الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سى إن إن وأزمتها.. ومشروبات الطاقة

سى إن إن وأزمتها.. ومشروبات الطاقة

طُلب مؤخرًا من كريس ليكت المدير التنفيذى لشبكة «سى إن إن» أن يترك منصبه بعد 13 شهرًا فقط من توليه هذا المنصب الرفيع.. ولا شك أن المواجهات الإدارية وأيضًا التحريرية داخل هذه الشبكة الأمريكية الشهيرة فى الشهور الماضية صارت حديث وسائل الإعلام.. ونميمة السوشيال ميديا. الشركة المالكة للشبكة «وارنر براثرز ديسكفرى» تحاول منذ فترة (كما تقول) أن تعيد تشكيل الشبكة توجهًا وأداءً بحيث لا تبدو بأنها منحازة تمامًا للتيار الليبرالى.



 

ولم يعد سرًا أن السى إن إن بشكل عام فقدت الكثير من مشاهديها بين فئات عمرية عديدة لأنها لم تعد تقدم أخبارًا كما اعتادت من قبل، بل أيضًا آراء غالبًا ما تتوافق مع مزاج فئات بعينها من المشاهدين. ويرى بعض المراقبين أن هناك تخبطًا فى توجهات السى إن إن خصوصًا فى تعاملها مع تبعات الاستقطاب الذى تشهده أمريكا خلال السنوات الماضية.

ويبدو أن ما حاولت الشبكة القيام به فى الفترة الأخيرة (حسب رغبة قيادة الشركة المالكة) من تحسين علاقاتها مع الرئيس السابق ترامب وأنصاره كانت له ردود أفعال سلبية خصوصًا من هؤلاء الذين اعتادوا أن تكون «السى إن إن»، واضحة وصادمة فى تصديها لترامب ولا تحاول أن تمسك العصا من منتصفه مثلما فعلت فى اللقاء الذى تم مع الرئيس السابق.. وأن «سى إن إن» تم ابتزازها من جانب ترامب وأن الشبكة بشكل أو آخر خنعت وخضعت لشروطه وإملاءاته فى إجراء اللقاء.

ولا شك أن الشبكات الإخبارية التى عاشت فترة ازدهار وانتشار مميز فى فترة حكم ترامب تعرف أن ذاك الزمن قد ولّى.. ترامب كان يقول بصريح العبارة أنه يكره الـ «سى إن إن».. وكان ينتقد أحيانًا حتى «فوكس نيوز» أو بعض العاملين فيها لأنهم لم يتناولوا ما قاله أو قرره كما يجب.. ولم يتردد فى وصف الصحافة بأنها «عدو الشعب».. وأنها تقدم الأكاذيب وليس الحقائق.. هذه المواجهة الشرسة ساهمت فى زيادة الاهتمام بوسائل الاعلام وأحيانًا الالتفاف حولها والتمسك بها دفاعًا عنها وعن دورها فى محاسبة ترامب والتصدى لقراراته وتويتاته الطائشة.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

وسط هذا الجدل الدائر جدير بالذكر أن «فوكس نيوز» مازالت تتصدر قائمة المشاهدة للشبكات الإخبارية فى خلال ساعات المساء (فترة الذروة) إذ يصل عدد المشاهدين لها فى المتوسط إلى 2.2 مليون مشاهد.. وهذا ضعف رقم مشاهدى شبكة  «MSNBC» ونحو أربع مرات عدد مشاهدى الـ سى إن إن.

ويجب التذكير أيضًا أنه عندما فاز ترامب بالرئاسة الأمريكية عام 2016 فإن أكثر من 70 فى المائة من البيوت الأمريكية كانت لديها اشتراكات كابل أو دش ساتلايت.. هذه الفئة لا تتجاوز نسبتها الـ 40 فى المائة فى الوقت الحالى.

وبالتالى نجد أن سبل التلقى والتفاعل مع الأنباء والآراء لم تعد كما كانت. وأنه أمر حيوى يلفت الانتباه أن متابعة الشبكات الإخبارية لم تعد أحد المصادر الرئيسية للحاق بالأنباء الجارية.. وأن الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعى والخيارات الشخصية حصرت الأنباء واختارت المحتوى الإعلامى على مقاس وهوى المتلقى. إنها المعضلة الحقيقية التى تواجهها وسائل الإعلام وهى تتحدث عن التوجه والمحتوى وأداء دورها الإعلامى.. وسط هذا الطوفان المستمر والمتواصل من الكم المعلوماتى المتدفق عبر السوشيال ميديا..  ولا شك أن هذا يعد أهم تحد يواجهه أصحاب القرار وهم يتعاملون مع الرأى العام.

مشروبات الطاقة

الأرقام تقول إن حجم مبيعات مشروبات الطاقة مثل ريد بول وغيرها فى تزايد مستمر على مستوى العالم. كان حجمها 59 مليار دولار فى العام الماضى (2022)، ومن المنتظر أن يتجاوز الـ 62 مليار دولار هذا العام.

انتشارها الواسع والسريع خاصة وسط الأجيال الجديدة دفعت الشركات المنتجة لهذه المشروبات فى إطار سياساتها الترويجية أن تطرح (كما تقول) مشروبات بسعرات حرارية أقل وبدون سكر وتذكر بالمناسبة أنها مشروبات صحية.. إلا أنها تزيد من نسبة الكافيين فيها. كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» منذ أيام.. مشيرة إلى أن علبة مشروب الطاقة برايم إينرجى 260 مل على سبيل المثال تحتوى على 200 ملليجرام من الكافيين.. أى تعادل علبتين من ريد بول.. كوبين من القهوة.. وست علب من كوكاكولا.. وكل هذا تحت اسم مشروب للطاقة!