الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«روشـن» استقطب نجـوم القارة العجـــوز بحثا عـن العـالميـة

اقتحمت مسابقة الدورى السعودى سوق الانتقالات الأوروبية بقوة من خلال الخطة التى وضعها القائمون على البطولة بهدف الحصول على توقيع الكثير من نجوم الدوريات الكبرى أبرزها «البريميرليج» من أجل مزيد من لفت الانتباه خاصة بعد نجاح النصر فى التعاقد الموسم الماضى مع النجم العالمى كريستيانو رونالدو.



 

ويحاول بذلك الدورى السعودى الاستمرار فى الحفاظ على مكانة متقدمة فى صدارة الدوريات العربية كذلك التطلع لمنافسة الدوريات الأوروبية، خاصة إذا ما استمر فى الإنفاق وجلب المزيد من النجوم لإنجاح التجربة.

 

 

 

هيكل الملكية

كانت بداية التطور الحقيقى للإنفاق حين أعلنت وزارة الرياضة السعودية نقل ملكية 75 % من أندية الهلال والنصر والأهلى والاتحاد إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودى ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية.

وتم نقل ملكية نادى القادسية السعودى إلى شركة «آرامكو» السعودية الشهيرة والتى تعمل فى مجال الطاقة والبترول، فى المقابل انتقل نادى الصقور إلى شركة نيوم، بالإضافة لانتقال نادى الدرعية إلى هيئة تطوير بوابة الدرعية، فيما ذهب نادى العلا إلى الهيئة الملكية للعلا.

وبالنسبة للأربعة الكبار الذين انتقلت غالبية حصتهم إلى صندوق الاستثمارات السعودى فإنهم تلقوا دعمًا عن طريق ضم ثلاثة لاعبين عالميين لكل فريق مع دفع كامل تكلفة الانتقال والرواتب فيما سيكون أمام إدارات الأندية تحمل تكلفة أى تعاقدات إضافية.

ومن المتوقع أن تسهم تلك الخطوة فى جذب المزيد من نجوم كرة القدم العالمية لا سيما أن الاتجاه الحالى ينطلق نحو زيادة عدد الأجانب فى الدورى السعودى والذى قد يتجاوز 8 لاعبين ويصل إلى 10 من أجل منح الأندية فرصة للتعاقد مع مزيد من النجوم.

نجوم الدورى السعودى

فى الموسم الماضى ضم النصر كريستيانو رونالدو، ومع انطلاق موسم الانتقالات الصيفية حصل على توقيع الكرواتى مارسيلو بروزوفيتش لاعب وسط إنتر ميلان الإيطالى، بالإضافة إلى حصول «اتحاد جدة» بطل النسخة الماضية من البطولة على توقيع النجم الفرنسى كريم بنزيما نجم ريال مدريد وأيضًا مواطنه نجولو كانتى لاعب تشيلسى الإنجليزى الذى يعانى من إصابات متكررة فى قدمه وعدم المشاركة مع فريقه قبل الانتقال، والبرتغالى جواو فيليبى «جوتا» قادمًا من سيلتك الأسكتلندى.

أما أهلى جدة فحصل على خدمات البرازيلى روبرتو فيرمينيو زميل محمد صلاح سابقًا فى صفقة انتقال مجانية، بالإضافة إلى الحارس السنغالى إدواردو ميندى لاعب تشيلسى الذى انتشرت شائعات على مواقع التواصل بأنه كان يعتقد أنه سينتقل إلى الأهلى المصرى، فيما ضم الهلال النجم البرتغالى روبين نيفيز لاعب وولفرهامبتون الإنجليزى فضلًا عن قلب الدفاع خاليدو كوليبالى.

 

كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو

 

وما زالت الأندية السعودية مستمرة فى تدعيم صفوفها لإدراكها أن المنافسة ستكون صعبة للغاية مع انطلاق النسخة المقبلة من «دورى روشن» لا سيما أن الجمهور بدأ يتأهب لموسم استثنائى يعكس حجم النجوم العالميين الجدد.

فى المقابل رفض بعض النجوم القدوم إلى الدورى السعودى للكثير من الأسباب، منها أن الأجواء غير شبيهة بنظيرتها فى أوروبا حيث فضل النجم الأرجنتينى ليونيل ميسى الذهاب إلى نادى إنتر ميامى فى الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن رقم انتقاله إلى الهلال كان سيصبح الأعلى فى تاريخ كرة القدم بقيمة 1.2 مليار يورو لمدة عامين.

وحاول بعض اللاعبين فى أوروبا تأجيل خطوة الانتقال إلى الدورى السعودى لحين اتضاح الرؤية وتقييم تجربة زملائهم الذين انتقلوا بالفعل، بحيث تكون خطوة مهمة قبل الاعتزال النهائى لكرة القدم لذا فإن الموسم المقبل من المسابقة سيكون مراقبًا من عدة أسماء كبرى مثل الكرواتى لوكا مودريتش نجم ريال مدريد.

