الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حنان مطاوع: هذه حكاية مشهد الأربعة أيام

«الموهوبة»، «المتفردة»، «الصادقة»، صفات وألقاب تستحقها عن جدارة الفنانة حنان مطاوع، فهى موهوبة ومتفردة فى أدائها واختياراتها، وصادقة فى كل ما تقدمه وكل شخصية تختار الظهور من خلالها. وخلال موسم رمضان 2023 كانت «صافية» الرومانسية الحالمة والمشاغبة المناضلة إذا تطلب الأمر فى مسلسل «سره الباتع»، وهى أيضًا «سخية» الحادة الشرسة والانتقامية. لذلك يراها الجمهور فنانة استثنائية تسير بخطى ثابتة لمكانة فنية تستحقها. ورغم كل الإشادات بأدائها واختياراتها وثقة الجمهور فيها، فإنها تؤكد أنه ما زال لأحلامها بقية، وهو ما تحدثت عنه فى حوارها مع مجلة «صباح الخير».



 • مشاركتك بعملين فى موسم رمضانى واحد بالتأكيد شكّلت ضغطًا كبيًرا عليكِ، خاصة أن كليهما أدوار بطولة.. كيف واجهتِ الأمر؟

- لم يكن مخططًا أن أشارك بعملين فى نفس الموسم، بل كنت أخطط فقط لـ«كفر العميان»، وهو مسلسل مكوّن من 30 حلقة، وعندما عرض عليّ المخرج خالد يوسف العمل فى «سره الباتع» سعدت للغاية، لأننى أردت العمل مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وكذلك مع المخرج خالد يوسف، لكن أخبرته بصعوبة التنسيق لأننى أحضّر لمسلسلى فى رمضان، ولكنه أخبرنى أننا سنستطيع التوفيق بين العملين، وبناءً على هذا قررت خوض هذا التحدى. وشاءت الأقدار بعد تصوير 80 % من مشاهدى فى «سره الباتع» أن يتأخر مسلسل «كفر العميان» حتى اقتراب شهر رمضان، فقررنا تأجيله لوقت لاحق، وتزامن هذا مع تواصل المنتج ممدوح شاهين معى لتصوير مسلسل 15 حلقة، فوقع الاختيار على حكاية «وعود سخية»، وكانت كل هذه الخطوات بشكل قدرى غير مخطط له على الإطلاق.

 

 

 

• بعد تقديمك للبطولة المطلقة فى أكثر من عمل ما زلت لا تجدين غضاضة فى تقديم أعمال بطولات جماعية.. ما معادلتك فى الاختيار الآن؟

- هناك أعمال من الصعب مقاومتها، خاصة تلك التى بها نزعة وطنية، فأنت من خلاله تساهم بشىء ما لبلدك ولنفسك، وأنا شعرت من خلال «سره الباتع» أننى سأقدم شيئًا يؤرخ للنضال والكفاح والمقاومة الشعبية المصرية، فهو عمل وطنى كبير وإنتاجه ضخم وفريق العمل مميز للغاية، وبالتالى توافرت له كل عناصر النجاح، لذلك المعادلة هنا تكون مختلفة عن فكرة بطولة جماعية أم بطولة فردية، وأعتقد أنه لو كان دورى مجرد مشهدين فقط فى أى عمل وطنى سأقدمهما فورًا.

• ماذا عن شخصية «صافية» وأصعب مشاهد «سره الباتع»؟

- كنا نصوِّر فى أجواء صعبة فى الشتاء، وأحيانًا كنا نصوِّر فى الأراضى الزراعية منذ الساعة السادسة صباحًا، وهناك أيضًا مشاهد مثل مشهد محاكمة حامد الذى تم تصويره فى 4 أيام، فقد كان المخرج خالد يوسف مهتمًا بتفاصيل التفاصيل، فهو مخرج مجتهد ودءوب بشكل كبير، وبالتالى كانت الأجواء جادة وصعبة، أما أصعب مشاهد «صافية» فهى مشاهد المشاعر المجروحة التى كانت تمر بها تجاه حبيبها أو تجاه وطنها.

• «وعود سخية» تجربة جديدة   ووجه مختلف كليًا لحنان مطاوع.. حدثينا عنها وعن أبعادها النفسية المركبة وتطورات الشخصية.

