الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عودة المسرح الكوميدى

الضحــك نعمــة X طيــب وأمـــير

قد يُعطى الرجل المال والنفوذ والسطوة لكنه يُحرم نعمة كيفية إدارة كل ذلك فيفتقد السعادة التى ينشدها، وفى الوقت ذاته قد يكون هناك فقير ينظر إلى هذا الغنى صاحب النفوذ تأملاً للنعيم الذى يعيشه، وقد يحسده على ما هو فيه، لكن العجيب أن الغنى نفسه يحسد الفقير على نعمة الحكمة وحُسن التصرف، فهل لو تبادلا الأدوار فيما بينهما ليصبح الفقير غنيًا ويصبح الغنى فقيرًا سيتغير شعور كل منهما؟



الإجابة عن ذلك لدى صُناع العمل المسرحى المُتميز «طيّب وأمير»، الذين نجحوا فى تسليط الضوء على هذه الحالة الاجتماعية التى قد يعيشها البعض فى الواقع، من خلال قصة مستوحاة من تراثنا الفنى المتميز. فما الذى لفت صُناع «طيّب وأمير» لهذا العرض، وما الشعور الذى انتابهم للمُشاركة فى عمل يفتتح المسرح الكوميدى مرة أخرى، وكيف وجدوا المُشاركة فى عمل مسرحى مستوحى من تراث نجيب الريحانى وبديع خيري؛ كل هذه الأسئلة وغيرها يُجيب عليها صُناع العرض المسرحى «طيّب وأمير» فى حوارهم مع مجلة «صباح الخير».

 

 

 

ضغط كبير 

يقول مؤلف العرض أحمد الملوانى إن «طيّب وأمير» كان له ظروفه الخاصة مُنذ أن كان مجرد فكرة، فهو أول عرض فى عهد الفنان ياسر الطوبجى بعد توليه رئاسة مسرح ميامى، مضيفًا: «وهذا الأمر أسعدنا وجعلنا نستبشر خيرًا فهو فى الأصل كوميديان ويفهم جيدًا ما يفعله، وكان حريصًا على تقديم عرض مميز يُحسب له كبداية لعهده فى المسرح».

 وخلال حديثه لمجلة «صباح الخير» أشار الملوانى إلى أنهم كانوا يريدون تقديم عمل مسرحى مثل الأعمال التى قُدمت قديمًا وما زال الجمهور يشاهدها حتى الآن، لأنها حملت مقومات كثيرة جعلتها تعيش حتى الآن، ومن أهمها القصة والكوميديا والشخصيات، فالهدف من «طيّب وأمير» تقديم عمل مهم وهادف، مما شكّل ضغطًا كبيرًا على العاملين بالعرض كافة.

تابع: «نحن مدينون للفنان ياسر الطوبجى بالكثير، فقد كان داعماً للعرض ووفر لنا كل ما يستطيع توفيره، لأننا كنا نريد تقديم عمل يليق بهذا الحدث الكبير وهو إعادة افتتاح مسرح ميامى الذى وقف عليه قامات فنية كبيرة، فنحن منذ التحضيرات وكنا تحت الأضواء».

من جهته، يرى مُخرج العرض محمد جبر أن أحداث العرض المسرحى مُختلفة وبعيدة كل البُعد عمّا قُدم من قبل فى أعمال سينمائية أو فنية بشكل عام، فالعرض عمل درامى جديد قائم على تيمة البديل وأن شخصًا يأخذ مكان شخص آخر وأسباب التغيير وتواجد الشخصيتين فى مكان واحد ودوافع كل منهما مُتغيّرة أيضًا. وهناك عدد كبير من الجمهور الذين يأتون للعرض لا يعلمون أن له علاقة بفيلم «سلامة فى خير»، وأنا لم أرَ الفيلم من قبل ولكن أعلم جيدًا ما قصته.

 

 

 

وفى مطلع حديثه لمجلة «صباح الخير» لفت جبر إلى أنهم لم يكن لديهم أى تخوف من تقديم عرض مسرحى مستوحى من عمل فنى قُدم من قبل، خاصة أن التيمة تتحمل تقديمها أكثر من مرة وبأكثر من طريقة كما أنهم قدموها بشكل مُعاصر يناسب 2023.

