الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مســارح الـدولــة «منــوّرة»

موسم مسرحى استثنائى، وحالة زخم وحراك مسرحى واضحة، واهتمام كبير من الدولة بالمسرح فى الفترة الأخيرة، كانت نتيجته أن كل مسارح الدولة يوميًا كاملة العدد فى كل العروض. كل هذه المقدمات كانت نتيجتها مباشرة على شكل وملامح الدورة الـ 16 للمهرجان القومى للمسرح المصرى، من حيث وجود ثراء فى العروض، والمشاركة اللافتة من الجمهور فى المسارح، لا سيما الشباب.



فى السطور القادمة نحاور رئيس المهرجان القومى للمسرح المصرى الفنان محمد رياض، ليتحدث عن شعوره بالمسئولية بعد توليه رئاسة هذه الدورة، وعن أحلامه لها، وكيف يرى حالة الحراك المسرحى التى تعيشها مصر الآن.

 

 

 

 

• بداية.. حدثنى عن الأفكار التى راودتك بعد قرار توليك رئاسة هذه الدورة من المهرجان، خاصة أنها مسؤولية ليست سهلة؟

- بكل تأكيد شعرت بأنها مسئولية كبيرة، فهذا المهرجان مهم للغاية، وهو المهرجان الرسمى للدولة، والمسرح فى مصر له بريق وطابع خاص، لذلك كان أول تساؤل أطرحه على نفسى «ما الذى سأقدمه لهذه الدورة لكى أكون على قدر هذه المسئولية الكبيرة؟»، وثانى تساؤل كان عن النجم الذى ستحمل اسمه هذه الدورة، لذا تم اختيار النجم عادل إمام، نظرًا لما قدمه للمسرح المصرى، فهو أكبر اسم فنى فى مصر والوطن العربى بأكمله، لذا تواصلت مع أسرته ورحبوا للغاية بالأمر، وبدأنا العمل على الدورة على هذا الأساس، وبدأنا نفكر فى أسس الإعداد لها، لتخرج فى النهاية بهذا الشكل نتيجة لهذه الجهود والأفكار.

• ما الاستراتيجيات التى وضعتها للعمل فى هذه الدورة؟

- أول شىء فكرت فيه هو ما الذى سأقدمه فى هذه الدورة، فالمهرجان تولى رئاسته عدد كبير من شخصيات مهمة، وقدموا له الكثير، وأنا عملت فى آخر دورة برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، وكانت منضبطة جدًا، فقررت البناء على الأسس التى وضعها رؤساء الدورات السابقة، مع تقديم الجديد والإضافات التى أستطيع تقديمها للتطوير والنهوض بهذه الدورة. وكان فى أولوياتى استراتيجية تعتمد على عدم مخاطبة أنفسنا، فأنا أريد خروج المهرجان للشارع. وأعتقد أن هذا ما حدث، فقد عملنا على أن يكون المهرجان احتفالية كبيرة للمسرح فى الشارع المصرى، والحمد لله أعتقد أننا استطعنا تحقيق جزء كبير من هذا الهدف.

 

 

 

• حققت هذه الدورة تفاعلًا كبيرًا مع الشباب سواء من العروض المشاركة أو الجمهور الشباب، هل كان ذلك فى حسبانك؟

- الفضل يعود للعروض الموجودة وعدد الشباب المشاركين، بالإضافة لخطة الدولة فى المسرح، فالدولة تولى المسرح اهتمامًا كبيرًا فى الآونة الأخيرة، لذلك إذا نظرنا إلى الحركة المسرحية فى مصر الآن سنجد حالة من الثراء فى الإنتاج وعدد العروض، ومعظمهم من الشباب أيضًا، فهناك حالة من النشاط فى كل مسارح الدولة التى تضاء يوميًا، مما أضاف زخمًا للمهرجان والعروض المشاركة فيه.

والعروض نفسها عددها كبير ومستواها جيد، وتتنوع بين عروض الجامعات والمجتمع المدنى والشركات والأكاديميات والنقابات، فهذه الدورة من المهرجان صاحبت حالة من الحراك المسرحى العظيم، وكالعادة هو يجتذب الشباب سواء كجمهور أو كمشاركين فيه.

 

 

 

• فى فترة من الفترات كان مهرجان المسرح حكرًا على المثقفين والمسرحيين، لكن لاحظنا فى هذه الدورة أنه استقطب عددًا كبيرًا من الجمهور فى الشارع المصرى. كيف ترى ذلك؟

- هذا هو هدفى الذى سعيت إليه من أول لحظة، بأن يصل المهرجان للشارع المصرى، وأن أشاهد الشباب والجمهور على أبواب المسارح التى تستقبل العروض المشاركة، وألا يكون حكرًا على الفنانين والعاملين فى الوسط المسرح فقط، وكان للإعلام دور كبير فى هذا سواء القنوات أو مواقع التواصل الاجتماعى أو الموقع الخاص بالمهرجان. لقد استخدمنا كل هذا بخطة علمية وبشكل ممنهج واجتماعات مع المسئولين عن اللجنة الإعلامية، وهو ما كان له تأثير ومردود إيجابى.

• ما الإضافة التى ترى أنك أضفتها لهذه الدورة؟

- أعتقد أن هناك حالة مسرح جيدة، والناس فرحانة وسعيدة، وهذا أكثر ما أسعدنى، فأنا أشعر من خلال متابعتى للعروض وتواجدى فيها أن الناس سعيدة وتشكر إدارة المهرجان، وسعيدة بالحالة المسرحية التى تعيشها فى فترة المهرجان، وهذا الحراك المسرحى الملحوظ.

• وماذا عن التكريمات؟ وعلى أى أساس تم اختيار المكرمين؟

- تم تكريم أسماء ذات تاريخ مسرحى هام وتستحق التكريم لمشوارها، والأسماء التى تم تكريمها كانت من خلال اللجنة العليا للمهرجان بكامل هيئتها، وهى قوامها 12 عضوًا؛ ومن معايير الاختيار أن يكونوا فنانين كانت لهم تجربة واضحة فى المسرح المصرى، ورغم ذلك فتاريخنا المسرحى حافل بفنانين يستحقون التكريم، ويصل عددهم للمئات وليس العشرات.

• كيف كان تأثير هذه التجربة بشكل شخصى على محمد رياض؟

- كانت لدى أمنية بأن أستطيع تقديم شيء للمسرحيين، فأنا كانت لى تجربة من قبل فى النقابة، فى إحدى دورات المجلس، وفكرة العمل التطوعى تجذبنى بشكل كبير، وتمنيت تقديم دوره لائقة ومنضبطة للفنانين والمسرحيين والجمهور، لذلك كونى كنت على قدر المسئولية لتقديم ما يسعدهم حقق لدى حالة من الرضا والارتياح، فالله كلّل كل جهودنا بالنجاح.