الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ريم العدل: مرعوبة من «تحت الوصاية»!

ريم العدل اسم فنى مميز فى صناعة تصميم الأزياء، فقد استطاعت ترك بصمة استثنائية بأعمالها داخل مصر وخارجها، فهى تؤمن بأن مجالها «أصل سرد الحدوتة» سواء فى السينما أو المسرح أو الدراما؛ وهو ما تجلّى فى الروح الحماسية واليقين نفسه الذى رسمت به الشخصيات الفنية ببراعة عَبر أكثر من 40 عملًا فنيًا.



وحققت المصممة المصرية نجاحًا كبيرًا من خلال أحدث أعمالها الدرامية «تحت الوصاية»، الذى قامت ببطولته الفنانة منى زكى ونخبة من النجوم المتميزين؛ وعُرض خلال موسم رمضان 2023.

 

 

 

مجلة «صباح الخير» التقت بمصممة الملابس ريم العدل للحديث عن كواليس المسلسل الذى وصفت نجاحه فى حوارها بـ «الحالة المرعبة»، كما فتحت قلبها متحدثة عن أبرز المحطات المهنية المؤثرة بمسيرتها، والصعوبات التى تواجه الصناعة ذاتها والكثير من التفاصيل الفنية.. وإلى نص الحوار.

•  كيف رأيتِ ردود الأفعال حول مسلسل «تحت الوصاية»؟

- حالة النجاح «مرعبة»؛ لأول مرة نتلقى هذا الكم من ردود الأفعال حول التفاصيل. بالتأكيد كنت أستبشر بنجاح المسلسل خاصة أثناء العمل مع فريق فنى محترف ومخرج واع مثل محمد شاكر خضير، لكن الجديد هنا رصد الجمهور لطاقم عمل المسلسل كله حتى العاملين خلف الكاميرا. كذلك أدهشنى بحث بعضهم عن أسماء الفنيين من التتر، ومن ثمّ الإشادة بدورهم على مواقع التواصل الاجتماعى، من بينهم مصمم الأزياء والمونتير ومهندس الديكور ومدير التصوير.

 

 

 

•  لكنك حققت معادلة «المصمم النجم» من قبل «تحت الوصاية»؛ فهناك وعى جماهيرى بأعمالك الفنية وتحليلات خاصة بها، وهذا الأمر كان نادرًا ما يحدث بزمن كبار مصممى الأزياء مثل ناهد نصر الله وغيرها.. فما موقفك من ذلك؟

- هذا هو المرعب ويخوِّف (تجيب ضاحكة). وقبل كل شىء أوجه تحية كبيرة للأستاذة ناهد نصر الله وعملها المميز بالتاريخ الفنى، وهذا لا يعنى أننا أهم منها، لكن الحقيقة أن السوشيال ميديا هى السبب فى حدوث هذا التغيير بالفعل؛ فعلى الرغم من انتشار سلبيات هذه المنصات إلا أن زيادة الوعى بمجال تصميم الأزياء عند الجمهور والمناقشات حوله يعد من أهم إيجابياتها. وقديمًا كان المشاهدون ينسبون كل تفاصيل الشخصية الدرامية للممثل سواء بالمدح أو الذم، غير مدركين أيضًا لدور المخرج فى توجيه فريق العمل لتنفيذ مهام العمل ككل.

•  إذن السوشيال ميديا جعلت تصميم الأزياء أقرب للجماهير لكنه لا يجد نفس الاحتفاء على مستوى الجوائز بالمهرجانات باستثناء السينمائية منها.. أليس كذلك؟

- بلى كذلك. ما زلنا نسعى فى هذا الشأن ونرسل للمحافل الفنية للاهتمام بهذه الفئة، لكن لم نجد هذه التكريمات فى مهرجانات متخصصة بالدراما. والعام الماضى أصدر مهرجان القاهرة للدراما بيان اعتذار عن عدم تخصيص جوائز لتصميم الأزياء والمونتاج والمكساج لكنه وعد بتقديمها فى دورة هذا العام. ونأمل فى الارتقاء بمكانة هذه المهنة بالتزامن مع تخصيص شعبة خاصة بتصميم الأزياء فى النقابة خلال السنوات الأخيرة.

