زاهى حواس والوله بمصر

لم يكن بالأمر الغريب أن أشهد هذا الترحيب الكبير بزاهى حواس  (وقوفًا وتصفيقًا من الحضور) وهو يدخل قاعة كبرى بمركز المؤتمرات فى واشنطن مساء يوم 13 يونيو 2023. كما أن بعد الانتهاء من محاضرته وقف المئات من الحاضرين يصفقون له.. كما اصطف طابور طويل من أجل الحصول على توقيع حواس على كتبه.

الأثرى المصرى الشهير د. زاهى حواس كثير الظهور على شبكات التليفزيون الأمريكية وأيضا كثير التردد على العاصمة الأمريكية والالتقاء بأهلها من الشخصيات العامة المهمة وأصحاب الاهتمام بالحضارة المصرية القديمة على مدى العقود الماضية..وهم عادة يحرصون على هذه اللقاءات ليعرفوا منه ويسألوه عن آخر المستجدات فى عالم الاكتشافات الأثرية  وفى محاولات فك أسرار مصر القديمة حواس الحارس لآثار مصر وللذاكرة الخاصة بها له ما يقوله دائما ويعرف جيدا كيف يقوله رغم كثرة المعلومات وصعوبة الأسماء المذكورة.. وأن يقوله بلغة سهلة سلسة وجاذبة للانتباه. محاضرته الأخيرة كانت عن الأهرامات والمومياوات والملك توت واكتشاف مقابر جديدة.. والمدينة الذهبية المفقودة وبالطبع المتحف المصرى الكبير. كانت حديث وأخبار واكتشافات وتاريخ وآثار واشارة الى استخدام آخر المستجدات التكنولوجية فى فك الألغاز. وأيضا بيان الاهتمام العالمى بالحضارة المصرية القديمة.. والتذكير دائما بقيمتها التى كانت ومازالت تبهر العالم. قبل المحاضرة رحب السفير معتز زهران سفير مصر لدى أمريكا بالحضور.. ذاكرا أن مصر ترحب دومًا بهم على أرضها.. لكى يعيشوا على أرض الواقع ما يعشقونه من حضارة عريقة.

 

 

محاضرة واشنطن كانت ضمن 23 محاضرة فى 23 مدينة أمريكية على مدى شهرى مايو ويونيو 2023. وقد بدأت جولة هذه المحاضرات واللقاءات من فينيكس بولاية أريزونا يوم 2 مايو 2023 وانتهت وصولا إلى بوسطن بولاية ماساتشوستس يوم 30 يونيو..

زاهى حواس ذكر فى لقائه عدة اكتشافات جديدة سوف يشهدها العالم فى الشهور المقبلة.. وأغلب هذه الاكتشافات سيتم عرضها من خلال أفلام وثائقية تسجيلية عبر شبكات أمريكية عالمية مثل نتفليكس وديسكوفرى وناشيونال جيوجرافيك.. بدءا من شهر يوليو 2023.

وحرص  د زاهى فى نهاية محاضرته الشيقة والممتعة أن يذكر للحضور أن مصر آمنة ومستقرة.. وأن مصر فى انتظاركم لتروا بأعينكم وتتواصلوا معها وتتفاعلوا بأنفسكم مع مصر الحضارة وآثارها وبالطبع شعبها العظيم الجميل والكريم الذى يرحب بكم دوما.. تعالوا وشوفوا وعيشوا فى أجواء مصر.

الوله بمصر..

لا شك أن الوله بمصر فى أمريكا له تاريخ طويل وممتد.. عابر للأجيال. بعض الحضور من الشباب كان حريصا بجانب اقتنائه كتب حواس أن يشترى قبعته.. القبعة التى صارت رمزا مرتبطا باسمه ودوره فى التنقيب عن الآثار المصرية.. نعم القبعة تماثل القبعة التى كان يرتديها انديانا جونز فى سلسلة الأفلام التى أنتجت  فى الثمانينيات من القرن الماضى.. إلا أن قبعة حواس كما يقول هو قبعة أثرى حقيقى وليس قبعة ممثل يلعب دور أثرى فى الأفلام!

وأنا أحضر تفاصيل زيارته الأخيرة لواشنطن تذكرت كيف أن على مدى العقود الثلاثة الماضية حضرت وعايشت لقاءات عدة لزاهى حواس مع عشاق مصر من الأمريكان.. لقاءات حضرها جمهور كبير يبحث عما هو جديد وشيق فى معرفتنا بأسرار الحضارة المصرية والأهرامات والملك توت.. ومنها افتتاح عرض كنوز الملك توت فى لوس أنجلوس فى صيف 2005 بحضور الممثل المصرى العالمى عمر الشريف. وطالما نأتى بذكر الوله بمصر يجب التذكير بأن الأعداد الخاصة بمصر القديمة وكنوز حضارتها مازالت هى الأعداد الأكثر مبيعا من مجلة ناشيونال جيوجرافيك. 

وإذا كان كمال الملاخ الصحفى الكبير ومكتشف مركب الشمس وعلى مدى سنوات طويلة قام بتعريف المصريين بمن هو ومن هى من عائلات الفراعنة أجدادنا وجداتنا فى مصر القديمة وذلك من خلال كتاباته ومن خلال الصفحة الأخيرة فى صحيفة الأهرام.. فان زاهى حواس هو من يقوم بهذه المهمة المطلوبة بنطاق أوسع وأعمق على امتداد العالم منذ سنوات عديدة. ويأتى فى بالى أول لقاء وتعارف مع زاهى حواس كان فى مكتب الملاخ فى الدور الرابع بالأهرام منذ نحو أربعين عامًا.

زاهى حواس يعرف كيف يحكى الحدوتة المصرية ولديه دراية شاملة تاريخية وانسانية بتفاصيل الحدوتة.. وبالطبع لا يكتفى بالعموميات بل يدخل فى التفاصيل الشيقة ويؤمن بأن فى حكيك يجب أن تأخذ فى الحسبان ماذا يشغل بال واهتمام المستمع إليك وليس فقط الاهتمام بما تريد أن تقوله أنت!