الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
فى انتظار 2024.. وقلق سام ألتمان

فى انتظار 2024.. وقلق سام ألتمان

مع مرور شهور العام الجارى (2023) يتساءل المرء هنا فى أمريكا وربما فى العالم كله أيضًا عما سيجرى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى العام القادم (2024)؟ السؤال فى محله كما يرى البعض وإن كان البعض الآخر يرى أن من السابق لأوانه قراءة الطالع والنازل والتسرع فى استنتاج من سيكون الرئيس المقبل أو الساكن القادم للبيت الأبيض. ويبقى السؤال الأهم هل ستشهد أمريكا عودة ترامب من جديد؟!



ولا شك أن حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس بدخوله فى معركة ترشحه للرئاسة من جانب الحزب الجمهورى يجد تحديات عديدة وصعبة. وكلها تتمثل حول مدى إمكانية نجاحه فى إغواء وإقناع الحزب الجمهورى وأعضائه وأنصاره وخصوصًا الناخب الذى يعشق ترامب بأنه هو أى ديسانتس رجلهم فى المستقبل وأنه القادر على إطاحة بايدن والديمقراطيين واستعادة البيت الأبيض. ويظل ترامب رغم كل ما فعله وقاله.. ورغم ما تم التوجيه إليه من اتهامات وما تم الحكم عليه من إدانات المرشح المفضل حتى الآن لدى الناخب الجمهورى. هذا ما أظهرته استطلاعات الرأى (وما أكثرها). إلا أن الوقت ما زال مبكرًا بالنسبة لحسم الأمر بشكل أو آخر.

الشهور المقبلة سوف تشهد المزيد من التطورات والمكاشفات فى المشهد السياسى الأمريكى. ولن تتردد وسائل الإعلام الأمريكية والصحف الكبرى فى متابعة وملاحقة كل صغيرة وكبيرة فيمن يسعى للفوز بمنصب الرئيس. وأيضًا تسعى إلى تقديم صورة دقيقة وشاملة لما يوصف بأولويات المرحلة المقبلة وطرق وسبل التعامل مع التحديات المنتظرة.. لعلها تساهم بهذا فى اختيار الناخب للمرشح الأفضل!

الشو الإعلامى والسياسى بلا شك قد يهيمن على المشهد إلا أن هذا لا يمنع المراقبين الجادين من التعامل مع ما يقال بجدية وتساؤل وتحليل وتفسير وبالكثير من الشك. أن ما تم صرفه فى انتخابات 2020 (الرئاسة والكونجرس) وصل إلى 14 مليار دولار. ضعف ما تم صرفه عام 2016. ترى ماذا سيكون حجم الأموال التى يتم صرفها فى انتخابات 2024؟ وما الدور الذى سيلعبه السوشيال ميديا فى تشكيل أجواء الانتخابات الأمريكية.. ومسارها؟

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

سام ألتمان.. والـ ChatGPT

وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه أهم رجل فى عالم تكنولوجيا المعلومات فى الوقت الحالى. اسمه سام ألتمان وهو رئيس شركة OpenAI فى سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا. وهى الشركة التى صممت وانتجت ChatGPT الابتكار القادر على الكتابة وصياغة الأفكار والرد على الأسئلة والطلبات المطروحة من جانب المستعمل له.. والمعروف أن هذه الوسيلة وليدة الذكاء الاصطناعى انتشرت بطريقة جنونية وصارت تثير مخاوف عديدة من هيمنتها الطاغية على كل ما هو طبيعى وإنسانى.. فى عرفنا. سام ألتمان البالغ من العمر 38 عامًا كان فى واشنطن منذ فترة وجيزة للمثول أمام الكونجرس إحدى لجان مجلس الشيوخ للرد على الأسئلة المثارة حول مخاطر التعامل مع هذا الغازى التكنولوجى المهول..  والذى فى رأى الكثيرين من المراقبين لحياتنا التكنولوجية قد يقضى على الأخضر واليابس من مساحات التفكير الإنسانى وقدراته المبتكرة والمتميزة فى التعامل مع الخيال والإبداع والكلمات والأفكار. جلسة الكونجرس امتدت لثلاث ساعات.

ومن خلال ما أثير خلال هذه المواجهة يمكن القول بأن صانع وصاحب هذه الآلية الخاصة بالذكاء الاصطناعى عبر أيضًا عن قلقه تجاه تبعات انتشار الشات جى بى تى فى جميع أوجه الحياة.. وطالب بضرورة وضع قواعد وتشريعات خاصة باستعمالها.. إلا أن كيف يمكن الوصول إلى هذا النظام والتحكم فى مخاطر الذكاء الاصطناعى لهو أمر لم يتضح أو يحسم بعد بالنسبة له.

بالمناسبة حالة الخوف والقلق مهيمنة على الكل فى كل مجالات الحياة. ولا يمكن التعامل معها بلا مبالاة.. ولا يمكن التهويل من شأنها.. اللى يخاف من العفريت يطلع له.. وهذا الفزع يتفشى ليس فى الظلام بل فى الضوء الآتى من الشاشات المضيئة للهواتف الذكية والكمبيوتر.. والساحر (سام ألتمان) يعرف مدى شراسة السحر ولا يريد أن ينقلب عليه.. ولا على الآخرين!!

متابعة هذا القلق وكيفية التعامل معه لم يعد أمرًا تكنولوجيا فقط.. بل قضية سياسية واجتماعية ونفسية وانسانية فى نهاية المطاف. والعلم معرفة وإدراك ومسئولية.. وعلى التعليم والإعلام أن تتعامل مع ملفات الذكاء الاصطناعى بوعى كامل وإدراك شامل لمزايا الذكاء الاصطناعى ومخاطره.