- هى تجربة سخية بالمعنى الحرفى بالنسبة لى، التجربة كلها ثرية ومبهجة، فبقدر ما كانت الشخصية مرهقة بشكل كبير إلا أنها كانت ممتعة بشكل أكبر، لأن الدور شديد الاختلاف عنى ولا يوجد أى عامل مشترك بيننا، ولا يشبه أى عمل قدمته من قبل. وما أعجبنى فى شخصية سخية هو الصراع الذى يدور بداخلها، فكلنا كبشر بداخلنا الخير والشر، والشخصية الإنسانية مزيج منهما، ولكن عند «سخية» واضح صراع الخير الذى يؤرقها بداخلها، فهى شخصية شرسة نظرًا لكونها ابنة شوارع، حتى منزلها كان بدون سقف وفى العراء، الأمر الذى أثّر فى تركيبة شخصيتها وجعلها شرسة فى الدفاع عن نفسها حتى وإن كانت مظلومة، وبالتالى انتقامها سيكون عنيفًا. كل هذه العوامل جعلت تركيبة الشخصية غنية، فهى ليست طيبة للغاية أو شديدة الأنوثة أو شريرة جدًا، بل هى كل هذه العناصر، وبالتالى أصبحت حالة إنسانية فريدة، وكان تجسيدها ممتعًا بالنسبة لى.

• كيف تعاملت معها كشخصية مليئة بالمشاعر المتضاربة؟

- فى مرحلة ما الشخصية تكون واضحة أمامك، تصدقها وتعيشها، فتصبح التنقلات فيها سهلة لأنك تصدقها، وأحيانًا كنت أشعر أننى «سخية»، فعندما أنظر لمنصور يكون بنظرتها وبرغبتها الانتقامية، فهى موجوعة ولم تستطع التعامل مع مشاعر الغضب النارية بداخلها، هى تحب ولكنها ترغب فى الانتقام. باختصار «سخية» شخصية حادة جدًا وحقيقية جدًا وليست مفتعلة.

 

 

 

• وكيف وجدت ردود الفعل وتفاعل الجمهور معها؟

- الجمهور يحترم من يحترمه، وكان لدىَّ شعور أن الناس ستقدّر المجهود المبذول بشكل كبير. ورغم أن المسلسل لم يتم الدعاية له بشكل كافٍ قبل رمضان، لكن ردود الفعل أبهرتنى وأسعدتنى، فقد تعبنا بالفعل حتى يخرج العمل للنور فى وقت قياسى، هذا بالإضافة إلى أننا لم نصوّر فى استوديو، ولكن صوّرنا فى أحياء شعبية كالحطابة وبولاق أبوالعلا ومناطق مختلفة حقيقية، ولم نستسهل أبدًا، لدرجة أننى أحاول أحيانًا استيعاب متى حدث كل هذا، ومتى أنجزنا هذا العمل بهذا الشكل المشرّف، وأعتقد أن الاجتهاد ورغبة فريق العمل فى إتمامه وحبهم له شكّلوا سببًا كبيرًا فى هذا النجاح.

• ألم يكن التصوير فى أماكن حقيقية صعبًا بعض الشىء؟

- بالتأكيد كانت هناك صعوبة فى تصوير العمل بعيدًا عن الاستوديو، واللجوء إلى الأماكن الحقيقية فى المناطق الشعبية، ولكن سكان هذه المناطق هم من ساعدونا بشكل كبير لإنجاز المسلسل، فضلاً عن الدعم والتشجيع أثناء المشاهد المهمة، لذلك على الرغم من صعوبة التصوير فى هذه الأماكن فإنها سهّلت علينا الكثير فى الدخول إلى الشخصيات التى نقدمها بشكل واقعى، لأننا «وسط الناس».

• كيف تقيّمين خطواتك حتى الآن؟ 

- أنا أحاول الاجتهاد وتطوير نفسى دومًا، وأراقب خطواتى طوال الوقت، والباقى متروك لتقييم الجمهور والنقاد. وبالتأكيد مع كل خطوة جديدة تشعر أنك تقترب من حلمك وتحقق جزءًا منه، لكن تظل هناك أمنيات وخطوات كثيرة، منها استمرار نيل رضا المشاهد، وأن يكون فخورًا بى.