السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
وصايا لراحة البال

من بين السطور

وصايا لراحة البال

الإنسان فى كل زمان أو مكان يشغل فكره على الدوام راحة البال، لكونها أغلى شىء فى الوجود، فالحياة التى نعيشها يجب أن تكون مستقرة وهادئة ومستريحة دون صخب دائم أو مستمر.



وبناء عليه أسوق إليك أهم الوصايا لراحة البال وأنت مرتاح الوجدان والضمير وتتميز بصفاء النية.

الوصية الأولى من خلال السكون والرضاء بالرزق الذى يمنحك الله إياه سواء كان ضئيلًا أو كثيرًا لا سيما أن آفة الإنسان عند المقارنة تشعره بالعوز أو الفقر مقارنة بما يملكه الآخرون، هنا يجب عليك أن تجتهد وتفعل ما بوسعك أو يديك ولا يكون لديك شهوة الطمع فى أى شىء، ولكن اعمل كل ما لديك أو عندك، فالإنسان الذى يتسم بالرضاء يكون غنيًا من خلال مبادئه والرضاء عنده بمثابة ارتياح لنفسه أو فيما عنده أو يملكه ويجعلك كذلك تشعر بالراحة النفسية فيما تعانى منه.

والشخص الطماع غير مرغوب فيه فهو لا يشبع طوال عمره وعلى النقيض منه الإنسان الذى يتميز بالرضاء على الدوام، فهو فرحان دائمًا وشاكر لفضل الله معه - إذن عليك أن تفرح لغيرك مثلما هو لنفسك.

الوصية الثانية: «الصلاة والتسليم» بمعنى أن تسلِّم كل حياتك لله وتتقرب إليه بالصلاة وبصفة منتظمة وتسوق إليه كل أمورك وتشعر بحضوره معك فى كل تصرفاتك، وتقدم كل ما لديك لله وتلقى بهمومك عنده لأنه وحده الذى يعولك ويدبر كل أمورك فى الدنيا أو كذلك فى الآخرة لأن الله يجازى كل إنسان حسب أعماله التى فعلها سواء بالخير أو الشر.

ولا تدخل فى صلاة وأنت ظالم لأحد أو غير متسامح لمن أساء إليك وتجنب دائمًا النفس اللوامة على أن يكون ضميرك أكثر يقظة أو عدلًا وبلا خوف أو غضب من شخص ما ولا تكن غاضبًا، فالزعل يقدم لك القلق والتوتر وأحيانًا يسوقك إلى المرض فلا تنام وأنت غاضب أو زعلان من أحد، لكن يجب عليك أن تصفى كل حساباتك بالحق الذى يتسم بالعدل على أن تنام الليل وأنت مستريح ومرتاح البال وضميرك يقظ بالصلاة والتقرب من الله كى تنال مع ترغب فيه أو تتمناه.

الوصية الثالثة: «لا تحبس نفسك فى تقصيرك».. فلا ترهق خواطرك بالتقصير وإياك والهم فى لوم النفس، لأن راحة البال تتجلى عندما لا تقصر فى حق أحد أو كذلك بعلاقتك به أو كذلك فى عملك أو دراستك.

وادخل حياتك اليومية دون تقصير وإذا قصرت فى شىء اعتذر عنه ولا تجعل نفسك سجينًا للتقصير بل اعمل واجبك أو الذى عليك وارفع من شأنك لفوق نحو الله واجتهد فى الدور المطلوب منك أو المنوط بك.

الوصية الرابعة: «الدنيا بسيطة ضعها فى حجمها».. عليك أن تعطى الدنيا على قدرها وتفوت بعض الأمور التى تمنحك راحة البال ولا تعطى الشىء أكبر من حقه أو حتى حجمه، وتمسك بالفضائل ولأن الإنسان المتواضع شخص بسيط يعطى أكثر مما يأخذ ويقدم الحق لصاحبه دون مساومة ومغالاة أو تكبر، وعلى النقيض منه هناك من ينفخ فى الشىء كى يحصل على أكثر من حجمه.

الوصية الخامسة: «تذكر دومًا بأن أى شيء لا يدوم».. فدوام الحال من المحال ولأن لكل شيء تحت السماء وقتًا.

فالفرح لا يدوم وكذلك الحزن وأيضًا الألم قد لا يستمر وحالات الكرب قد تتلاشى والله وحده مسئول ويعلم كل شىء عنك أو وبما تعانيه سواء من مشاكل أو مرض، فالأطباء قد يشخصون مرضك أو يكتشفونه ويكتبون لك روشتة العلاج أو مفرداته ولكن دائمًا وأبدًا الشفاء من عند الله، وكل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله ويتقونه فى كل أعمالهم.. وللوصايا بقية إذا كان فى العمر بقية.