وأضاف: «المُتعة والكوميديا فى حد ذاتها رسالة، فليس ضرورياً أن يحتوى كل العرض المسرحى على رسائل ولكن من الضرورى أن تكون قصته جيدة تجذب الجمهور، و(طيّب وأمير) تضمّنت مجموعة من الرسائل الصغيرة مثل الطيبة والأمانة، فكافة المواصفات الإيجابية المتواجدة فى كل شخصية بالعرض تتضمن رسالة، وبالتالى قدمنا العرض فى شكل يليق بالأسرة المصرية».

الضحك نعمة 

وفى سياق مُتصل، يؤكد الفنان هشام إسماعيل أنه توقع وتمنى أن يكون العرض المسرحى «طيّب وأمير» كامل العدد، لأنه معيار مهم بالنسبة له، قائلاً: «توقعت أن يكتمل العدد فى أيام العرض، وبعد أيام من عرض المسرحية وبفضل الله أصبح العرض مُكتمل العدد على مدار 15 يومًا، وأكرمنا الله سبحانه وتعالى بمستوى فنى مميز وبركة كبيرة، فهدفنا منذ أول يوم أن نأخذ ثواب فى الجمهور ونجعله سعيدًا بعدما ينتهى من مشاهدة العرض وندعم هاشتاج الضحك نعمة».

كما أوضح إسماعيل فى حديثه لمجلة «صباح الخير» أن «طيّب وأمير» غيّر تفكيره، فهو دائمًا ما يهتم بالمستوى الفنى وجودة العمل، ولكن هذه المرة هدفه الأول إسعاد المشاهد الذى جاء خصيصًا لمُشاهدة هذا العرض، الذى أعاد لهم الأسلوب الذى كانوا يضحكون به قديمًا، وهو الضحك من خلال القصة المُقدمة التى يشاهدونها وهم سعداء بها، فالعرض قدَّم لهم كوميديا ناضجة، فكان يُقدم لهم إيفيهات مُقحمة وأشياء سطحية ومن الفيسبوك، والتى جعلت عقل الجمهور يُعطل ولا يعرف الضحك إلا بطريقة مُحددة كوميديا ابتدائي».

وأردف: أنا من عشاق الفنان نجيب الريحانى والتواجد فى عمل مسرحى من تراثه شرف كبير لى، وأنا لا يمكن أن أكون نجيب الريحانى أو فؤاد المُهندس أو فريد شوقى، ولكن مُعالجة «طيّب وأمير» شبيهة بكل الأعمال التى قدمها هؤلاء العظماء الذين ذُكرت أسماؤهم، فهذه التيمة تُقدم كثيرًا ولها سحرها الخاص لدى الجمهور، فالجمهور يُحبها ويتقبلها، فهى تيمة مضمونة النجاح. وقدمت الرجل البسيط بطريقه صادقة دون أن أقلد أحدًا، فقد قدمتها وبها جزء من روحى. وأشكر الفنان ياسر الطوبجى والمُخرج محمد جبر على اختيارهما لى لتقديم دور «طيّب».

طراز فنى مصرى

أعرب الفنان عمرو رمزى خلال حديثه لمجلة «صباح الخير» عن سعادته البالغة بالمُشاركة فى عمل فنى مأخوذ من طراز مصرى وفنى، فى مرحلة كان جزءًا كبيرًا من العالم لا يعلم شيئًا عن السينما، وبأنهم ألقوا الضوء مرة أخرى على هذا الإنجاز المصرى فى التاريخ السينمائى والعربى، وأن هذه التجربة المهمة تقدم على مسرح ميامي».

وأشار رمزى إلى أنه سعى لخلق شخصية بعيدة عمّا شاهده وتأثر به، وحرص على أن يكون بسيطًا وليس مصطنعًا، وهنا تكمن الصعوبة فى الشخصية وهو أن يبتعد عمّا قُدم من قبل، لأنه فى النهاية إذا لم يقدم جديدًا فى المسرح فلن يشاهده أحد، لأن الجمهور لم يأت ليُشاهد حفلة تقليد، ولكن فى وجود مُخرج متميز ومحب لعمله ومؤلف شاطر وزملاء على أعلى مستوى، لم يكن الأمر صعبًا بالنسبة له.

واستطرد قائلًا: «الإشادة تسعدنى وتُفرحنى كثيرًا، ولكنها ليست المعيار الأساسى بالنسبة لى فمن الممكن أن يأتى من يكون مُحبًا لأحد أبطال العرض فقط، لذلك فالمعيار الأساسى عندى أن تكون الصالة بالكامل ليست بها شخص تربطنى به علاقة، والحمد لله أن ذلك حدث فى أيام كثيرة، وعبّرت هذه الأيام عن النجاح لـ«طيّب وأمير» وكل المُشاركين فيها.

