السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بريطانيا تعلن الحرب.. على البدانة!

بريطانيا تعلن الحرب.. على البدانة!

أخيرًا.. أعلنت بريطانيا الحرب رسميًا.. على البدانة.



قبل أسبوع كانت زيادة وزن أى فرد تعتبر ظاهرة مؤسفة وخطرًا على الصحة، وعلى اقتصاد البلاد، وأيضًا خطرًا على ميزانية الدولة.. لكنها لم تكن تواجه بحملة متكاملة وقوية تمثل حربًا شاملة عليها، كالتى بدأت الآن.

وبعد أن انتبهت الحكومة ووزارة الصحة وهيئة التأمين الصحى للخطر الداهم الناتج عن انتشار السمنة بين الإنجليز، قررت خوض الحرب، وسلاحها هو دواء توزعه على كل من يعانون من زيادة الوزن، وهم بالملايين هنا، وأعلن رئيس الوزراء ريشى سوناك، تخصيص 40 مليون جنيه إسترلينى لخوض الحرب ضد البدانة التى أصبحت أزمة كبيرة تعانى منها بريطانيا.

أفكار خاطئة عن البدانة

والغريب أن معظم الناس يعتقدون أن السمنة أو البدانة أو زيادة الوزن تعود إلى إهمال من يصاب بها، وهو اعتقاد خاطئ وإن كانت هناك بعض المسئولية تقع على المصاب لكن الخبراء يقولون إن هناك حوالى مئة سبب وراء إصابة الإنسان بداء البدانة، وفى النهاية أصبح معترفًا الآن بأن البدانة مرض يحتاج للعلاج. ولم يكن الأمر كذلك فيما سبق، فلعشرات السنين كان اللوم يقع على الشخص البدين، لكن علميًا أصبحنا الآن نعرف بالتأكيد أن البدانة تحدث رغم إرادة الشخص الذى يصاب بها، وأنها لا تخضع لسيطرته التامة، ولا لاختياره، ويجب أن يوجه اللوم إلى اتجاه آخر، وأهم ما يجب أن يعرفه الناس، أن البدانة تعود فى الأساس للتركيبة الجينية للفرد، وهو أمر لا دخل لنا فيه نهائيًا كما يؤكد الخبراء وطبعًا هناك أسباب اجتماعية تصل حتى إلى مكان الميلاد أو الإقامة.

وماذا عن برنامج الحرب؟

يشمل برنامج الحرب على البدانة فى بريطانيا، حقن المصابين بتطعيم يقوم بتخفيض أوزانهم، وذلك بالنسبة للحالات الخطيرة، بالإضافة إلى خطة لمعالجة بقية المصابين بواسطة خبراء متخصصين فى أساليب التخلص من الوزن الزائد.

 

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

وتم توفير لقاح تخفيض الوزن فى عيادات الأطباء والمستشفيات وبعض الصيدليات ويعتبر الدواء الجديد وسيلة فعالة ستغير الصورة العامة لأزمة السمنة التى غرق فيها المجتمع البريطانى منذ سنوات دون حلول شاملة.

وكانت التجارب الأولى على هذا الدواء قد أجريت بنجاح وهى عبارة عن حقنة أسبوعية، ويعتقد الوزراء المعنيون أن أقراصًا جديدة للتخلص من الوزن الزائد ستكون متوفرة خلال السنوات القادمة.

لكن العلاج الحالى سوف يصبح اعتياديًا تمامًا مع الوقت وتلقى الملايين له.

وكيف يعالج هذا الدواء البدانة؟

يتم ذلك من خلال هورمون يشجع الجسم على إنتاج الإنسولين، ويساعد فى السيطرة على مستوى السكر فى الدم، كما أنه «يخدع» المصاب بأن يوحى له بأنه ليس جائعًا، ليس فقط بخفض الإحساس بالجوع، بل أيضًا بخفض التطلع إلى مزيد من الطعام.

وكان بعض الخبراء قد أعلنوا أن بريطانيا متخلفة فى مواجهة هذه الأزمة عشر سنوات عن الولايات المتحدة الأمريكية، وحذروا من اتساع الأزمة دون مواجهة حاسمة..منذرين: أننا لا نستطيع تحمل عواقب هذه الحالة، وسيكون أثرها على الصحة العامة والاقتصاد فى منتهى الخطورة.

وقال أطباء وخبراء آخرون:

لقد جربنا كل شيء، لكن هذا الدواء هو الوحيد الذى حقق نتائج ناجحة، وهكذا فنحن الآن نعالج هذا الوباء المزمن، ويمكن خلال سنوات أن يتحول هذا العلاج إلى إجراء معتاد وروتينى لدى الملايين.

وعلق وزير الصحة ستيف باركلى، بأنه أصبح هناك أمل فى عودة الآلاف ممن يعانون من آثار زيادة الوزن والأمراض المصاحبة لها، إلى أعمالهم من جديد.

وترصد الإحصائيات أن هناك حوالى 2.5 مليون مصاب بأمراض مزمنة يتلقون الإعانات، وكثيرون منهم يعانون من أمراض السمنة. 

ويقدر عدد المصابين بالسمنة فى إنجلترا وحدها (وهى المقاطعة الأكبر حجمًا وتعدادًا فى المملكة المتحدة) بحوالى 12 مليون إنجليزى، وتقول الحكومة إن السمنة تكلف هيئة التأمين الصحى فى إنجلترا فقط 6.5 مليار جنيه إسترلينى سنويًا، ودخل المستشفيات خلال سنتى 2019/2020 أكثر من مليون مصاب بالوزن الزائد، لكن الكلفة العامة والأكبر لوباء البدانة فى بريطانيا تكلف اقتصاد البلاد نحو 27 مليارًا إسترلينيًا فى السنة.

وكان المعهد القومى للرعاية الصحية المتقدمة قد اعتمد استخدام دواء يتسبب فى صد النفس عن تناول الطعام «ويجوفى» مطلع العام الحالى بشرط أن يتوفر فقط فى المستشفيات والعيادات المتخصصة ويقدم بإشراف الطبيب.

وقالت الحكومة إن ذلك يعنى أن هذا العلاج لن يكون متاحًا سوى لعدد محدود من البدناء يقدر بحوالى 35 ألف مصاب، بينما هناك عشرات الآلاف الآخرين ممن يحتاجونه.

وتبين من الأبحاث أن دواء «ويجوفى» هذا ساعد فى تخفيض أوزان البدناء بنسبة حوالى 15 % بعد تناوله بجانب برنامج غذائى مصاحب له، وبعض التمرينات البسيطة.

ويقدر عدد المصابين بزيادة الوزن فى مقاطعة إنجلترا وحدها بنحو ثلثى البالغين.