الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
إنها باربى..  والحياة لونها بمبى!

إنها باربى.. والحياة لونها بمبى!

حديث أمريكا المهيمن والصاخب فى المشهد الفنى والاجتماعى منذ أسابيع عديدة هو باربى وعن عودتها الهوليوودية, وأيضا عن حضورها الآسر وذكرياتها التى لم تفارق أجيالا عديدة من البنات الصغيرات فى العالم.



 

العروسة البلونداية أو الشقراء التى قدمتها شركة ماتيل للعب الأطفال عام 1959 تعود إلينا فى فيلم بنفس الاسم بدأ عرضه مؤخرا تكلف إنتاجه 100 مليون دولار. 

والحديث بالطبع لا يقتصر على الفيلم الذى قد يحقق إيرادات أضعاف ما تكلف إنتاجه. بل يشمل كل ما يتعلق بظاهرة أو حالة باربى. إنها باربى العروسة والأيقونة والدمية والخيال المجنح وهوس صغيرات السن بها وأيضا اللون البمبى بكل درجاته وبكل استعمالاته المرتبطة بها. باربى والبمبى فى ملابسها وبيتها وأدواتها الخاصة بها وسيارتها. وهذا الحديث المثار بالتأكيد لا يقتصر على جيل بعينه إذ يشارك فى الاحتفاء بباربى وعودتها أجيال متعاقبة شدت انتباهها باربى الشهيرة على مدى السنوات الماضية. 

باربى كشخصية غزت أسواق العالم وحسب توصيف معارضيها كانت ومازالت تعد رمزا وتجسيدا للنظر إلى المرأة كسلعة.. وتعكس أيضا الهوس الاستهلاكى فى المجتمع الأمريكى. كما يعرف كل من تابع تاريخ باربى العروسة الشقراء الأمريكية عبر العقود أن إيران مثلا فى العقد الأول من القرن الحادى والعشرين شهدت حملة شعواء ضد تواجد باربى فى الأسواق ووسط المجتمع الإيرانى باعتبارها كما قيل حينذاك إنها «حصان طروادة» ليتم التسلل من خلالها إلى المجتمع وأفراده ونشر قيم أخلاقية غير مقبولة فى تلك الدولة.. ومن ثم تم طرح باربى البديل واسمها فاطمة التى كانت تتميز كما وصفت حينذاك بعينيها البنيتين والحجاب.

فى عام 2021 وصل عدد الدمى من أسرة باربى التى تم بيعها إلى 86 مليون دمية. رقم يلفت الأنظار ويثير التساؤلات حول أثر دمية ولدت قبل أكثر من ستين عاما لامرأة شقراء ممشوقة القوام وذات العينين الزرقاوين. وعندما تشير ماتيل الشركة الامريكية إلى أسرة باربى, فإنها تعكس توجهها خلال عشر السنوات الأخيرة وذلك تمشيا مع مطالب النشطاء والأمريكيات اللائى طالبن بأن تكون باربى أمريكية بمفهوم التنوع والتعدد, فإن عرائس باربى تأتى الآن بـ 35 ظلال ألوان مختلفة لبشرة المرأة و 94 تسريحة شعر.. بالإضافة إلى أن باربى تستخدم لغة الإشارة.. وباربى تستعمل الكرسى المتحرك.

وجدير بالذكر أن باربى (وحسب دراسات للتسويق والبيع) كانت هى الدمية المفضلة لطفلات تتراوح أعمارهن ما بين 3 و10 سنوات وربما 12 سنة. 

وتشير الأرقام إلى أن قيمة مجموع مبيعات باربى فى العام الماضى تجاوزت الـ 1.6 مليار دولار. كما أن النسخ الأولى من العروسة باربى التى كان سعرها نحو 3 دولارات عام 1959 يتم بيعها حاليا بأكثر من 27 ألف دولار.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

الحديث عن باربي فى 2023 لن يتوقف لأنه حديث الحنين والذاكرة والحلم. وأيضا الحديث عن ماذا بقى من باربى مع مرور الأيام.؟ من منا لا يعرف من كانت باربى وأخواتها وتأثيرها على الفتيات فى جميع أنحاء العالم.

عصف العقول والصيف الساخن!

أكثر من نصف سكان أمريكا منذ نحو عشر سنوات كانوا يشككون فى الحديث المثار حول الاحتباس الحرارى وتزايد حرارة الكرة الأرضية. ولم يكن موقف سكان دول أخرى يختلف كثيرا عن ذلك.

ما كان يقال ويكتب عن تداعيات التغير المناخى يعد فى الغالب مبالغة علمية أو أكذوبة سياسية صنعها نشطاء حماية البيئة من أجل ترهيب التنمية الاقتصادية وابتزاز سياسات وميزانيات الدول المتقدمة وأيضا النامية!! ومع تعالى الأصوات اختلطت الأمور وتزايدت الشكوك.. وتضاعفت الاتهامات. وكما جرت العادة فى الأزمات البشرية, الأمر الملح أولا (مع الأسف), هو على من نلقى اللوم.. ونبرئ ذمتنا.

الأسابيع الماضية وما شهده العالم وعايشه وعانى منه من ارتفاع حرارة الجو لأرقام قياسية. كان من الطبيعى أن يتم الالتفات لكل من له صلة بالبيئة وحرارة الأرض وتلويث الأجواء وإخلال التوازنات فى الطبيعة. وهل من جديد ننتظره فى إدراك المخاطر وتعميق فهمنا لما يحدث فى بيتنا الذى نعيش فيه ونعيش عليه ونعيش به. 

والأمر الأهم كان وسيظل أن نقلل من التدهور البيئى الذى اعتدنا عليه. ما حدث فى الأيام الساخنة الأخيرة كان كورس مكثفًا لكى ننتبه.. ولعلنا نتعلم منه.