الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
روافد «حسن البنا»

روافد «حسن البنا»

لم يترك «حسن البنا» تيارًا من التيارات التى عاصرها، والتى زخر  بها العالم فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، إلا وأخذه رافدًا من روافد تكوين جماعته الإرهابية على مستوى (الفكرة) أو (التنظيم).



 ذلك أنَّ «حسن البنا» تأثر بـ(الماسونية والبهائية) فى «غموض التعريف» الذى يجيب به على سؤال: من أنتم؟ فتكون الإجابة غامضة، ملتوية، تجمع كل الأضداد، فيقول: «نحن: دعوة سلفية/ وطريقة سُنيّة/ وحقيقة صوفيّة/ وهيئة سياسية/ وجماعة رياضية/ ورابطة علمية ثقافية/ وشركة اقتصادية/ وفكرة اجتماعية....»، ولك أن تترك القوس مفتوحًا لما قد يستجد فى العالم من تيارات ومذاهب أخرى.

 وبالقطع تَبَنّى «حسن البنا» فكرة (الأخوية العالمية) ومبدأ (الأُمَمِيّة) اقتباسا من (البلشفية) التى قامت ثورتها فى روسيا قبل عشر سنوات من تأسيس «حسن البنا» لجماعته، فـ (الرابطة الأخوية) داخل الإخوان المسلمين و(أُممية الدعوة) تتجاوزان الحدود القُطرية ومفهوم التراب الوطنى (ولا ننسى: طُـظ فى مصر)، وأيضا إطلاق لقب/ «الأستاذ البنا»، وتصريحه بأن هدف الجماعة الوصول لـ(أستاذية العالم)؛ واضح فيه التشبع بالـ(ماسونية)…

وحينما  أنشأ «حسن البنا» (فرق الجوالة) عام 1928، ثم أقرَّ أول لائحة لها عام 1935، مع توحيد الزيّ شبه العسكرى ذى اللون (الكاكي)، فإنما حاكى بذلك - ونمّ عن افتتانه - بفرق (القمصان السوداء) التى أسسها الـ(فاشيست) فى إيطاليا بقيادة (موسوليني) عام 1922 أى قبل ست سنوات فقط من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، والغريب أن العدوى امتدت– من باب المنافسة - إلى حزب الوفد فأنشأ شبابه فرق (القمصان الزرقاء) عام 1936، وما لبث أن لحقت بهم جماعة (مصر الفتاة) بقيادة / «احمد حسين» (غريم حسن البنا اللدود) فأسرع بتكوين فرق (القمصان الخضراء) عام 1937، وقد حدثت صدامات بين تلك الفرق إثر تنافسها فى القيام بعروض شبه عسكرية فى شوارع القاهرة (وتذكّر معى العرض العسكرى فى جامعة الأزهر فى العاشر من ديسمبر 2007).

 نأتى إلى تأثر «حسن البنا» (بالنازية) الـ(هتلرية)، والسير على خطاها فى تأديب الخصوم بإنشاء (النظام السري) على غرار فرقة (شبيبة هتلر) التى تطورت بعد ذلك لتصبح عام 1929 فرقة الـ (SS =Schutzstaffel)، والتى كان منوطًا بها اضطهاد واغتيال رجال الأعمال والأثرياء اليهود فى ألمانيا.. فقام النظام السرى بقيادة/ «عبد الرحمن السندي» بأعمال مماثلة من اعتداء على بعض أماكن اللهو فى القاهرة، وممتلكات اليهود إثر قيام حرب فلسطين، انتهاءً باغتيال النقراشي، والقاضي/ الخازندار.

 ولم يكن «حسن البنا»، ومن خلفوه حتى اليوم، ليفوّتوا الاستفادة من الأساليب (الصهيونية) واليهودية فى استخدام الإعلام والدعاية والتزوير والتضخيم لما يُعرَف بالـ(هـولـوكـوسـت)، فتعلموا منهم كيفية استخدام الخلافات السياسية ليحولوها إلى لطميات ودعاوى اضطهاد عالمية للجماعة يشارك فيها الشيوعية تارة (زمن عبدالناصر) والإمبريالية (زمن السادات ومبارك) والصهيونية الماسونية (فى عصرنا الحالي)، وكذلك اللعب على تضخيم الأرقام من المحبوسين فى أى صراع سياسى مع النظم الحاكمة، بحيث أن الأرقام تتوالد وتتضاعف بعد انتهاء الحدث، فمثلا: تدّعى «زينب الغزالي» أن سجون عبد الناصر حَوَت بداخلها مائة ألف معتقل، وبعد عزل «محمد مرسي» ادّعَوا أن المقبوض عليهم من الجماعة ستون ألفا (فى البداية).. لتصل الادعاءات الآن بعد عشر سنوات إلى مائة وعشرين ألفا!!