فى تزايد وقد ظهرت فى العالم الغربى بالفعل. فخلال الفترة الماضية، أنتج الذكاء الإصطناعى أكثر من 200 كتاب إلكترونى على متجر كيندل Kindle التابع لأمازون.

أنى اتابع بانتظام قراءة موقع جريدة «اندبندنت عربية» اللندنية، وقد خصص الموقع لبرنامج الدردشة مقال رأى أسبوعياً وقد سمّاه: ذكى بن مدردش، حيث كتب مقاله الأول عن مآلات الحرب الروسية الأوكرانية.

ويمكن أن يكون جى بى تى صديقاً غالياً للمحررين وكتاب التقارير فى غرف الأخبار، وما عليهم إلا التنقيح وتجويد المادة التى يعدها بسرعة فريدة، لكننا سنفتقد خصوصيتهم فى إعداد موادهم وأساليبهم التى اعتدنا عليها وألفناها. ويقول فى مقدمة المقال «كتبت هذه المقالة عبر »تشات جى بى تى» وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب كتاب أسلوب «إندبندنت عربية». 

وبين مؤيد ومعارض، يمكن أن يشكل الذكاء الاصطناعى تهديداً حقيقياً للبشرية. مع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعى هو أداة، ومثل أى أداة، يمكن استخدامه للخير أو الشر. الأمر متروك لنا لتقرير كيفية استخدام الذكاء الاصطناعى، وللتأكد من استخدامه لمنفعة البشرية، وليس لتدميرها.