الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الحاج «عبد الله».. وولدُه «كيم»!

الحاج «عبد الله».. وولدُه «كيم»!

الأب هو الحاج/ عبد الله (هارى سانت چون بريدجر) فـيـلـبـى، المولود فى عام 1885، المستعرب، المستشرق، الرّحَّالة، المستكشف، وضـابـط الاسـتـخـبـارات البريطانى (چون فيلبى).



درس اللغات الشرقية فى (كامبريدچ)، وكان أول انتقاله إلى الشرق فى عام 1907 إلى الهند؛ حيث أتقن اللغات (الأردية والفارسية والعربية)، ثم انتقل إلى الرياض عام 1917 ليلعب مع الشاب «عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود» سُلطان نجد - كمستشار للشئون الخارجية - دورًا موازيًا لدَور (لورانس) فى الحجاز مع الشريف/ «حسين» وأبنائه.

فى عام 1930 أشهر «چون» إسلامَه، وصار اسمه «الحاج/ عبد الله فيلبى»، وأصبح أيضًا رجل أعمال حيث تولى التفاوض فى إنشاء شركة أرامكو، وكذلك أصبح وكيل سيارات فورد فى مدينة «جدة».

ورُغْمَ أن چون فيلبى كان له زوجة فى بريطانيا «دورا چونسون»، وأنجب منها ابنه «كيم فيلبى» وثلاث بنات؛ فإنه تزوّج بَعد إسلامه، وأنجب ولدَيْن «خالد وفارس»، وعمل الأول منهما دبلوماسيًا بالأمم المتحدة.

والفيلد مارشال «مونتجومرى» هو أحد أبناء عمومة «چون فيلبى» والشاهد على زواجه من «دورا»، أمّا الزعيم الهندى «جواهر لآل نهرو» فهو زميل «فيلبى» فى مقعد الدراسة فى كامبريدچ.

الابن/ كـيـم «هارولد أدريان راسل» فيلبى، مولود فى يناير 1912 من الزوجة الإنجليزية (دورا).

انضم للاستخبارات البريطانية مع نهايات الحرب العالمية الثانية، وترقّى حتى صار المنسق الأعلى بين الـ MI6  والـ CIA فى واشنطن (عام 1949) عاملاً تحت غطاء وظيفة سكرتير أول للسفارة البريطانية فى واشنطن، وكان مرشحًا بقوة لرئاسة الاستخبارات البريطانية.

غير أن انكشاف أمْر جاسوسين شيوعيين «رفيعى المستوى» فى الاستخبارات، والخارجية البريطانية «دونالد ماكلين وجاى بيرجس»، وهروبهما عام 1951 إلى الاتحاد السوفيتى، ألقى بظلال الشك حول صديقهما وزميل الدراسة فى كامبريدچ «كيم فيلبى» حتى أُطلق عليه «الرجل الثالث»، وأثار «إدجار هوفر» مدير الـ FBI عاصفة من الشكوك لدَى البريطانيين، لكن لم يثبت ما يدين «فيلبى»، الذى تأخر هروبه إلى الاتحاد السوفيتى حتى عام 1963 حينما زادت الشكوك حوله.

لاحقًا فى عام 1979 سقط جاسوس رابع «أنتونى بلانت»، ثم فى عام 1990 سقط الخامس «چون كيرنكروس» فى قبضة المخابرات البريطانية؛ لتكتمل حلقة مجموعة «الخمسة الرائعين».

وترجع قصة شبكة التجسُّس السوفيتية رفيعة المستوى هذه داخل المخابرات والخارجية البريطانية إلى العام 1934 حينما اعتنق هؤلاء الشبان الشيوعية أثناء دراستهم معًا فى كامبريدچ «خماسى كامبريدچ»، ومع تصاعد الفاشية والنازية فى إيطاليا وألمانيا، وقَرَ فى اعتقادهم أن الشيوعية «الماركسية/ اللينينية» هى أفضل نظام سياسى متاح، وأفضل دفاع ضد صعود الفاشية، وتمَّ بالفعل تجنيدهم بواسطة الاستخبارات السوفيتية.. 

عام 1960 كان «كيم فيلبى» يعمل فى لبنان تحت غطاء دبلوماسى بالسفارة البريطانية، وأثناء زيارة أبيه «عبد الله فيلبى»، توفى الأب جراء أزمة قلبية مفاجئة فى 30 سبتمبر 1960، أمّا (كيم) فقد توفى فى الاتحاد السوفيتى فى 11 مايو 1988.