.. والدقى كله يمنيين؟!

بسمة مصطفى عمر
وجد اليمنيون أيضا فى مصر الأمن، وبالفعل وفد مليون يمنى، عقب الاضطرابات السياسية التى تتعرض لها اليمن.
ويأتى أبناء اليمن المرتبة الثالثة من حيث أعداد العرب المقيمين فى مصر، وتتنوع أسباب إقامتهم ما بين دائمين، ومبتعثين للدراسة، ومستثمرين، أو قادمين بغرض العلاج.
ويتمركزون فى مناطق «الدقى وأرض اللواء بالجيزة، والمنيل بالقاهرة»، إضافة إلى وجود عدد منهم فى محافظتى الإسماعيلية والشرقية، وبعض مدن الصعيد.
الدكتور محمد مارم، سفير اليمن فى القاهرة أكد على الاهتمام الكبير الذى يحظى به أبناء اليمن من قبل الحكومة المصرية، قائلا: إن العلاقات المصرية اليمنية تمتد لآلاف السنين، فيرتبط الشعبان بأواصر راسخة اجتماعيا وسياسيا، إلى جانب الروابط الاقتصادية التى جعلتهم يدا واحدة.
كما يتمتع اليمنيون بالعديد من الخدمات المصرية، مثل التعليم والرعاية الصحية والعلاج، فموقف مصر ثابت وداعم، حتى تعيد إليها الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدتها، ليظل فى محيطه العربى.
منذ عام 2013، منحت مصر للطلاب اليمنيين حق الالتحاق بالمدارس المصرية، مساواة بأقرانهم المصريين، ومعظم اليمنيين تلقوا تعليمهم على أيدى المعلمين وأستاذة الجامعات المصرية، منذ ثمانينيات القرن الماضى، وحاليًا يتلقون تعليمهم على أيديهم داخل المدارس والجامعات المصرية.
عام 2017 أنشأت أول مدرسة يمنية فى مصر، تحتوى على مناهج يمنية، قام بإنشائها رجال أعمال يمنيين، وأعقبها مدارس خاصة أخرى».

استثمارات وتسهيلات
قال الدكتور بليغ المخلافى، المستشار الإعلامى لسفارة اليمن بمصر، أن اليمنيين نازحون إلى مصر وليسوا لاجئون، لأنهم فى بلدهم الثانى وليسوا غرباء، وهذا ما يؤكده اليمنيون أنفسهم سواء كانوا أفرادًا عاديين، أو رجال أعمال، أو مسئولين على جميع الأصعدة، حيث تقدم لهم مصر جميع التسهيلات والمساعدات». أكد على زيادة التعاون بين الشعبين، وكان لمجال الاستثمار نصيب كبير من هذا الدعم، والتبادل التجارى بين رجال الأعمال المصريين واليمنيين، بما يعزز الرؤية الاقتصادية، حيث ترصد التقارير الرسمية حجم الاستثمارات اليمنية فى مصر، والتى تقدر بمليارات الدولارات، فى عدد من القطاعات مثل الملابس الجاهزة، والزراعة، والصناعة، والمطاعم، وتجارة المواد الغذائية، والورقية، والرخام، والتطوير العقارى.
استثمر عدد من رجال الأعمال اليمنيين أموالهم بمختلف المشروعات فى مصر، وتركز معظمها فى تأسيس شركات للإنشاء العقارى، ومؤسسات الخدمات الطبية، ويليها المطاعم ومحال المخبوزات اليمنية.
من جانبها أكدت المستشارة عائشة العولقى، مدير المركز الثقافى اليمنى بمصر سابقا، على استمرار التعاون المصرى اليمنى وأن ما يربط البلدين أعمق العلاقات التاريخية، وقواسم مشتركة تجمع الشعبين دائما، للتنسيق والاستفادة من الخبرات المصرية، وخاصة على الصعيد الثقافى، لم يتوقف الدعم، وتقديم المساعدات لليمنيين بصفة دائمة، وهذا ما جعل المركز الثقافى اليمنى من أنشط المراكز العربية فى مصر، حيث يعتبر اليمنيون الثقافة هى التى تستطيع إصلاح ما أفسدته السياسة فى بلادهم مما يؤكد على وحدة الشعبين وعراقة ثقافتهم وحضارتهم، كما يؤكد على أن مصر هى القلب النابض عبر مراحل تاريخها.

نسيج واحد
وتحدثت «سبأ» إحدى اليمنيات اللائى يعشن فى مصر وقالت: نظرة اليمنيين للمصريين تحمل الكثير من التقدير والاحترام والحب، وقد توافد مئات الآلاف إلى مصر خلال السنوات القليلة الماضية، ولم يشعروا بالغربة أو منعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعى، فالجميع يعمل ويتعلم ويتلقى جميع الخدمات مساواة بالمصريين».
وأوضحت سبأ أن العادات والتقاليد اليمنية موجودة لدى أبناء اليمن فى مصر مثل عادات الزواج، حيث تقام 7 ليال للعرس ترتدى العروس فى كل ليلة سروال مختلف، ويحتفل كلا العروسين فى أماكن مختلفة عن بعضهما، وكذلك هناك بعض الأكلات اليمنية التى يصنعونها، مثل العصيدة قائلة إن مصر هى بلد الأمن والأمان والحرية، وأن التعامل والمشاركة فى الطقوس والعادات أمر يزيد من الترابط الإنسانى بينهما، ولهذا لا نشعر بأى غربة».

وأشارت سبأ إلى أن مدارس خاصة باليمنيين، وحينما يفد البعض فى زيارة أو إقامة قصيرة لمصر، ولديهم أبناء بالمراحل التعليمية الأساسية، فإنهم يلحقونهم بتلك المدارس، هذا إلى جانب التحاق واندماج الطلاب اليمنيين، فى جميع المراحل التعليمية بالمدارس والجامعات المصرية».
وقالت سبأ أيضا، أن أهم ما يميز اليمنيين، هو براعتهم فى الأعمال التجارية، فهى أساس حياتهم، ويتعلمون من أجل تطوير وتحسن التجارة، مشيرة إلى أن تجارة الملابس هى الأكثر شيوعا، ثم تجارة البن، حيث تتميز اليمن بأجود أنواعه.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فأقام اليمنيون فى مصر العديد من المطاعم اليمنية، بل اتسمت بعض الأماكن والشوارع فى الجيزة بالطابع اليمنى، بما فيها من محال تجارية، ومطاعم.
وأشارت إلى أن بعض السيدات يعملن من منازلهن، حيث يصنعن الحلوى والمواد الغذائية، أو بعض الصناعات اليدوية، ويسوقن لأنفسهن عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
ومؤخرًا بادر عدد من اليمنيون فى مصر، بتدشين عدة مبادرات مجتمعية مثل «ابن اليمن»، لدعم أشقائهم النازحين ومساعدتهم فى إنهاء إجراءات الإقامة فى مصر، أو التسجيل بالمدارس، أو إيجاد سكن مناسب، وخاصة أن النسبة الأكبر من الجالية هم طلاب فى مراحل تعليمية مختلفة، ومنهم القادمون بمنح التبادل الثقافى بين البلدين، أو المبتعثين رسميا من قبل الحكومة اليمنية، أو طلاب المنح الخاصة، كما يقوم اليمنيون فى مصر بإقامة احتفالات زفاف لأبناء النازحين بطقوسهم الخاصة، فهم يشعرون بأن مصر هى بلدهم الثانى.