الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بريطانيــــا.. رجل أوروبا «البطىء»!

بريطانيــــا.. رجل أوروبا «البطىء»!

«الإنجليز عواجيز» كان عنوان مقال لى نُشر على صفحات «صباح الخير» منذ عدة سنوات، تناولت فيه بيانات رسمية بريطانية تصف سكان بريطانيا فى نسبة كبيرة منهم بأنهم «مسنون.. عواجيز»، وترجع السبب وراء ذلك إلى تحسن مستوى المعيشة وتوفر الرعاية الطبية والتقدم فى أساليب الطب والعلاج ومقاومة الأمراض، وهذا كله ترتبت عليه زيادة فى متوسط العمر لكل فرد.. فأصبح الإنجليز يعيشون لأعمار طويلة.



 

تذكرت هذا عندما تابعت هذه الأيام اتجاه وزارة المواصلات إلى تعديل المدة المقررة لعبور المشاة عند ظهور «الرجل الأخضر» فى إشارة المرور.

فقد قررت إدارة تابعة لوزارة المواصلات زيادة المدة المعتادة لعبور المشاه بنسبة 20 % عما هو سائد منذ خمسينيات القرن الماضى. 

يقول «برايان ديجان» مدير وكالة مراقبة حركة المرور، التى وضعت خطة إطالة مدة عبور الناس للشوارع اعتمادًا عاـى إشارات المرور، إن الدراسة التى قامت بها جامعة لندن كوليدج وجدت أن 76 % من الرجال و85 % من النساء ممن تجاوزت أعمارهم الـ 65 سنة لا يستطيعون عبور الطريق بعد إشارة «الرجل الأخضر» خلال المدة المعتادة وهى ست ثوان، لأنهم يسيرون ببطء.. بسبب أعمارهم، فلو لم نوفر للناس فرص عبور مريحة ووقتًا كافيًا، فسوف يشعرون بأنهم لن يستطيعوا عبور الطريق وبالتالى، سيلزمون بيوتهم إلا إذا كانت لديهم سيارات.

15 ثانية

ويضيف: إن وراء تعديل مدة العبور التى تمتد فى بعض الأماكن والميادين والشوارع الرئيسية إلى 15 ثانية، تحولات جوهرية أصابت المجتمع والناس، فنسبة عالية من السكان هى من كبار السن، وهناك أيضًا مشكلة البدانة التى تتسبب فى بطء الحركة.. وأصبحنا مجتمعًا بطىء الحركة.

ويضيف: لقد أصبحت كاميرات تنظيم المرور الآن شديدة الدقة فى عملها بحيث تتيح مددًا أطول للمشاه لعبورهم الطريق عند الضرورة.

بطل سباقات الدراجات الأوليمبية «كريس بوردمان» هو الآن رئيس إدارة الحركة النشطة فى وزارة المواصلات يقول: ما يهمنا أكثر فى هذه الخطة هو توفير فرص أكبر للمشى وركوب الدراجات.. المشى نشاط مهم لصحة الإنسان، ونحن نريد تمكين ملايين الناس من التنقل بالسير على الأقدام، وركوب الدراجات فى المشاوير الصغيرة.

هذه التعديلات التى تحدث فى بريطانيا تضمنت إشارات لا مثيل لها فى القارة الأوروبية كلها ومن هنا جاء إطلاق وصف «رجل أوروبا البطىء» على بريطانيا.

فوجئت بمقال كتبه «ديلان جونز» رئيس تحرير جريدة «ستاندارد» اليومية المسائية واسعة الانتشار التى توزع مجانًا، ينقل مفهوم «رجل أوروبا البطىء» إلى مستوى عام وسياسى، تحت عنوان: «بريطانيا الدودة».. هل هذا ما نتطلع إليه؟».

ملخص المقال الذى غطى نصف صفحة من الجريدة التى تصدر فى حجم «التابلويد» هو أنه فى زمن ما بعد كورونا يبدو أن كل شىء أصبح يستغرق ضعف الوقت الذى كان معتادا أن يستغرقه قبل كورونا!

موعدى مع الطبيب: (سنتصل بك الخميس القادم).. إجراءات ما بعد وفاة حماتى، تنتهى بعد أربعة أشهر وليس شهرًا أو اثنين.. ناشر كتبى يقول لى فى رسالة على الإنترنت، إنه لا يعمل سوى يومين فقط فى الأسبوع على الأكثر فى الوقت الحالى(سأتصل بك لاحقًا الاثنين القادم).

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

 

«دقة قديمة»!

ومع تحوّل العالم السريع إلى الثقافة الإلكترونية «أوتوميشون» لم يعد هناك تواصل إنسانى مباشر  وجها لوجه أو حتى على التليفون، لا أحد يرد على مكالماتك للموظفين الحكوميين أو الجهات التى تتعامل معها، ويبدو أن التواصل الإنسانى المباشر أصبح الآن «دقة قديمة»!

وحتى مطالبة الموظفين والعاملين بالعودة إلى العمل من المكتب وليس من البيت، أصبح ينظر لها كما لو كانت عملية عدوانية!

وأخشى ما أخشاه، هو أننا نتجه نحو حالة ضبابية.. عالم فى حالة «سلو موشن» (حركة بطيئة).. حيث ينظر دائمًا لـ«الطوارئ» والضرورات، على إنها «اخيتار إضافى»!.