الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فريــدة سيـف النصـر: «سكينــة» لبستنى!

مشهد من مسلسل عملة نادرة
مشهد من مسلسل عملة نادرة

طوّعت خبراتها المُتراكمة بخفة ودلال فى شخصياتها المُتعددة التى قدمتها فى السباق الدرامى الرمضانى لهذا العام، وكعادتها تُجيد التألق الفنى على مدار تاريخها، فقد جذبت الفنانة فريدة سيف النصر أنظار مُحبيها من خلال شخصية «سكينة» فى مسلسل «عُملة نادرة» و»عزيزة الطري» فى مسلسل «جعفر العمدة».



عن تعاملها مع شخصية «سكينة»، وكيف كان التعاون الأول مع المُخرج ماندو العدل، وماذا عن ظهورها الخاص من خلال شخصية «عزيزة الطرى» فى «جعفر العمدة»، وأسباب مُشاركتها للمرة الأولى بعملين فنيين بموسم رمضانى واحد، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع القديرة فريدة سيف النصر.

 

فريدة سيف النصر
فريدة سيف النصر

 

• شاركت من قبل فى أعمال تنتمى لدراما الصعيد، فما الذى وجدته مُختلفًا فى «عملة نادرة»؟

- أحداث «عملة نادرة» والقضية التى يُناقشها العمل بعيدة كل البعد عن الدراما الصعيدية التى شاركت فيها من قبل، فالعامل المُشترك بين كل تجاربى الصعيدية هو مُصحح اللهجة عبد النبى الهوارى، ووافقت على العمل قبل قراءتى للسيناريو بسبب وجود الكاتب مدحت العدل، لثقتى الكبيرة فى كتاباته، وبسبب إصرار مُخرج العمل ماندو العدل عليّ، فهو مُخرج «هايل» ورغم صغر سنه فإنه كبير مقامًا كفنان، فهو له وجهة نظر وأسلوب مُختلف للإخراج.

• هل اعتمدت على مخزونك الفنى فى تقديم شخصية «سكينة» فى «عملة نادرة» أم التزمت بالسيناريو فقط؟

- سكينة شخصية واقعية من لحم ودم، وطيبة للغاية، وما فى قلبها موجود على لسانها فلا تجيد التلون أو تُخبئ شيئًا، مثلها مثل أمهات الصعيد، فالأمهات كلمتهن ليست مسموعة هناك، والرجل هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وبالتالى كانت تُعانى من ذلك، ومن جفاء ابنتها معها فى التعامل. هذه الشخصية «لبستني» وأصبحت كأننى هى بالفعل، ومن بعدها لا أعلم ماذا حدث، فأنا من الفنانات اللاتى لا يجدن التحضير لأدوارهن، بمعنى لا أحضّر لإيفيه مُحدد أو طريقة حديث الشخصية، بل هى تحضر فور ارتدائى لملابسها فأعيش حزنها وقسوتها وشدتها. و»سكينة» كانت هى الأب والأم، لأن زوجها كان فى عالم آخر، فأنا «بسيب إيدي» فى أدائى للشخصيات، ولا أتعامل على أننى أستاذة، فما يخرج من القلب يصل للقلب، خاصة أننى أحببتها كثيرًا.

• للمرة الأولى تتعاونين مع الفنان جمال سليمان.. حدثينا عن ذلك.

- التّناغم بينى وبين الفنان جمال سليمان ناتج عن التفاهم فيما بيننا، فعندما أقف أمام فنان موهوب وجيّد يأخذنى لمنطقة جيدة، على عكس الفنان الخفيف تمثيليًا، لأنه سيؤذينى فى الدور وسيؤثر أدائه على مشاهدى معه، فكانت هناك مباراة تمثيلية بينى وبين الفنان جمال سليمان. ولا تنس أننى مثلت صعيدى من قبل أمام كل من الفنان نور الشريف والفنان محمود حميدة، وتجربتى مع الفنان جمال سليمان هى التجربة الثالثة، «والثالثة تابتة مثلما يقولون» فأخذت دروسًا وخبرات كافية.

 

 

 

• «سكينة» تحمّلت «عبد الجبار» بكل جبروته وقسوته، فهل تستطيع فريدة سيف النصر تحمّل رجل مثله فى الواقع؟

- لا أستطيع تحمّل رجل بطباع وصفات عبد الجبار، ولكن سكينة تحمّلت لأن ظروف الزواج فى الصعيد، فهو رجل واحد تعيشين معه عمرك كاملا، وتتحملينه من أجل تربية الأولاد فى سلام، وقد قالت ذلك سكينة فى أحد المشاهد، حينما قالت له «أنا قعدت على عيالي».

• عملت فى دراما الصعيد مع عمالقة الفن مثل نور الشريف ويحيى الفخرانى ومحمود حميدة، فمن الفنان الذى تشعرين أنه نصفك الآخر فى الفن؟

- أنا كالصلصال أتشكل وأتكيف مع أى فنان، وأعيش الشخصية التى أقدمها بجميع تفاصيلها ومشاكلها، فلا يوجد نصف آخر فى الفن، وإلا سنقوم بعمل دويتو فنى كما كان قديمًا، فكنا نجد شادية وصلاح ذو الفقار، ولكن فى المرحلة العمرية التى أعيشها حاليًا فالأدوار التى أرشح لها مُختلفة ومتنوعة، وتتطلب منى التعامل مع الجميع.