ويُعرب الفنان أحمد السلكاوى عن سعادته البالغة بالإشادات التى جاءته حول «طيّب وأمير» خلال حديثه لمجلة «صباح الخير»، قائلًا: «نستقبل الإشادات برضا كبير لأنها بمثابة تقدير لنا ولما بذلناه من مجهود كبير، حيث قمنا بعمل استعدادات مُكثفة لمدة تتجاوز السبعة أشهر، والإشادات بمثابة مكافأة لنا على ما بذلناه من تعب وجهد».

وأردف: شرف كبير لى الانضمام لأول عرض يفتتح المسرح الكوميدى بعد التطوير والتجديد، وتحت إدارة جديدة وواعية ومثقفة لكوميديان بثقل الفنان ياسر الطوبجى والأستاذ خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى والقائم بأعمال رئيس البيت الفنى للمسرح، وطاقم العمل الذى يُشبه بوكيه الورد.

الضحك «صنعة»

ويقول الفنان جلال الهجرسى إن الضحك جزء من الصنعة والتكنيك، ويعلم الكوميديان بحسه الكوميدى إذا كانت الجملة التى يقولها ستُضحك الجمهور أم لا، كما أن ما يضحكهم فى البروفات ليس شرطا أن يُضحك الجمهور والعكس صحيح، فمن الممكن اكتشاف مناطق ضحك خلال العرض لم تكن فى ذهن الأبطال خلال البروفات، لذلك فالمسرح الكوميدى أصعب بكثير من التراجيدى والعروض الاستعراضية.

ويُشير الهجرسى خلال حديثه لمجلة «صباح الخير» إلى أن الممثل بالمسرح الكوميدى لديه القدرة على إضحاك الجمهور دون إسفاف أو تجاوز، فالأعمال التى تُعرض به تحترم الحدود الأخلاقية والأعراف الاجتماعية ومُناسبة لجميع أفراد الأسر المصرية ويسعدون بها، وفى الوقت ذاته يحمل قيمة ورؤية فى نقد اجتماعى بسيط، من خلال مُغامرة تسعد وتضحك الجمهور.

وأضاف: جمهور المسرح الكوميدى يأتى من منزله للضحك، فهو يأتى للمسرح بطاقة إيجابية فينعكس ذلك على الفنان المؤدى بشكل عام. وشرُفنا بافتتاح مسرح ميامى بعد التجديد، فهو مسرح له تاريخه العريق وسعدت كثيرًا بالمستوى الذى ظهر عليه.

توضح الفنانة وفاء عبد الله أن نجاح العرض المسرحى «طيّب وأمير» جاء من الحب السائد بين أبطال العمل والإخلاص فى العمل والاجتهاد، فقد اهتموا جميعهم بأن يقدموا عرضًا جيدًا دون ابتذال، وذلك جعل الجمهور يأتى للعرض لأنه يشتاق للروح الجماعية وكوميديا الزمن الجميلة، مُعربة عن سعادتها بذلك، قائلة: «الحمد لله الذى وفقنا فى اختيارنا وقدمنا رسالة وعمل جيد».

وخلال حديثها لمجلة «صباح الخير» أشارت وفاء عبد الله إلى أنها اعتمدت فى تقديمها لدورها بالعرض على نبرة صوت وحركات مُحددة ساعدتها كثيرًا. كما أنها استدعت الذاكرة الانفعالية من والدتها وجدّتها ومن طريقة حديثهما، كما اهتمت بالتفاصيل الصغيرة التى تجلب الكوميديا، كما أن النص كان مكتوبًا بشكل ساعدها كثيرًا فى الدخول للشخصية.

 

 

 

وتصف الفنانة رشا فؤاد شخصيتها فى العمل بالشخصية الواقعية، فهى تعرض نموذجًا للسيدات اللاتى يعرضن حياتهن الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وقامت بمشاهدة نماذج كثيرة تُشبه «فاتن فتونة»، وأخذت منهن بعض الأشياء وأضافت هى البعض الآخر وفقًا لتصورها كفنانة.

وعن أبرز ردود الأفعال التى جاءتها حول العرض وشخصيتها فيه، قالت فؤاد فى حوارها لمجلة «صباح الخير»: إن عددًا كبيرًا من السيدات أخبرنها بأنها تشبههن، كما أنهن أحببن شخصية «فاتن» وهذا يُعد نجاحًا.