رائحة القهوة.. أوزمبيك وفئران نيويورك!

استيقظ وشم رائحة القهوة.. لسنوات طويلة تم استعمال هذا الشعار أو هذه النصيحة أو التحية الصباحية لاستقبال قدوم صباح جديد.. بتناول كوب من القهوة. ربما لم نعد نسمع كثيرًا هذه العبارة فى الحياة الأمريكية إلا أن القهوة بجميع أنواعها ونكهاتها وطرق تحضيرها وإضافة المزيد من المذاقات عليها صارت لها السيادة والهيمنة فى الحياة الأمريكية.

الأرقام تقول إن 64 فى المائة من الأمريكان يشربون القهوة كل يوم.. وأن 66 فى المائة من النساء يشربن القهوة كل يوم. فى حين أن 62 فى المائة فقط من الرجال يواظبون على هذه العادة يوميًا. وجدير بالذكر أن أسعار القهوة بجميع أنواعها قد زادت بنحو 20 فى المائة خلال العام الماضى. 

ولا شك أن شرب القهوة صباحًا.. فرصة لتأمل نفسك ومتابعة العالم من حولك. إما بما تراه على شاشات الهواتف الذكية أو الاستماع إلى النشرات الإذاعية.. وإما قراءة الصحف الصباحية. ولأن هذه الطقوس الأخيرة (قراءة الصحف الورقية) آخذة فى الأفول فى السنوات الماضية فإن السؤال الذى يطرحه علىّ بعض الأصدقاء: ما سعر الجريدة اليومية الصباحية؟ إذا كنت من أهل واشنطن.. سعر واشنطن بوست 3 دولارات، ونيويورك تايمز 4 دولارات، أما وول ستريت جورنال 5 دولارات!! هذا إذا فكرت أن تشترى نسخة من الصحيفة من أى مكان لبيع الصحف. أما الاشتراكات والتخفيضات والخدمات من خلالها فهى حواديت يطول شرحها.. خاصة أنه ليس هناك أى تجربة مشابهة لها فى عالمنا ودوائر حياتنا.

وبما أننا أتينا بسيرة الصحف الأمريكية فإن هذه الصحف اعتادت أن تقدم ملحقًا أو صفحات خاصة بالعلوم والصحة كل يوم ثلاثاء.. وأن تلعب الدور نفسه فى التعامل مع الأكلات وثقافة الطعام ووصفات الطبخ كل يوم أربعاء. والملحق المخصص للأكلات والطعام والشراب مادة ممتعة وشيقة ولذيذة للحديث عنها بإسهاب وبكل التفاصيل. الملحق شكلًا ومضمونًا كأنه بوفيه مفتوح أمامك لكى تتناول منه ما تشتهيه.. والأهم يزيد من رغبات وقدرات حس التذوق لديك ويعطيك فرصة لكى تتعرف على ثقافات الأكلات.. وأيضًا على التنوع فى المطاعم وطرق وأساليب الطبخ والتقديم لديها.

 

 

وطالما نتحدث عن ملاحق خاصة.. فإن هذه الملاحق خالية من أخبار ترويج وعلاقات عامة وموضوعات ممولة من جهات لها مصالح أو مكاسب فى هذا الأمر.. أو إعلانات دعاية لمنتج أو شركة أو مطعم أو ما شابه ذلك.. إذن ببساطة مضمون الملحق أو محتواه لمن يعنيه الأمر مادة صحفية مكتوبة للقارئ بطريقة شيقة ومفيدة فى نفس الوقت..

ما شغل صفحات الصحة فى الفترة الأخيرة دواء التخسيس أوزمبيك، الذى أحدث انقلابًا فى بيزنس تخفيض الوزن المنتشر بكثرة فى أمريكا والعالم كله.. وقد قدر حجم هذا البيزنس (من أنظمة طعام وتدريبات رياضية والخ) فى أمريكا بنحو 76 مليار دولار فى عام 2022.

ويجب التذكير هنا أن أغلب ما تم طرحه من حلول أو وصفات لإنقاص الوزن على مدى العقود الماضية انصب أساسًا حول التحكم أو الحد مما يتم أكله.. أو تحديد نوع أو حجم التمارين الرياضية. لذا طرح هذه الأدوية فى الوقت الحالى يطرح الكثير من التساؤلات حول ما يمكن وصفه بالأعراض الجانبية أو تبعات هذا الدواء. 

أوزمبيك ليس الدواء الوحيد فى السوق هناك أيضًا ويجوفى ومونجارو.. يقدر سعر أوزيمبك بالنسبة للاستهلاك الشهرى بنحو 800 دولار.. 

لسنوات طويلة انتشر تعبير Prozac Nation أمة بروزاك بعد أن تزايد الإقبال والاستعمال لدواء بروزاك الشهير ضد الاكتئاب. ويبدو أن Ozempic Nation أمة أوزمبيك سوف نشهدها ونعيشها قريبًا..

بما أن مدينة نيويورك كمدن أمريكية كبرى أخرى (مثل شيكاجو وواشنطن وسان فرانسيسكو) تعانى من هيمنة الفئران على جوانبها، قررت تعيين قيصر أو مسئول مهم لمواجهة هذا الغزو الفئرانى. 

يقدر عدد الفئران التى توغلت وتغولت فى مدينة نيويورك بنحو 2 مليون فأر. قيصر مواجهة الفئران هى كاترين كورادى (34 سنة) وقد تم اختيارها من بين 500 تقدموا لشغل هذا المنصب الذين أثار انتباه أهل نيويورك (ويقدر عددهم بأكثر من 8 ملايين نسمة) طالما أنها ستكثف جهودها من أجل تحرير المدينة من الفئران.

وقد ذكر أن المرتب السنوى لقيصر مواجهة الفئران يصل إلى 155 ألف دولار .. لمن يهمه الأمر.