 

 

 

• وصفك للحالة بـ «المرعبة».. هل هذا يعنى أن «تحت الوصاية» أكثر عمل فنى فاجأك الجمهور به؟

- «تحت الوصاية» الأكثر بكل تأكيد؛ لكن شعرت بحالة مثيلة لها وقت عرض مسلسل «وش وضهر» والتعليق على تفاصيل الشخصيات بطنطا، لكنها زادت أضعافًا مع مسلسل «تحت الوصاية»؛ حيث تلقيت ردود أفعال من شخصيات عديدة لم أعرفها من قبل سواء من خلال السوشيال ميديا أو اتصالات هاتفية لأناس تناقشنى وتتحدث معى فى تفاصيل الشخصيات.

 • لكنه الأصعب بمشوارك الفنى؟

- لا. الأصعب «واحة الغروب» لأنه كان جديدًا فى زمنه ومتطلباته وصعب فى تنفيذه، لم نرَ عملًا دراميًا مصورًا فى هذه الحقبة الزمنية من قبل، لذلك قرأنا عدة كتب لتخيل سيوة من قبل 100 عام. يليه «بطلوع الروح»، الذى تلخّصت صعوبته فى دخول العالم الداعشى لتقديم صورة حقيقية بدون تنميط للملابس لألف شخص تقريبًا، وتجربة العمل مع كاملة أبو ذكرى ممتعة «علمتنى يعنى إيه حقيقى».

• حديث الجمهور عن «شراب منى زكى القديم» و«قميص أحمد خالد صالح بزراير»، هنا تصميم الملابس ليس للتعريف بالشخصية فحسب بل لخدمة الحبكة الدرامية وتمهيدها كالعلاقة الرومانسية التى تجمع بينهما وقدر توافقهما.. ألم يكن مقصدك فى التحضير تضفير التفاصيل والكشف عن الحبكة من خلال الأزياء قبل استعراض الأحداث؟

- هذا بالفعل ما أقوم به طوال الوقت فى أعمالى سواء فى الدراما أو السينما أو المسرح، لأن «الشخصية لازم تتصدق»، لكن الجمهور لاحظ ذلك فى «تحت الوصاية» تحديدًا (تصف ضاحكة ثم تستكمل)؛ تلك الحالة من الصدق تشبه التى شعر بها الجمهور أيضًا تجاه إياد نصار وريهام عبدالغفور فى «وش وضهر»، وكذلك «غالية» فى «سجن النسا».

 

 

 

• كيف كانت تحضيرات «تحت الوصاية» وسط أهالى دمياط؟

- سافرت إلى دمياط وعزبة البرج، وعقدت عدة جلسات ومناقشات مع أهلها داخل البحر وخارجه، ولاحظت طريقة عملهم وكيف يعملون ويبيعون بالمزاد وهيئة الناس العاملين به. هذا النهج أتبعه فى كل عمل أشارك به، حيث أفضّل المعاينة الحقيقية، والتواجد والمعايشة لواقع الشخصيات.

• هل تدخّل أى من الممثلين فى اختيار الملابس وتفاصيلها؟

- لا، إطلاقًا. فريق العمل كلهم محترفون ومهنيون ومتعاونون، وعلى دراية بمهام ومسئولية كل شخص.

• قبل «تحت الوصاية» حققتِ نجاحًا مختلفًا بالمسرح الغنائى فى «شارلى شابلن» وسبقه «كوكو شانيل».. أيهما الأصعب بالنسبة لك تصميم الأزياء لشخصيات فنية لها مرجعية تاريخية بأذهان المشاهدين أم شخصيات مبتكرة وفقًا للنصوص الدرامية؟

- الشخصيات الجديدة الأكثر صعوبة لأنك ترسمها من معطيات قليلة، بينما التاريخى ليس بنفس الصعوبة؛ فكل ما يحتاجه فى التحضير هو الاستيعاب لـ«قد إيه محتاج تبروز الشخصيات فى هذه الحقبة» تمامًا كما تفكر فى القدر الذى تحتاجه لجعل الشخصيات الدرامية أقرب للواقعية فى النوعيات الأخرى من الأعمال؛ مثل عالم الصيادين فى «تحت الوصاية» وغيره.

