الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أفريقيا بتتكلم «مصرى»

على هامش افتتاح الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الأفريقى، الذى انعقد بشرم الشيخ، تحت شعار «تعبئة تمويل القطاع الخاص من أجل المناخ والنمو الأخضر فى أفريقيا»، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة لقاءات مع قادة أفارقة.



 

والتقى الرئيس السيسى مع الرئيس عثمان غزالى، رئيس جمهورية جزر القمر والرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، حيث تم التباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، وأكد الرئيس استعداد مصر لنقل تجربتها فى رئاسة الاتحاد الأفريقى إلى شقيقتها جزر القمر، فضلاً عن تفعيل أطر التعاون المشترك فى شتى المجالات، لاسيما فى ظل الروابط التاريخية التى تجمع مصر مع جزر القمر على المستويين العربى والأفريقى، بالإضافة إلى الجذور الممتدة بين الشعبين الشقيقين فى ضوء العدد الكبير للدارسين الوافدين من جزر القمر فى مصر.

 

لقاء الرئيس السيسى مع رئيس جمهورية زيمبابوى
لقاء الرئيس السيسى مع رئيس جمهورية زيمبابوى

 

وأعرب رئيس جزر القمر عن تقدير بلاده الكبير لمصر قيادة وشعبًا ولدورها الرائد فى القارة الأفريقية، مؤكدًا الحرص على الاستفادة من الجهود والتجربة والرؤية المصرية لتعزيز العمل الأفريقى المشترك وقيادة دفة الاتحاد الأفريقى، خاصةً فى ضوء تولى بلاده حالياً رئاسة الاتحاد، الأمر الذى يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر وقيادتها على خلفية الثقل المحورى الذى تمثله مصر فى المنطقة والقارة بأسرها على صعيد صون السلم والأمن، ودعم تطلعات الشعوب الأفريقية نحو تحقيق التنمية والازدهار.

كما التقى الرئيس مع الرئيس إيمرسون منانجاجوا، رئيس جمهورية زيمبابوى، حيث أكد الرئيس الأهمية التى توليها مصر لتعزيز العلاقات التى تربطها بشقيقتها زيمبابوى فى مختلف المجالات، لاسيما التبادل التجارى والاستثمار، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار تجمع السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا «كوميسا»، إلى جانب التعاون الفنى وبناء القدرات ودعم البنية التحتية، فضلاً عن حرص سيادته على تعظيم التنسيق والتشاور مع الرئيس «منانجاجوا» فيما يتعلق بسبل تعزيز دفة العمل الأفريقى المشترك، بما يساهم فى تحقيق النمو والاستقرار الذى تصبو إليه الدول الأفريقية.

وأكد الرئيس الزيمبابوى تطلع بلاده لتطوير مسار العلاقات الثنائية ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين على شتى الأصعدة رسميًا وشعبيًا، خاصةً فى المجالين الاقتصادى والتجارى، مثمنًا الدور الفاعل للرئيس فى معالجة القضايا الأفريقية، لاسيما فى إطار جهود دفع عجلة التنمية بالقارة وصون السلم والأمن بها، مؤكدًا تطلع بلاده لتعزيز التكامل مع مصر لمواجهة التحديات العديدة التى تواجهها القارة، والتى تتطلب تضافر الجهود الأفريقية من خلال تفعيل آليات العمل الأفريقى المشترك، خاصةً على صعيد الاتحاد الأفريقى.

كما التقى الرئيس، مع جيرفيه ندير أكوبوكا، رئيس وزراء جمهورية بوروندى، وأعرب الجانبان عن رضاهما عن المستوى المتميز الذى وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، سواء على مستوى التنسيق والتشاور السياسى، أو على مستوى التعاون الاقتصادى الذى يشهد فى الفترة الأخيرة تقدمًا ملموسًا، كما تقدم رئيس الوزراء البوروندى بالشكر للرئيس على دعم مصر المتواصل لبلاده على صعيد احتياجاتها التنموية وبناء قدرات الكوادر البوروندية، فضلاً عن مساندة بوروندى فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية، بما يمثل نموذجًا للتعاون والتنسيق المتبادل بين الدول الأفريقية الشقيقة.

كما شهد اللقاء التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بمنطقة البحيرات العظمى وشرق أفريقيا وحوض النيل.

وعلى هامش الافتتاح، التقى الرئيس مع موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، وشهد اللقاء التباحث بخصوص أبرز الملفات المطروحة على أجندة الاتحاد الأفريقى، خاصةً ما يتعلق بالتكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسى للاتحاد، حيث تم التوافق على استمرار التعاون والتنسيق الوثيق بين الجانبين فى هذا الصدد، فى ضوء كون مصر إحدى الركائز الأساسية المهمة لدفع العمل الأفريقى المشترك، وسعيًا نحو تعظيم الاستفادة من الدور المصرى السياسى والتنموى، بما يخدم مصالح القارة الأفريقية على نحو فعال.

 

لقاء الرئيس مع رئيس وزراء بوروندى
لقاء الرئيس مع رئيس وزراء بوروندى

 

وفى لقاء آخر، التقى الرئيس مع ناردوس بيكيلى توماس، المديرة التنفيذية لوكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية «نيباد»، وتمت متابعة الموقف التنفيذى لأولويات الرئاسة المصرية الحالية للنيباد، والتى تمثل الذراع التنموية للاتحاد الأفريقى، وذلك خلال الفترة من 2023-2025، خاصةً ما يتعلق بحشد الموارد المالية التى تُمكِن من تنفيذ المشروعات القارية الرائدة لأجندة أفريقيا التنموية 2063، فضلاً عن تعزيز الجهود القائمة لتحقيق الاندماج القارى، بما فيها اتفاقية التجارة الحرة القارية، بالإضافة إلى دعم المبادرات الهادفة إلى تطوير التنمية فى أفريقيا، خاصة مشروعات البنية التحتية والتحول الصناعى.

كما التقى الرئيس مع شيليشى كابويبوى، سكرتير عام منظمة الكوميسا، لمتابعة تنفيذ أهم الأولويات الموضوعية للرئاسة المصرية الحالية للكوميسا، بما فيها تعزيز سلاسل التوريد الإقليمية فيما بين دول الكوميسا، وتعظيم التكامل الصناعى، وزيادة الاستثمار فى البنية التحتية العابرة للحدود ومشروعات الربط، والتركيز على التعاون فى مجالات التحول الرقمى.

كما تم التوافق حول استمرار التشاور والتواصل المكثف بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لضمان سلاسة عملية تسليم رئاسة الكوميسا من مصر إلى شقيقتها زامبيا، بما يساعد على تعزيز الجهود القائمة لتحقيق الاندماج الإقليمى، ويسهم فى تحقيق غايات الدول الأعضاء بالكوميسا.