الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بوليس لندن عدو المرأة!

بوليس لندن عدو المرأة!

العداء للمرأة.. والعنصرية.. وتوظيف مغتصبين وقتلة.



اتهامات خطيرة موجهة لقوة بوليس لندن، رصدها تقرير رسمى مستقل حول ممارسات أكبر جهاز شرطة فى بريطانيا وتجاوزاته التى ترتب عليها تحوّل العنصرية وكره النساء إلى سمة اعتيادية.

 

التقرير كلفت بإعداده لجنة لتقصى الحقائق برئاسة مسئولة حكومية كبيرة هى «البارونة لويز كايسى» بعد أن قام أحد الضباط خلال الخدمة بخطف فتاة واغتصابها ثم قتلها.  

ومنذ ذلك تم الحكم على ضابط آخر بالسجن مدى الحياة لارتكابه عشرات جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية على مدى عشرين عامًا خلال الخدمة، وظهر العديد من الفضائح التى طالت قوة بوليس لندن.

وتوصلت كايسى إلى أن هذه الجرائم المروعة ارتكبت فى ظل ثقافة شائعة داخل الجهاز، تتمثل فى السلوك العدوانى ضد المرأة، حيث تواجه الشرطيات والموظفات التمييز الجنسى وكراهية النساء بشكل روتينى.

وأشار التقرير إلى أن عناصر البوليس من أبناء الأقليات العرقية من غير البيض (الهنود والسود والآسيويين) يلقون تنمرًا على نطاق واسع، فى حين لم يتم التعامل بجدية كافية مع العنف ضد الفتيات والنساء من قيادة القوة التى يغلب عليها الذكور البيض.

تقرير كايسى الذى أثار ضجة فى الصحافة والبرلمان وأوساط الرأى العام البريطانى، لدى إذاعته، جاء فى 362 صفحة وقالت فى مقدمته:

«لقد توصلت إلى اكتشاف عنصرية مؤسسية وتحيز جنسى ورهاب لدى شرطة لندن.. ويجب أن تغير هذه الشرطة نفسها.

لقد فقد الكثير من سكان لندن الثقة فى بوليس لندن».

القيادة تعترض

وانتشرت فى الصحف وبرامج التليفزيون تقارير وتحقيقات واستطلاعات للرأى حول فساد البوليس، وعلقت افتتاحيات بعض الصحف على تقرير كايسى، مؤيدة ومطالبة بوضع خطط فورية لمعالجة أوضاع البوليس وطالبت إحدى كاتبات الرأى بتكليف السيدة كايسى نفسها بمهمة قيادة عملية تطهير الجهاز وإعادة تشكيله وهيكلته بما يحقق الهدف، بعدما أعلن «السير مارك باولى» قائد بوليس لندن اعتراضه على بعض ما جاء فى التقرير عن أن سياسة العنصرية والعداء للمرأة سائدة ومؤسسة داخل الجهاز، ما يوحى بعدم رغبة القيادة الحالية لشرطة لندن أكبر جهاز بوليس فى بريطانيا، فى معالجة ما يعتريها من مشاكل وأمراض.

روشتة للعلاج

وكان عمدة لندن «صادق خان» قد طلب بعد تكرار فضائح جهاز البوليس، إعداد هذا التقرير وكلفت به البارونة «لويز كايسى» التى تقول: نحن فى النهاية نتطلع لوجود قوة بوليس أفضل وهذه أربع نقاط لتحقيق ذلك، أولا: الإنسانية، فقوة بوليس لندن تحتاج لقيادة جديدة لإعادة بناء الثقة مع اللندنيين وأيضًا الاستماع لهم، والتعلم والاعتذار الواضح عما جرى من أخطاء وإساءات للنساء والأقليات خاصة.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

ثانيًا: المسئولية والمحاسبة، فبوليس لندن أغلق على نفسه مجال المحاسبة والمسئولية، وتقريرى سيساعد فى إعادة نظام المسئولية والمحاسبة وسيقوم عمدة لندن بقيادة مجلس البوليس لهذا الغرض.

ثالثًا: المجتمع المحلى وقيام البوليس بمهمته الأساسية فى حماية أمن الناس فى كل مكان، وكل شارع، وهذا لا يحدث الآن، وهذا يقتضى إعادة النظر فى نظم توظيف عناصر البوليس، واختيار الكفاءآت التى يثق فيها المجتمع.

رابعًا: مراعاة التنوع فى العناصر والعرقيات داخل مجتمع لندن. لقد أصبحت العاصمة البريطانية الآن تشكل مجتمعًا مختلطًا متناغمًا، يعيش فى سلام وتفاهم وواجب البوليس حماية هذا التنوع وحماية واحترام الأقليات العرقية المتعددة التى يتشكل منها هذا المجتمع، وهذا يحتاج إلى جهد كبير الآن، وتقريرى يعلن بوضوح ملامح المشكلة القائمة وسبل علاجها حتى تكون لدينا قوة بوليس نطمئن لها وتعكس حاجتنا إلى الأمان والسلام الاجتماعى والطمأنينة فى بيوتنا وأحيائنا السكنية، فلندن تستحق قوة بوليس أفضل، وهذا ممكن.