السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سرقة موبايل كل 6 دقائق!

سرقة موبايل كل 6 دقائق!

فى الوقت الذى يحتفل فيه العالم هذه الأيام بمرور 50 سنة على اختراع التليفون المحمول: «موبايل».. جاءت تقارير وإحصائيات وزارة الداخلية البريطانية لتكشف عن زيادة رهيبة فى جرائم سرقة هذه الهواتف.. مسجلة أن العاصمة لندن تشهد جريمة سرقة تليفون محمول.. كل ست دقائق!



 

حتى إن مانشيت «ايفننج ستاندارد» الصحيفة المسائية اليومية للندن هتف: «أنقذوا شوارعنا من لصوص التليفونات».

ووصف أحد الوزراء المسئولين عن أمن العاصمة هذه الظاهرة بالـ«وباء».. مؤكدا أن هناك خططًا لزيادة أعداد قوات البوليس فى العاصمة من أكثر من 34 ألف إلى أكثر من 36 ألفا.. واعترف بأن الأعمال المكتبية البيروقراطية تستهلك وقت وجهد وتركيز عناصر الشرطة وهو ما تسعى الحكومة إلى تخفيفه عن كواهلهم ليتفرغوا لتوفير الأمان للناس وملاحقة المجرمين.

وأضاف أن سرقة الموبايل تزيد شعور الناس بعدم الأمان، كما أنها تقلل ثقتهم فى البوليس، وهذا ما نعمل على تغييره بملاحقة هذه الجرائم وحماية الناس منها، خاصة أن الإحصائيات كشفت أيضا أنه لا تتم استعادة إلا اثنين فقط من كل مئة من التليفونات المسروقة، فمن بين 91 ألف موبايل مسروق تمت استعادة 1915 منها فقط. وهذه المعلومات توصلت إليها «بى بى سى» من واقع سجلات جرائم العام الماضى.

كيف تتم هذه الجرائم؟

يعتمد اللصوص على مباغتة مالك الموبايل، حيث يكون مشغولا باستخدامه أو إرسال «ماسيج».. أو يضعه على المائدة لدى جلوسه فى مكان عام، وبعض اللصوص يستعمل الموتوسيكل فى عمليات السرقة، بينما يلجأ آخرون إلى أساليب النشالين فيلتقطوا التليفونات من جيوب أو حقائب أصحابها.

وتمكنت بعض الصحف من التقاط صور لعمليات خطف التليفونات باستخدام الموتوسيكل، وظهر اللص فى الصورة وكان يجلس وراء السائق وقد أخفى كلاهما وجهه مرتديا غطاء الرأس الذى تفرضه القوانين.

 وفى المتوسط تتم سرقة 248 موبايل فى لندن فى اليوم الواحد. وفى يناير الماضى صدر الحكم بسجن «داروس جيمس» -وعمره 22عاما- و«رانديكافونو»- وعمره 21عاما- لقيامهما بسرقة 72 تليفون خلال ستة أسابيع. 

 

 

 

من لندن إلى الصين

وروت إحدى الضحايا كيف فقدت الموبايل بينما كانت تتحدث إلى والدها من خلاله، قالت «جورجينا»- 23سنة: جاء شخص من خلفى وكان يقود دراجة وخطف الموبايل وانطلق بدراجته بسرعة، شعرت وقتها بهزة نفسية وخوف، وقدمت مذكرة بالحادث عبر الإنترنت فتلقت ردا أتوماتيكيا يشمل رقما للمذكرة، لكن أحدا من البوليس لم يتصل بها بعد ذلك. والطريف أن «جورجينا» استطاعت ملاحقة تليفونها فعرفت أنه انتقل من لندن إلى دبى، ثم إلى شينزون فى الصين..وانقطع التواصل بعد ذلك.

ضحية أخرى تحكى أنها كانت تنتظر الأتوبيس عندما اقترب منها رجل يركب دراجة وتحدث إليها ثم فاجأها بخطف التليفون والانطلاق بسرعة. وعندما أبلغت «شارون» - 26سنة - البوليس بالجريمة قيل لها أنهم لا يستطيعون فعل أى شىء!

مستقبل هذا الاختراع

تتزايد جرائم سرقة المحمول فى ذكرى ميلاده الخمسين، ويتذاكر الناس هذه الأيام كيف ظهر هذا الاختراع المدهش سنة 1973 فأحدث ثورة غيرت حياة الناس إلى الأبد.. فأصبح ملازما للإنسان فى كل مكان وتطور من جهاز ضخم فى وزن قالب طوب أحمر، إلى ما هو عليه الآن من خفة ورشاقة، كما أنه تحول إلى وظائف أخرى عديدة بجانب الاتصالات، حيث يستخدم ككاميرا ويمكنك من خلاله الاستماع للموسيقى ومشاهدة الأفلام والمسلسلات وقراءة الكتب ومراجعة الطبيب وحفظ المعلومات الضرورية والشخصية والبيانات والشيفرات الخاصة بك ودفع الرسوم والفواتير وحتى ثمن تذكرة المواصلات.. ومتابعة أخبار العالم ومراجعة حسابك فى البنك.. وحفظ مواعيدك وأرقام التليفونات وتواريخ ميلاد من يهمك معايدتهم.. وأيضا معرفة الوقت.. كم الساعة الآن؟

ويقوم التليفون الذكى بمهام أخرى عديدة. والآن، ماذا يقول مخترع التليفون المحمول فى ذكرى خمسين عاما على اختراعه؟.

المهندس الأمريكى البالغ 94 عاما «مارتى كوبر»يقول فى حديث أجرته معه إذاعة «بى بى سى» أن الخمسين سنة الأولى فى حياة المحمول لا تزيد عن كونها سنوات تجريبية.. للتسخين فقط، أما عن المستقبل، فيرى أن تكنولوجيا الاتصالات ستتطور بحيث لا يحتاج الإنسان إلى حمل هذا الجهاز ولصقه إلى أذنه طوال الوقت، فسوف يتم إدخال شريحة فى الجسم يجرى من خلالها الإنسان جميع الاتصالات.