الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الجميلة.. والشاشة!

الجميلة.. والشاشة!

فى رحلتى الإعلامية تبوأت منصب رئيس التحرير لإحدى المجلات المتخصصة فى القنوات الفضائية، خلالها اقتربت كثيرًا من قنوات CNN الإخبارية واستديوهاتها فى لندن، حاورت مذيعيها والمسئولين فيها، يومها أبدَى رئيس مكاتبهم بلندن، رغبته فى أن يصاحب تغطيتى الإعلامية غلاف لوجه نسائى من مذيعات البرامج، رحبت بالفكرة، خاصة أن معظم المجلات الفنية يتصدر أغلفتها دائما نجوم السينما، عرض على مدير استديوهات السى إن إن فى العاصمة البريطانية مئات الصور لمذيعات ومراسلات القناة الإخبارية الشهيرة، لم أجد بينهن فاتنات جميلات بالمعنى الدارج المعروف، وما تعودنا عليه على شاشاتنا فمقدمة برامج ومذيعة القناة الشهيرة، بألوان بشرتها الطبيعية، بلا رموش أو عدسات صناعية، أو خدود منتفخة بحقن «البوتكس» العجيبة، امرأة أنيقة ترتدى الملابس البسيطة، ونظارة طبية أحيانًا،، لها صوت أجش، يشير إلى قوة شخصيتها وقوة شخصية الشاشة التى تنتمى إليها. مقومات المذيعة الناجحة أشياء غير الجمال الفاتن.. الثقافة، إجادة اللغة، الصوت الساحر ربما، الشخصية القوية أحيانا، الثقافة دائما. واخترت من بين هؤلاء مذيعة تقدم البرنامج الصباحى، ابتسامتها ناعمة ذكرتنى بابتسامة مذيعتنا سلوى حجازى.



تذكرت أيضًا مذيعات ربط وبرامج حوار ونشرات إخبارية منهن ليلى رستم، سميرة الكيلانى وأمانى ناشد، سميحة عبدالرحمن، سناء منصور سوزان حسن، ومن الرجال أحمد فراج وحمدى قنديل وطارق حبيب ومحمود سلطان، وغيرهم مازالوا عالقين بأذهاننا، ومن بعدهم جاءت أجيال من المذيعين الذين ساروا على دربهم.

ثورة الفضائيات شهدت أيضًا تغيرا كبيرا فى شكل وأداء المذيع كما عرفناه المذيع المحترف توارى، والصحفى والفنان والمطرب والرياضى يحتلون مقاعد المذيع وفى كثير من الأحيان دون تأهيل مهنى. كان المذيع يخضع لاختبارات مكثفة من خلال لجنة مكونة من صفوة المجتمع وكبار الإعلاميين ليختبروا حضوره أمام الكاميرا وثقافته وقدرته على التصرف فى المواقف الحرجة.. وغير ذلك لكن اليوم ومع تعدد القنوات تضاربت المعايير ولم تعد مهنة مقصورة على المذيع المتخصص والمؤهل إعلاميا.. كان التليفزيون قادرا على استقطاب أفضل العناصر للعمل كمذيعين ولم يكن يبخل عليهم بالتدريب والتأهيل من حيث الشكل والمضمون، لذلك كان المذيع يتميز باللغة العربية السليمة وبسلاسة فى النطق الصحيح، لذلك كان للتليفزيون والإذاعة وقتها نجومهما. كان المذيع يتمتع بحضور ذهنى متميز وأناقة فى أسلوب الحوار وثقافة عريضة كما كان يتمتع بمظهر جذاب دون بهرجة، الأمر الذى لم يعد موجودا فى أغلب الشاشات.

البرامج الموجهة للمرأة على بعض الفضائيات تتناول قضايا ومنوعات من كل لون ولون، بأسلوب تقديم شرس، ترتدى فيه المذيعة قناع خفة الدم، المغلف بكم من المساحيق والألوان، برامج هدفها الرواج للمذيعة والبرنامج على صفحات «السوشيال ميديا»، ولا بأس بإطلاق بعض التهكمات على الرجل، فهى نصيرة المرأة فقط، وعدوة للرجل، فتكسب شعبية أكثر بين النساء، تنطلق فى الكلام دون توقف، دون التعمق فى المحتوى وتأثيره، تعليقاتها ونصائحها قد تخلق فتنة فى الأسرة، أو تؤدى للفشل فى العلاقات الأسرية والإنسانية. بعض المذيعات غير متخصصات، وليس لديهن خلفية أسرية سليمة، يعرضن تجاربهن الفاشلة فى الزواج، فى سخرية، رغم أنها قد تكون أساس المشكلة والفشل فى العلاقة الزوجية والأسرية، لكن الكثيرات يسمعن ويسرن على نفس النهج، فتخرب بعض العقول والبيوت. 

إن المشاكل الأسرية باتت كثيرة جدا عن سابق عهدها وأن 90 % من المشاكل الأسرية حلها فى يد ربة الأسرة وهى الزوجة التى يندرج تحت اسمها جميع الحلول دون النظر إلى البرامج الأسرية التى تسعى لها القنوات والمذيعات غير المؤهلين للنصيحة وقد تكون النصيحة سببا فى دمار البيت وليس تعميره، ومن الواجب تفعيل الرقابة للحفاظ على البيوت المصرية وشن حملاتها للرجوع عن الطريق التى تسلكه بعض برامج التوك شو التى باتت تظهر وكأنه أمر عادى ويقدم نصائح للفتيات اللاتى ليس لهن تجارب فى الحياة وكذلك السيدات اللاتى من الممكن أن يكون سر تعاستهن باقى الحياة وليس الحل النهائى ويكون سببا فى شتات الأسرة وليس تجميعها.