الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الذكاء الاصطناعى وهلوسته !

الذكاء الاصطناعى وهلوسته !

كان من الطبيعى أن أقف متأملاً أمام هذه الكلمات: حتى الذكاء الاصطناعى يمكن أن «يهلوس».. فكيف يمكن أن نتعامل مع هذه الهلوسة؟



التحذير واجب. نعم إنها هلوسة اصطناعية إلا أنها آتية من صاحبة ذكاء حاد وسريع الاستنتاج، ومن ثم لا يمكن تجاهلها.. كما أن الذكاء الاصطناعى وفى فترة زمنية قصيرة صار إدمانًا جديدًا قد يلجأ إليه إنسان العصر الحديث.. ربما كسلاً فى بذل الجهد الفكرى.. أو محاولة منه لإظهار تمكنه من استخدام أدوات العصر.. أو اعترافه بالعجز فى الوقوف أمام طوفان التدفق المعلوماتى!

ما من أحد ألتقيه.. إلا والذكاء الاصطناعى ثالثنا. بوجوده وتواجده ومخاوفه ومخاطره وأوهامه وحقائقه وطبعًا مؤامراته.. إنه البعبع المتوحش الذى يبدو لحين أليفًا ونحن نعرف أو نتخوف بأنه فى يوم من الأيام سوف يفترسنا!! 

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

هذا هو حديث الساعة الأكثر تداولاً. والأمر الأهم (لمن يعنيه الأمر) أنه لا يتم التعامل معه باعتباره أداة تكنولوجية أو تطورًا علميًا له تبعاته.. وإنما كظاهرة علمية تكنولوجية وأيضًا إنسانية واجتماعية تدخل فى تغيير سلوك الإنسان أينما كان. وحتى لا تختلط علينا الأمور فإن أدوات تكنولوجيا المعلومات ومعها السوشيال ميديا وجميع تطورات الذكاء الاصطناعى صارت بسرعة متواجدة وذات تأثير لدى أغلب الناس أينما كانوا على امتداد الخريطة العالمية.. وأيضًا أينما كان موقعهم على السلم الاجتماعى والاقتصادى للمجتمعات البشرية. وإذا كانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نبهتنا إلى هلوسة الذكاء الاصطناعى، فإن مجلة «تايم» حذرت من تبعات سباق التسلح بالذكاء الاصطناعى الذى قد يشهده العالم.

وقالت كاتيا جريس الباحثة المتخصصة فى أثر الذكاء الاصطناعى وتبعاته فى مقال لها بالمجلة بأن التوصيف الأفضل لحالنا حال البشرية فى التعامل مع الذكاء الاصطناعى بأننا حشد كبير من البشر نقف على طبقة ثلج رقيقة قد تتشقق أو تتهشم فى أى لحظة! وتذكر أنها قامت باستطلاع آراء أكثر من 550 من باحثى الذكاء الاصطناعى، وأن نصف هؤلاء الباحثين يرون أن التطورات اللاهثة فى استخدام هذه الأداة واستغلالها قد تأخذنا إلى طرق تحمل احتمالات حدوث الدمار والفناء للبشرية. ولم تتردد الباحثة جريس فى أن تذكرنا بما حذر منه مئات من علماء الذكاء الاصطناعى ومعهم رؤساء شركات كبرى فى هذا المجال فى نهاية شهر مايو 2023 حول التبعات السلبية المحتملة مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعى بشكل متهور وغير مسئول.. تنذر بتبعات ومخاطر تضع الذكاء الاصطناعى فى مصاف الأوبئة والحرب النووية.

المطلوب والمنتظر فى الوقت الحالى من أصحاب العلم وأصحاب القرار التأنى فى تبنى الذكاء الاصطناعى والتحكم بذكاء فى استخدامه ونشره.. ليس هذا بالأمر المستحيل. الوعى الإنسانى يطلب منا أن نتعامل مع هذا الأمر بذكاء ومسئولية.. وبرؤية مستقبلية.

ثراء العائلات عبر الأجيال

أظهرت الأرقام أن حجم الثروات التى تملكها العائلات الغنية فى الولايات المتحدة تضاعف 3 مرات فى العقود الثلاثة الماضية.. إذ تزايدت الثروات من 38 تريليون دولار فى عام 1989 الى 140 تريليون دولار فى العام الماضى.. ومن المتوقع حسبما رصدته صحيفة «نيويورك تايمز» أن يتم انتقال نحو 84 تريليون دولار من هذه الأموال من الأجيال الحالية والسابقة إلى الورثة من الأجيال التالية من جيل الألفية وجيل إكس القادمة وعلى مدى العشرين السنة المقبلة. هكذا تتواصل الأجيال والثروات.. لحين إشعار آخر.

ملكة الروك آند رول.. وداعًا

إنها تينا تيرنر التى أبهرتنا ولسنوات طويلة بغنائها الساحر وأدائها المبهر. ملكة وأسطورة غنائية عرفت وعززت مواهبها وكرست جهدها من أجل أن تصل إلى قلوبنا وتظل فيها.. كانت وظلت ولسنوات طويلة سببًا ودافعًا للبهجة الإنسانية والمتعة الفنية.

رحلت عن عالمنا وهى فى الـ 83 من عمرها. آخر حفلة غنائية لها كانت وهى فى الـ69 من عمرها.. إلا أن أغانيها بما تحمله من مشاعر ومعانٍ وما ارتبطت بها من ذكريات ظلت فى البال.. وظلت مطلوبة ومسموعة.. وقد قدر عدد طالبى الاستماع لأغانيها بأكثر من 40 مليونًا خلال الأسبوع التالى لوفاتها يوم 24 مايو 2023 فى منزلها بسويسرا. وتقدر ثروتها المالية بنحو 250 مليون دولار.

تينا تيرنر دخلت حياة عشاق الأغانى فى الستينيات من القرن الماضى.. وصارت أسطورة وملكة لا تغادر عالمهم.. بأغانٍ تسللت إلى نفوسهم بصوتها الآسر.. وظلت تطربهم حتى الآن.