• الجمهور أشاد بمشهد المواجهة بينك وبين ابنتك «أنس» فى المسلسل.. ماذا عن كواليس هذا المشهد؟

- كواليس هذا المشهد وجميع مشاهدى مع الفنانة ندى موسى كانت أكثر من رائعة، فهى مُمثلة مجتهدة ودؤوبة، وقبل هذا المشهد كانت متوترة كثيرًا ودخلت لى الغرفة وتحدثت معى، فأخبرتها أننى سأتفق مع المُخرج أن يدعها تقول كل ما تريده، وأنا لن أتحدث ولو بكلمة واحدة إلى أن تنتهى، وبالفعل حدث ذلك كما ظهر المشهد للجمهور، فانتظرتها إلى أن انتهت من كلامها ثم احتضنتها وقبّلتها وقلت لها أنتِ ابنتى، فهذا المشهد كلامه كان صادقًا، وكان يجب أن نصدقه ونشعر به حتى يصل للجمهور بشكل حقيقي.

• حدثينا عن تعاونك مع المُخرج ماندو العدل فى المسلسل.

- مسلسل «عُملة نادرة» يعد المرة الوحيدة التى شعرت فيها بدعم من آل العدل، فلديهم ضمير مهنى بشكل غير طبيعى، ويتعاملون مع جميع الممثلين مهما كانت أدوارهم وكأنهم أبطال ولا يوجد أحد معهم، والمُخرج ماندو العدل اختار ممثلين لا يمكن أن يتخيل أحد ممثلين غيرهم فى الأدوار، ويفهم ما يفعله جيدًا ويُحب الفنان كثيرًا.

 • كيف وجدت ردود الفعل والإشادات الكثيرة بتجسيدك لـ«سكينة» فى «عُملة نادرة»؟

- ردود الأفعال لم تكن مفاجئة لى، لأننى الحمد لله اعتدت على النجاح، فإذا لم يحدث مثل هذه الردود كنت سأحزن، وسأعتقد أن صلاحيتى انتهت والأفضل أن أجلس بمنزلى، فدائمًا يُكتب لى النجاح حتى لو ظهرت بمشهدين أو ثلاثة، فلا أشارك فى عمل فنى إلا ويحقق نجاحًا ساحقًا، وعندما كنت أجسد «زينب العطار» فى مسلسل «الأب الروحي» قال لى المنتج ريمون مقار العمل سينتهى وكل شيء سينتهى ولكن زينب العطار ستظل باقية، وبالفعل ظلّت حتى الآن، وكذلك «طاطا» فى «حواديت الشانزليزيه»، فالجمهور قاطع العمل بعد وفاتها، وبعد عرض مُسلسل «بدون ذكر أسماء» منتج العمل أرسل لى جواب شكر، وبالتالى أدائك كفنان هو الذى يُحدد مكانك عند الجميع.

 

 

 

• كانت لك مُشاركة متميزة فى مسلسل «جعفر العُمدة» من خلال شخصية «عزيزة الطرى».. هل كان لديك تخوفات من المشاركة فى عمل من إخراج وتأليف محمد سامى؟

- مسلسل «جعفر العُمدة» كان مُغرياً لى، فالمخرج محمد سامى أصر على وجودى، ولم أفهم سبب إصراره فتواصل معى وكنت فى المصيف، وأصر على نزولى للتعاقد على الشخصية، وعندما ذهبت وجدت أنه من الممكن أن تقدمها أى فنانة أخرى غيرى، ولكنه قال لى «عايز فنانة تقيلة» فضحكت، ولا أعلم سبب الشائعات التى تلاحقه دائمًا، بأنه يصنع مشاكل مع الممثلين الذين يعملون معه، فقد تعامل معى بكل احترام وذوق.

• وكيف تعاملت مع «عزيزة الطرى»؟

- تعاملت معها من خلال منطقة وسط، فقدمتها سيدة حكيمة ولا تضحك بصوت عال «خليعة»، ولا ترتدى ملابس خارجة، ولم تقدم رقصات بمشاهدها، فقدمت الشخصية نفسيًا وداخليًا وليس بالمظاهر الأخرى، فكان متعة بالنسبة لى تقديم الشخصية بشكل مختلف.

• وماذا عن جُملة «حاجات إيه يا أبوحاجات» وتصدرك للتريند من خلال هذا المشهد؟

- توقعت أن يُعاتبنى جمهورى على قبولى لدور صغير، فكُنت ضيفة شرف، ولكن تفاجأت بفرحهم بهذا الدور، وترديدهم لجملة «حاجات إيه يا أبو حاجات» التى قالتها عزيزة الطرى لسيف، فالعمل مع الفنان محمد رمضان والمُخرج محمد سامى» جيد. والعمل حقق نجاحًا كبيرًا وجميع الممثلين فى مكانهم الصحيح، مع وجود النجم الذى نستمد منه جميعنا التشجيع والدعم، فعندما يدخل رمضان للاستديو لا ينادينى إلا بـ «يا حبيبة قلبى يا وش الخير ووش الهنا عليّ»، فهو إنسان متربى ومهذب.