الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أنياب وأبرياء

من بين السطور

أنياب وأبرياء

كثرت وتعددت الجرائم التى ترتكب باسم الكلاب خاصة واردة الخارج أو المستوردة ومعها ملاكها حتى وصل الأمر بها إلى ساحات القضاء.



بعد الحوادث الأخيرة التى وقعت أو تعرّض لها البعض وأودت بحياتهم وآخرون لحقت بهم إصابات خطيرة إلى جانب تعرضهم لصدمات نفسية حادة بسبب الفزع بسبب الخوف أو الرهبة من الهجوم والعقر بالأنياب الحادة القاتلة.

وقد أقرت النيابة العامة مؤخراً من خلال تحقيقاتها التى تتصل بهذا الشأن بالتأكيد على حرية المرء فى إيواء واقتناء وتربية الحيوانات ومنها الكلاب سواء بدواعى الحراسة أو غيرها، إلا أن ذلك يدخل فى نطاق شروط محددة وبعدم تعريض حياة الناس للخطر أو تهديد أمنهم أو كذلك سلامتهم أو تخويفهم، وقد أهابت النيابة بالتمسك بقيم المجتمع المتأصلة التى تقدس الجيرة وتعمل على احترامها والإحسان إليها إلى جانب الحفاظ على حياة وأمن الغير فى مناخ يسوده التراحم والمودة والتآلف والحرص المتبادل على الاحترام. وقل نفس التوجه لمجلس النواب بعد تفاقم المشكلة بالحوادث التى وقعت من قبل.

فلا أحد يتجاهل أو ينسى الحادث المأساوى الأليم الذى راح ضحيته مواطن برىء اسمه «محمد محب» الذى كان يعمل مديراً لأحد البنوك من جراء تعرضه لهجوم من كلب شرس الطباع والتربية من نوعه «البيتبول»، ولأن ما حدث يدفعنا لأن ننتبه جيداً ونضىء اللون الأحمر فيما هو آت لا قدر الله ونضع خطًا لا يمكن تجاوزه أيًا كانت الأسباب وبكل أسف هذه الجريمة أو غيرها بطلها «الكلب» وقد حدثت أكثر من مرة ومازال الملف الخاص بنوعية الكلاب القاتلة مفتوحاً على مصراعيه.

وبالرغم من ذلك مازال مدمنو اقتناء الكلاب إياها يخرجون ألسنتهم لنا رغم أن كل واحد مسئول عن الكلاب التى يقتنيها ويربيها أو يدربها فهم سعداء بهواياتهم المدمرة وأنا هنا لست من أنصار جمعية الرفق بالحيوان واتخاذ وسائل الأمان وحماية الأرواح، لذلك كان مهم صدور القانون الأخير فى هذا الأمر .

وإن كنت أتمنى من داخلى حكمًا  بتجريم تربية الحيوانات الشرسة من نوعية الكلاب إياها أو المستوردة ماركة «جيرمان» و«البيتبول» أو غيرهما.

ولعلكم تتذكرون الكلب القاتل الخاص بمذيعة الشيخ زايد الذى نتج عنه وفاة مواطن برىء راح ضحية الغدر والخيانة وهذا يعيدنا من جديد للنظر بعناية شديدة بتربية الكلاب داخل البيوت فأنت هنا لست حراً فى تعريض حياة الناس للخطر ولو كان داخل منزلك الخاص، خاصة أن هناك نوعية من الكلاب تتسم بالوحشية والعنف الشديد فى التعامل مع غير أصحابها فى الوقت الذى لا يمكن فيه التحكم أو السيطرة عليها.

هذا بخلاف ظاهرة كلاب الشوارع وكثرة انتشارها رغم كونها لا تتسم بنفس شراسة الكلاب وارد الخارج وفى الوقت الذى لم تنجح محاولات الحد من كثرة التناسل لكلاب الشوارع والتعامل معها.