 • لكن فى الفترة الأخيرة كثيرًا ما تثير الأعمال التاريخية جدلًا.. فى رأيك علينا تقليل هذه الإنتاجات الفنية وفقًا لمتطلبات ميزانيتها الضخمة أم هناك بعض الضوابط التى يلزم اتباعها عند صناعتها تجنبًا للانتقادات؟

- لست مع تقليلها ولا أفضل هذا الأمر، خاصة أنها أعمال مميزة ومختلفة «صورتها حلوة»، كما أن أى عمل فنى من الطبيعى أن يتعرض للانتقادات، لكن يجب العمل عليه بشكل صحيح ومحترف، وهذه النوعية من الأعمال «محتاجة ناس حابة الموضوع بشكل مختلف»، وعلى قدر هذا الاهتمام ستعمل بطريقة أكثر احترافية فى التحضير؛ أن تشعر أنك كمصمم أزياء تعد جزءًا أساسيًا داخل العمل، ولا تقل أهمية عن دور مدير التصوير ومهندس الديكور والمخرج.

• سمة «الواقعية» تكررت كثيرًا بأعمالك «وش وضهر» و«بطلوع الروح» و«سجن النسا» و«اشتباك».. هل هذه النوعية تجذبك فى المسلسلات والأفلام؟

- هذه الأعمال تختارنى (تقول ضاحكة ثم توضح): «أنا بحب الحقيقى»، أحب تقديم الشوارع والخلفية والشخصيات على حقيقتها وفطرتها؛ على سبيل المثال شكل الشخصية عند الاستيقاظ من النوم يجب أن تكون متوافقة مع طبيعتها بعيدًا عن التصنع والمثالية، هكذا أفضّل تقديمها على الشاشة سواء كان ذلك فى عمل مثل «نوارة» أو «سمير وشهير وبهير»، يجب أن «تتمنطق» كل تصرفات الأبطال بالنسبة لى، لذلك يصدق الجمهور أنها شخصيات حقيقية وليست تماثيل.

• بعد تجربتك كمستشارة مصرية للجزء الواقعى فى تصميم أزياء Moon knight.. ما الاختلافات فى التعامل مع فريق أجنبى؟

- فرصة عظيمة وأوجّه الشكر دومًا عليها للمخرج محمد دياب؛ وقت عملنا عليه كان مهتمًا كثيرًا بألا يرى الأجانب المصريين يشبهون العرب بنمطية، لذلك حرص على عملنا على الجزء المصرى الواقعى. قضيت الثلاثة أشهر فى المجر والأردن كأنها «ورشة»، مع الاطلاع على ثقافتهم بالخارج، بالإضافة لتبادل المنفعة وتعلم ما قد يفيدنى هنا فى الصناعة كما أفيدهم بالعمل. وعلى الرغم من اختلافهم لكننى أحببت الأجواء المصرية أكثر؛ خاصة أننا دومًا ما نتخذ القرارات السريعة ونقوم بحل المشكلات ضمن الكواليس، كما أن عدد فريق الملابس أقل فى اللوكيشن.

• أطلقتِ موقعًا يضم كل تصميمات الأزياء المرسومة لأعمالك الفنية.. هل تفكرين فى نقل الخطوة ذاتها فى كتاب متخصص بتصميم الأزياء؟

- هذه فكرة لم تخطر على بالى حتى هذه اللحظة، لكننى مكتفية بتقديم الورش لأنها مجال يعتمد على الممارسة العملية، وأنا أحب المناقشة مع الطلبة بشكل عملى.. وربما يمكن أن أفكر بالكتاب فى المستقبل.

• أخيرًا.. ما أعمالك المقبلة؟

- أنتظر عرض مسلسل «سفاح الجيزة» فهو مأخوذ عن قصة حقيقية، ومن المقرر عرضه على إحدى المنصات الإلكترونية خلال الفترة المقبلة. كما أنشغل بفيلم جديد من بطولة ياسمين رئيس وأسماء جلال وأحمد خالد صالح.