السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بى بى سى..  وفضيحة جديدة!

بى بى سى.. وفضيحة جديدة!

لا يكاد يمر شهر دون أن تسمع أو تقرأ عن فضيحة فى بى بى سى، أكبر وأشهر وأعرق مؤسسة إعلامية فى العالم.. وتعددت أنواع هذه الفضائح من اعتداءات جنسية إلى تمييز عنصرى ضد المذيعات.. إلى تدهور فى الأداء المهنى.. إلى إغلاق محطات إذاعة وتليفزيون مهمة وتسريح مئات العاملين والعاملات كما حدث مؤخرًا مع «بى بى سى عربى» وغيرها من المحطات الناطقة بلغات غير الإنجليزية.



وكانت آخر الفضائح قد أدت إلى استقالة رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى».. بعد أن تبين أن تعيينه تم بطريقة غير قانونية، حيث قام وهو من كبار رجال البنوك - وقتها - بتسهيل حصول بوريس جونسون - رئيس الوزراء وقتها- على سلفة مالية تقارب المليون جنيه، مقابل تزكيته لتولى منصب رئيس بى بس سي!

أخبار«بايته»!

هذه الأيام تكشفت فضيحة جديدة على المستوى المهنى، فمع انخفاض الميزانية وإلغاء خدمات إعلامية عديدة كانت تقدمها بى بى سى، والضغط على العاملين فى محطات الإذاعة والتليفزيون المحلية التابعة لها، فوجئ الوسط الإعلامى والرأى العام البريطانى وخاصة جمهور الأقاليم، بأن نشرة الأخبار المحلية التى أذيعت فى العاشرة و25 دقيقة (وليس فى موعدها الثابت فى العاشرة تمامًا) والتى تذاع على الهواء مباشرة ككل نشرات الأخبار فى كل مكان فى العالم، كانت نشرة مسجلة قبل إذاعتها وإيهام المشاهدين بأنها على الهواء، سجلت فى السابعة والنصف أى قبل نحو ثلاث ساعات من بثها!

وبذلك لم يتمكن المشاهدون فى لندن مثلًا من الحصول على آخر الأخبار..

فلم تقدم النشرة «البايتة» خبرًا يهم جمهورًا كبيرًا هو فوز «وستهام يونايتد» أحد أبرز أندية الكرة البريطانية بكأس أوروبا، وهو الخبر الذى أذاعه تليفزيون بى بى سى الرئيسى فى نشرة أخبار العاشرة.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

على هذه الفضيحة علق الكثيرون، وقالت نقابة الصحفيين البريطانيين فى بيان:

«إن بى بى سى كسرت القواعد المهنية التى تحكم عملها بادعاء أن هذه النشرة كانت على الهواء مباشرة، كما أن المشاهدين لم يخطروا بسبب تأخيرها لمدة 25 دقيقة عن موعدها».

 فقال سكرتير عام نقابة الصحفيين فى بريطانيا «مايكل ستانيستريت»:

هذا يحدث نتيجة تقصير إدارة بى بى سى فى العناية بالجانب المهنى وتقليصها للخدمات والعاملين فى المحطات الإقليمية..

وقال منسق الصحافة المسموعة والمرئية فى نقابة الصحفيين «بول سيجورت»:

هذا الأسلوب فى التجاوز المهنى وإهمال الخدمات المحلية سيؤدى فى النهاية إلى نتيجة واحدة هى نهاية بى بى سى فى الأقاليم، عندما تهتز ثقة الجمهور فى الخدمة. وأعضاء النقابة يؤمنون بأهمية الإعلام المحلى وخدمات الإذاعة والتليفزيون فى الأقاليم، ويدركون أثرها فى حياة هذه الأقاليم. 

لكن إدارة بى بى سى الحالية تقلص كل شىء وتهتم فقط بالخدمات الرقمية والإنترنت.

وأعلن عشرة من أعضاء البرلمان البريطانى اعتراضهم على اتجاه إدارة الهيئة نحو الخدمات الرقمية على حساب تخفيض ميزانيات المحطات المحلية والتقوا مدير عام بى بى سى «تيم دافيز» وأدانوا أسلوب الإدارة فى تصعيد المنافسات بين عامليها فى المحطات الإقليمية المذيعين والمذيعات وغيرهم، ضد بعضهم البعض للحفاظ على وظائفهم.

وكتبوا فى رسالة مفتوحة:

إن معاملة صحفييكم، ومنتجى البرامج وبقية العاملين بهذه الطريقة تبدو وسيلة غير لائقة خاصة فى ذكرى مرور مئة عام على إنشاء بى بى سى، و55 عامًا على إطلاق محطات الإذاعة والتليفزيون المحلية. وهكذا.. فى مناسبة احتفالها بمرور مئة عام على انطلاقها تتوالى المصاعب والفضائح على أكبر وأعرق وأشهر هيئة إعلامية فى العالم.

ليس هذا فقط.. فهناك حديث منذ سنوات حول طريقة تمويل بى بى سى الحالية، القائمة على تحصيل اشتراك سنوى من المستمعين والمشاهدين قيمته 159 جنيهًا، ويرى عدد ممن تولوا الوزارة المعنية بالثقافة والرياضة والتراث أنه آن الأوان لإعادة النظر فى أسلوب التمويل، مع الحفاظ على طبيعة بى بى سى كهيئة إعلامية مستقلة. بينما يرى معارضون أن التدخل الحكومى فى سياسة وأسلوب التمويل سوف يؤثر على الاستقلالية التى اشتهرت بها على مدى 100 سنة.