الدوريات الأوروبية

وفقًا لموقع «ترانسفير ماركت» المهتم بتسعير اللاعبين وتحديد قيم الفرق فإن الدورى السعودى تبلغ قيمة لاعبيه نحو 450 مليون يورو، فيما يعد الهلال أكثر الأندية قيمة بمبلغ 90 مليون يورو فيما حل النصر فى المركز الثانى بقيمة 89 مليون يورو.

بالأرقام.. لا تزال الأندية السعودية بعيدة عن نظيرتها الأوروبية الكبرى مثل برشلونة والذى تبلغ قيمته 865 مليون يورو أو ريال مدريد بنحو 925 مليون يورو، أو حتى فرق الدورى الإنجليزى مثل مانشستر سيتى الذى قفز إلى 1.1 مليار يورو حصل مؤخرًا على لقب البريميرليج ودورى أبطال أوروبا.

وقفز فريق أرسنال إلى مليار يورو وتقريبًا بعدما حل فى وصافة الدورى الإنجليزى مع مدربه الشاب ميكيل أرتيتا وهو ما يؤكد أن فرق الدورى السعودى لا تزال بحاجة إلى مزيد من التدعيم كى تقترب من منافسة فرق أوروبا الكبرى.

لم يسبق أن دخلت الأندية السعودية فى صراع مع نظيرتها الأوروبية على موهبة واعدة أو مزاد للحصول عليه بينما تبقى خطوة ضم بعض الأسماء القوية فى القارة العجوز بمثابة البوابة الذهبية لها نحو مزيد من الشهرة فى عالم الساحرة المستديرة.

 

 إدواردو ميندى
إدواردو ميندى

 

أهمية عربية

أكد الخبير الرياضى فتحى مبروك لاعب الأهلى الأسبق أن الدورى السعودى يملك الكثير من مقومات النجاح وستساهم خطوة التعاقد مع النجوم الأوروبية فى مزيد من التقدم بالنسبة له لا سيما أن ذلك سيؤدى لرفع معدل دخل الأندية من خلال الحضور الجماهيرى وعقود الرعاية والبث.

وأضاف بأنه لا تزال الأندية السعودية بعيدة عن نظيرتها الأوروبية ولكن على الصعيد العربى فإنها فى الصدارة وستحاول التفوق، وهو ما ينعكس أكثر على اللاعبين المحليين الذين سيحصلون على الكثير من الخبرات التى تصب فى صالح منتخباتهم الوطنية لديهم.

وقال مبروك: الدورى السعودى قبل خطوة التعاقد مع اللاعبين الأجانب أصحاب الشهرة الكبيرة مثل كريم بنزيما وغيره كان قويًا بسبب ارتفاع معدل الإنفاق على ضم من يمتلكون مهارات مميزة مما أكسبه قوة كبيرة.

وشدد مبروك على أن التطور فى الكرة السعودية امتد لمنتخبات الناشئين والشباب وهو ما دفعهم لأن يكونوا نواة للمنتخب الأول بسبب المنظومة المحترفة سواء بين الأندية واللاعبين والمدربين.

منظومة عادلة

قال رضا عبدالعال لاعب الأهلى والزمالك الأسبق إن أهم ما يميز منظومة الدورى السعودى هو العدالة المطلقة فى تطبيق القانون ولا يهم إن كان ناديًا كبيرًا مثل الهلال أو النصر هو من سيحصل على البطولة أم لا؟

وأضاف بأن الذى فاز بنسخة الموسم الماضى هو اتحاد جدة وليس النصر الذى حصل على خدمات كريستيانو رونالدو، حيث لم يصمم أى فرد داخل المنظومة على ضرورة حصول فريق النجم البرتغالى على اللقب كنوع من التقدير له.

 

جواو فيليبى
جواو فيليبى

 

 

وأوضح أنه على سبيل المثال لم يفز فريق بلقب الدورى المصرى غير الأهلى والزمالك منذ عام 2002، حيث كان آخر فريق قد حققه بعيدًا عنهما هو الإسماعيلى، وذلك قبل 20 عامًا دون أن نرى بطلًا جديدًا للمسابقة.

وواصل عبد العال: هناك على سبيل المثال أندية قوية مثل بيراميدز وفيوتشر ولكنها لا تستطيع المنافسة أمام جماهيرية الأهلى أو الزمالك وبالتالى من الصعب عليها تحقيق لقب الدورى العام، لذلك فإن منظومة الدورى السعودى أكثر فاعلية لأنها تسمح بالاجتهاد للفرق المختلفة ولم يعنها أن أهلى جدة هبط إلى الدرجة الأدنى وواصلت السير قدمًا فى مسابقتها لحين صعوده مرة أخرى.

وأشار عبدالعال إلى أن غالبية النجوم من الدوريات الأوروبية الذين انضموا مؤخرًا إلى الدورى السعودى شارفوا على الاعتزال مثل كريم بنزيما ونجولو كانتى حيث إنهم حققوا ما أرادوه فى القارة العجوز.