السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الفشل الكلوى .. يجد علاجًا حاسمًا!

الفشل الكلوى .. يجد علاجًا حاسمًا!

دائمًا ما تثير أخبار النجاح فى مجالات الطب والعلاج، خاصة للأمراض المزمنة، شعورًا عظيمًا بالبهجة والسرور.



وهذا خبر سار أعلنه علماء بريطانيون عن نجاحهم أخيرًا فى التوصل إلى علاج حاسم يعتبر اختراقًا عالميًا، لمرض خطير يصيب الملايين حول العالم هو الفشل الكلوى.

فقد تمكنوا من ابتكار جهاز جديد يمكنه معالجة هذا المرض العضال.

ولأول مرة فى العالم تمت تجارب أولية تبينت معها قدرة هذا الجهاز على تخفيض عدد من يصابون بمرض الفشل الكلوى إلى النصف، مقارنة بوسائل العلاج الحالية.

وقام علماء الكلية الجامعية فى لندن بتصميم هذا الجهاز الذى ينظف دم مريض الفشل الكلوى، وهذا يتيح للكلى المجال لاستعادة حالتها الصحية وتجديد نفسها فى مدة قصيرة لا تتعدى الشهر. وهكذا لا تكون هناك حاجة لاضطرار المريض لإجراء عملية زرع كلى جديدة.

يقول بروفيسور راجيف جالان من معهد الكلى فى الجامعة وهو مخترع الجهاز الجديد المسمى«دياليف»:

هذا نجاح تحقق بعد سنة من المحاولات والفشل.. وسنواصل استكمال التجارب حتى يتم اعتماد الجهاز الجديد لدى هيئة التأمين الصحى قريبًا.

ويضيف: وكأكاديمى، يكون من الصعوبة بمكان أن تحدد مرضًا ثم تترجم ما حصلت عليه من معلومات عن هذا المرض إلى حل علاجى يحدث تغييرًا حقيقيًا فى حياة الناس.

والآن نرى نتيجة استخدام جهازنا الجديد «دياليف»..

إنها لحظة مشحونة بالعواطف، لقد توصلنا إليه بعد مرات عديدة من الفشل خلال السنوات الخمسين الأخيرة، لقد عملنا مع مستشفى رويال فرى، وأخضعنا  مريضًا من المصابين بالفشل الكلوى، وكنا نستخدم فلترين جديدين لتنظيف الدم، وكانت هذه العملية تستغرق من ثمانية إلى 12 ساعة، وتتم بطريقة مشابهة لتلك التى تتبع مع الكلى فى تنظيف الدم. ونتج عن ذلك أن انخفض عدد المرضى المحتاجين لعلاج إلى النصف، حيث تم الشفاء بالكامل لنصف من أجرينا عليهم تجربتنا!

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

الشفاء أصبح ممكنًا

ونشرت النتائج الأولية فى الصحف الطبية، وتدل على أن المريض سوف يحتاج فقط من خمس إلى عشر مرات غسيل كلى بالجهاز الجديد، ليتحقق له الشفاء من الفشل الكلوى، وخلال مدة قليلة جدًا هى شهر واحد يحدث هذا.

يعود الدكتور جالان ليقول: لقد بدأنا نفهم ماذا يحدث فى الجسم، عندما يصاب بالفشل الكلوى.. لا يستطيع الجسم التخلص من الفساد الذى يصيب الدم، وهذا يؤدى إلى المزيد من فشل الكلى فى تجديد ذاتها واستعادة صحتها وقدرتها على أداء وظائفها.. الكلى تمتلك قدرة غير عادية على تجديد نفسها بنفسها.

إذا استطعنا أن نحافظ على حياة المريض وننظف البيئة المحيطة حتى تتمكن الكلى من تجديد نفسها واستعادة حيويتها وصحتها، فيجب أن نكون قادرين على نقل العديد من هؤلاء المرضى إلى مرحلة الشفاء، وهكذا نجد أن أعدادًا كبيرة منهم لن تكون فى حاجة إلى عمليات زرع الكلى.

وكل عام تشهد بريطانيا وحدها نحو  ألف إصابة جديدة بمرض الفشل الكلوى الذى يعانى منه الملايين فى مختلف أنحاء العالم ويعتبر من الأمراض المزمنة.

تكاليف باهظة

وتبلغ تكلفة علاج الفرد الواحد المصاب بهذا المرض فى بريطانيا فى الوقت الحالى  ألف جنيه إسترلينى (حوالى مليونى جنيه مصرى) على الرغم من عدم التيقن من إمكانية الشفاء التام.

وهذا العلاج الجديد بجهاز تنظيف الدم ينقذ حياة الناس ويوفر تكاليف ومبالغ طائلة وآلام يعانيها المريض ومن حوله من أهل وأصحاب، كما يقول الدكتور بانوارياجاروال من مستشفيرويال فرى، الدى جرت فيه التجارب على جهاز «دياليف» ويضيف:

هذا العلاج يتميز بالقدرة على تحسين الخدمة التى تقدم للمرضى الذين نلاحظ تزايد أعدادهم بوتيرة متصاعدة، وينقذهم من هذا المرض المزمن الفتاك.