الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عندما تكلم خالد الصاوى

إستراحة مشاهد

عندما تكلم خالد الصاوى

خمس نجوم من مصر وتونس والمغرب كرَّمتهم الدورة الرابعة لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربى، كلهم حظوا بترحيب كبير، لكن استقبال خالد الصاوى كان مختلفًا، فالممثل المحبوب يحظى بشعبية حقيقية فى المغرب، وقد ظهر ذلك بوضوح عند الإعلان عن اسمه فى حفل الافتتاح.



للجمهور العربى فى كل دولة قائمة متغيرة من النجوم المصريين الذين يتابعونهم، وللصاوى مكانة مميزة فى المغرب، ربما كنت بحاجة للتواجد شخصيًا حتى أدرك أبعادها.

فى ندوة ما بعد التكريم، والتى أدارتها فاطمة النوالى رئيس المهرجان، ذهبت بحثًا عن أسباب تلك الجماهيرية؛ هل هناك أعمال بعينها، أم أسباب أخرى؟

اللافت أن الحوار لم يتوقف كثيرًا عند أفلام ومسلسلات الصاوى، ذكر أن «عمارة يعقوبيان» كان نقطة تحول، وأنه تعامل بتسرع وعناد مع تجربة فيلم «جمال عبدالناصر»، الذى ظنه سيحدث النقلة الكبرى لكن العكس حدث بما يفوق توقعه حيث تعطل مشواره لفترة، عدا ذلك تكلم الصاوى من القلب، عن الطفولة والمراهقة ثم الجامعة ثم الاحتراف. طريقة الكلام وتداخل الحكايات والتعامل مع الجمهور المغربى وكأن كل من يحضر «صديق قديم» ربما أجاب على السؤال؛ الصاوى عندما تكلم وعبَّر عن شخصية «أصيلة» لم تغيرها النجومية ولا سنوات الشهرة التى جاءت بعد كد وتعب.

قدَّم الصاوى مشوار حياته فى ساعة من الحكى والفضفضة دون الاستعانة بأى عمليات تجميل لفظية، بل أبرز ما قاله إنه ينقل للمتدربين فى مجال التمثيل خيباته قبل نجاحاته، ويطالبهم بأن يمارسوا تجاربهم دون «كتالوج»، فلن يكوّنوا شخصية مستقلة قبل أن يجربوا، فلا توجد «روشتة» واحدة للنجاح حتى لو كان صاحبها من أنجح البشر.

 

 

 

لمس «الصاوى» القلوب عندما أكد أن عدم إنجابه كان سببًا فى اتجاهه للتدريب، يريد أن ينقل خبراته لجيل جديد؛ أن يكون له أبناء فى مجاله الذى أحب على مدى 45 عامًا. عمره الآن ستون عامًا بالتمام والكمال، عاش خلالها تجارب وانقلابات هى التى صنعت خالد الصاوى الذى يقدره الجمهور الآن.

كيف تختار أعمالك فى المرحلة الحالية؟ كان صريحًا، الحب من أول نظرة بات شرطًا، صحيح أن هناك أعمالًا أجورها مغرية، لكنه تخطى هذه المرحلة، لم تعد معايير اختيار الأدوار قبل سنوات صالحة لشخصيته المعاصرة، أعطى مثلا بالتنويع الذى قدمه فى رمضان الماضى، شخصية شيخ القبيلة من زاوية مختلفة فى «الكتيبة 101»، واللايف كوتش فى «مذكرات زوج» ثم «السلطان طمعان» فى «جت سليمة»، لم يعد مستعدًا لانتظار المساحة الأكبر والبطولة المطلقة، يرفضها لو أنها ستعطله عن قبول دور جديد ومختلف يحبه من أول نظرة.

أطال الصاوى فى سرد حكايات الطفولة، وكيف تمرَّد على كل شىء، وأحبَّ الفن بالصدفة بعدما وقف يلقى شعرًا على خشبة مسرح الجامعة، أكد أن كل تجارب البدايات مع أبناء جيله الذى تربى على «أن الفلوس مش كل حاجة» رغم أنها فعلا كل حاجة، هى التى صنعت شخصيته وأعطته القدرة على الاستمرار والصمود.

استرجع مرحلة تاه فيها فكريًا وروحيًا، كاد أن ينقل إقامته إلى أمريكا، قبل أن يدرك أنه سيكون أفضل فى بلاتوهات مصر، ويرى الآن أنه كسب الرهان.

تكلَّم خالد الصاوى فطالب الحاضرين بالتوقف عن النظرة بدونية للفن العربى ومقارنته بالغرب دائمًا، لسنا الأفضل لكننا لسنا الأسوأ، ولولا تربص ما يسمى بالنظام العالمى لكان للثقافة العربية شأن آخر، المهم أن نتوقف عن جلد الذات، ونستمر فى المحاولة كما فعل هو منذ دخل كلية الحقوق ليصبح محاميًا، فخرج منها مخرجًا ومؤلفًا وممثلًا يستحق التكريم ليس فى مصر وحدها لكن فى الوطن العربى كله، من الخليج حتى المحيط الذى تقع عليه كازبلانكا.