الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

٥٠٠ فنان من ١٤ دولة

أكبر تجمع تشكيلى «عربى» فى «ضى»

«فى الفن عموما والتشكيلى بشكل خاص تتنوع الرؤى وتتعدد، لأن كل فنان له رؤيته وأسلوبه الفنى الخاص به، ومن بين أعمال كل منهم تطلّ دومًا على المتلقى الثقافة البصرية الثرية والتأثر الواضح بالبيئة المحيطة والتراث».



هذا ما قاله الناقد التشكيلى هشام قنديل مدير أتيليه العرب للثقافة والفنون- جاليرى ضى - تعليقًا على المعرض المهم «مختارات عربية» الذى ينظمه الأتيليه بالقاهرة للعام الرابع، والذى افتتحت دورته هذا العام الفنانة التشكيلية السعودية شاليمار شربتلى، ويستمر حتى منتصف أغسطس الجارى.

 

 

 

وما يلفت الانتباه فى المعرض هو تنوع ما يقدمه، حيث توجد مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين المشاركين فى المعرض بقاعات الجاليرى فى المهندسين والزمالك، والمتلقى يستطيع بعد مشاهدة أعمال المعرض التعرف على رحلة فنية طويلة ومتنوعة للفن التشكيلى المصرى والعربى منذ أربعينيات القرن الماضى حتى الآن.

ويبلغ عدد المشاركين فى المعرض 500 فنان وفنانة من 14 دولة عربية يعرضون نحو 2000 عمل فنى تجمع بين التصوير والرسم والكايكاتير والنحت.

وما يميز المعرض هو وجود فنانين من مختلف الأجيال من الرواد وجيل الوسط وصولا إلى جيل الشباب فضلًا عن وجود أعمال نادرة لفنانين رحلوا عن عالمنا، وبقيت أعمالهم.

وكشف معرض «مختارات عربية» الضوء كذلك عن فنانين آخرين ليسوا معروفين بدرجة كافية مثل الفنان السكندرى نور اليوسف الذى تعرض له محموعة متميزة من الأعمال الفنية،بالإضافة إلى فنانين من الرعيل الأول، والثانى فى حركة الفن التشكيلى.  

وعلى سبيل المثال هناك مجموعة متنوعة من أعمال الفنانين المصريين الكبار: راغب عياد وتحية حليم وحسين بيكار وعبدالرحمن النشار، وعبدالوهاب مرسى وإنجى أفلاطون وعادل السيوى وجورج البهجورى وعمر النجدى وعصمت داوستاشى، ومحمد عبلة،وليد عبيد، الزعيم أحمد بالإضافة إلى مشاركة نخبة متميزة من الفنانين العرب من: الكويت وسوريا والعراق ولبنان وتونس والمغرب وقطر والإمارات واليمن والسودان.

ويشهد معرض «مختارات عربية» بحكم أنه ظل يقام بمدينة جدة السعودية سنوات عديدة، حضورًا فنيا سعوديًا لافتًا، وتبرز فيه أعمال الفنانين عبدالله حماس وعبدالرحمن السليمان وشاليمار شربتلى وعلا حجازى ومحمد الشهرى والفنان الراحل فهد الحجيلان، طه الصبان، وعبدالله إدريس، وعبدالله نواوى، ومحمد الرباط، وخالد الأمير، وعبدالرحمن مغربى، وإحسان برهان، ونهار مرزوق

وعن فكرة المعرض هذا العام يقول هشام قنديل: «يمثّل المعرض إعادة قراءة للفن العربى فى تأثره وتأثيره بالمجتمع، خلال قرن كامل، شهد ما شهده من أحداث وقضايا سياسية واجتماعية وثقافية» مضيفا «يسهم فى مصداقية وواقعية هذه القراءة حرصنا على أن تمثل الأعمال المشاركة مختلف المدارس والاتجاهات الفنية».

ويتسم المعرض كذلك بمشاركة عدد كبير من التجارب الفنية فى مجال النحت، وهى تجارب تمثل شرائح وتوجهات مختلفة فى فن النحت، ومن بين الأعمال المهمة عمل للفنان الرائد محمود مختار، وهو من مقتنيات أتيليه العرب للثقافة والفنون، وحصل عليه مؤخرًا من الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، وحفيد النحات الكبير الراحل.

 

 

 

ويضمّ الجزء الخاص بالنحت فى المعرض أعمالًا لرواد ومبدعين من الأجيال المختلفة أمثال آدم حنين، وعبدالبديع عبدالحى، وسيد عبدالرسول، إلى طارق الكومى وصلاح حماد، وشمس القرنفلى، وطارق زبادى.

وعن ذلك يوضح قنديل: «يقدم المعرض منحوتات تدور حول فكرة أو ثيمة فنية واحدة لفنانين مختلفين فى مكان واحد، ليفتح النقاشات حول اختلاف الأساليب الفنية والرؤى لدى الفنانين المشاركين، ومن ذلك تناولهم لـتيمة (الديك) الذى يميل النحات المصرى إلى تجسيده».

وبجانب التصوير والنحت يقدم المعرض مجموعة متنوعة من رسوم الكاريكاتير لفنانى الكاريكاتير المصرى، وعلى رأسهم: حجازى وطوغان ومصطفى حسين، ومن بين الأعمال المُشاركة فى المعرض أيضا مجموعة كبيرة من اللوحات لواحد من أبرز رسامى الأغلفة فى مصر، وهو الفنان الراحل جمال قطب، والذى رافقت رسومه عدد كبير من الأعمال الروائية والقصصية لكبار الكتاب المصريين أغلب سنوات القرن العشرين.

والجدير بالذكر أنه يقام على هامش المعرض مجموعة من الندوات الفنية حول أعمال الرواد وتاريخ الفن التشكيلى، بالإضافةً إلى تنظيم مجموعة من الحوارات بين أساتذة الفن وطلاب الفنون لصقل مواهبهم ونقل الخبرات المتنوعة إليهم.