صراع الجبابرة.. والمهمة المستحيلة!

ما شاهدناه مؤخرًا من مواجهة شرسة بين ماسك وزوكربيرج وصفها البعض بأنها صراع الجبابرة فى عالم تكنولوجيا المعلومات والسوشيال ميديا، خاصة أن كلاً من «إيلون ماسك» صاحب تويتر و«مارك زوكربيرج» صاحب ميتا العملاقة المالكة لفيسبوك وإنستجرام وأيضًا ثريدز المولود الجديد,لا يؤمن إلا باحتكار أو اكتساح الأسواق وإزاحة الآخر من المشهد إن عاجلاً أو عاجلاً. «المنافسة الشريفة» هذا التوصيف الذى اعتدنا سماعه لسنوات طويلة لم يعد قائمًا فى صراع الجبابرة.. وأهلاً بالمواجهة الشرسة.

فى زمن أقل من أسبوع  بعد إعلان مولده استطاع تطبيق «ثريدز» الجديد أن يصل بعدد مستخدميه إلى 100 مليون مستخدم.

هذا الرقم الـ100 مليون لم يصل إليه تطبيق إنستجرام نفسه إلا بعد سنتين ونصف السنة  من استخدامه.. أما تيك توك فقد وصل إلى 100 مليون مستخدم بعد تسعة أشهر من انطلاقه، فى المقابل وصل تشات جى بى تى (آخر ابتكارات الذكاء الاصطناعى فى عملية الكتابة) إلى 100 مليون مستخدم بعد شهرين من انطلاقه!

 

إيلون ماسك كعادته ثار وهاج وغضب وانتقد بشدة ما أطلقه زوكربيرج تحت مسمى «ثريدز» على أساس أن هذا التطبيق الجديد سرقة علنية ولم يكن مجرد تقليد مشابه.. أو طرح منافس فى سباق التنافس.

 

بالمناسبة عدد مستخدمى تويتر عالميًا وصل إلى نحو 370 مليونًا، نعم.. تويتر اعتدنا عليه وصار جزءًا أساسيًا فى حياتنا وفى تواصلنا مع الآخرين. لكن.. بعد أن اشتراه الملياردير إيلون ماسك بنحو 44 مليون دولار بدأ يطور ويغير ويلخبط أشياء عديدة فى إدارة وآليات تويتر وأيضًا فى علاقاته مع مستخدميه، لذا لم يتردد البعض من مستخدمى تويتر فى أن يتوقفوا عن استخدامه أو الانسحاب من عالمه تحررًا من تقلبات ماسك المزاجية فى طرح بعض الأفكار الطائشة. وفى التصادم مع قيادات شركة تويتر نفسها حول مفاهيم كثيرة وبالتأكيد لا أحد (لا موظف بتويتر ولا مستخدم لتويتر) يريد أن يعيش فى أجواء قلق وتوتر واضطراب وعدم استقرار.

 

 

وصراع الجبابرة ماسك وزوكربيرج ستكون مواجهة حامية وشرسة سوف نتابعها بلا شك فى الأسابيع والشهور المقبلة. الملياردير  ماسك (أغنى أغنياء العالم!) فى الـ52 من عمره وثروته تقدر بأكثر من 247 مليار دولار.. فى حين أن زوكربيرج فى الـ39 من عمره وثروته تقدر بنحو 103 مليارات دولار.

ولم تمر 24 ساعة على إطلاق ثريدز حتى تساءل المراقبون: هل سيستطيع ثريدز أو زوكربيرج فى هذه المرحلة الحرجة من حياة السوشيال ميديا أن يقضى على الطائر الأزرق وتغريداته التى غرد وتواصل بها حتى الآن عشرات الملايين من البشر؟!

صراع آخر لجبابرة آخرين شاهدناه فى الفترة الأخيرة على المسرح العالمى. وتحديدًا بين الصين وأمريكا.

فوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين كانت فى زيارة للصين، وخلال هذه الزيارة ذكرت أن المراد هو تطبيب أو تقديم علاج للعلاقات الثنائية المتأزمة بين الطرفين والحفاظ على قنوات الاتصال بينهما. ناشدت الوزيرة بتحقيق المنافسة التى ستكون لصالح الدولتين الكبريين. والمعروف أن المنافسة أو المواجهة صارت تتمركز بشكل أكبر حول الحصول على مكونات التكنولوجيا الحديثة وصناعة الرقائق الإلكترونية.

المنافسة القائمة والمستمرة بين أمريكا والصين فى الاقتصاد العالمى جديرة بالمتابعة ومحاولة فهمها بشكل أشمل وأعمق مما يحدث فى الوقت الحالى.

أما المهمة المستحيلة!

ما أن يتم ذكر هذا التوصيف أو التعريف Mission Impossible (المهمة المستحيلة) يأتى فى البال فورًا الممثل الأمريكى توم كروز وسلسلة أفلام أنتجت تحت هذا الاسم، وتمت إضافة رقم جديد إليه مع مرور السنوات.. بدءًا من عام 1996. عندما تحمس كروز لفكرة عمل فيلم نقلاً عن مسلسل تليفزيونى شهير لفت انتباهه وقد قام بإنتاج الفيلم بتكلفة تقدر بـ90 مليون دولار.

توم كروز كان وقتها فى الـ34 من عمره عندما جسد ولأول مرة شخصية إيثان هانت عميل العمليات الاستخباراتية السرية وصاحب المهام الصعبة أو المستحيلة. مؤخرًا بدأ عرض فيلم المهمة المستحيلة رقم 07  والفيلم تكلف 290 مليون دولار.

وما يلفت الانتباه أن توم كروز بعد أن عايش هذه الشخصية وشارك فى هذه الأفلام أكشن وجاسوسية وإثارة يتمنى أن يستمر فى المزيد منها مثلما فعل الممثل هاريسون فورد (80 عامًا) مع شخصية إنديانا جونز الذى عاد إليها فى فيلم جديد بدأ عرضه فى الأسابيع الماضية.

كروز (61 عامًا) قام بالتمثيل فى 75 فيلمًا على الأقل حتى الآن.. وكما يبدو فإنه حافظ على رشاقة جسمه وخفة حركته وهو يجرى ويتشابك ويتصادم مع الآخرين خلال الفيلم.

توم كروز  تقدر ثروته بـ 620 مليون دولار.. هل ننتظر منه قريبًا المهمة المستحيلة رقم 8 ؟!