الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الشهرة لم تغيرنى.. والتمثيل مصدر دخلى الوحيد.. وسمعتى أهم من الفلوس

لبنى ونس: أنا شاطرة.. ومش مغرورة!

تمكنت الفنانة لبنى ونس من فرض موهبتها على موسم دراما رمضان 2023، فقد نجحت فى القضاء على فكرة تقييم الدور بكبر مساحته، فبالرغم من صغر مساحة الدور الذى ظهرت به فى مسلسل «جعفر العمدة»، فإنها نجحت وباقتدار أن تلفت الأنظار بأدائها المُتميز والفريد من خلال شخصية «فاطمة».



 

حول كيفية تعاملها مع «جعفر العمدة»، وكيف وجدت تشبيه البعض لمشهد وفاتها فى المسلسل بمشهد الكاتعة الشهير، وكيف استطاعت الانضمام لقائمة ضيوف الشرف المؤثرين، وتفاصيل مشاركتها فى مسلسل «الكتيبة 101»، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع الفنانة القديرة لبنى ونس.

• شاركت فى السباق الرمضانى لعام 2023 بأكثر من مسلسل لكنك تعتبرين «جعفر العُمدة» هو الأساس، فما سبب ذلك؟

- «جعفر العُمدة» هو الأساس لى، لأن دورى فيه كان الأصعب والأهم، وأرى أن تجسيده ليس سهلًا، فقد جمع مشاعر كثيرة للغاية ما بين حُزن وألم وفقدان وإحساس بالحيرة والخوف الدائم، ولحظات السعادة التى عاشتها الشخصية قليلة، فشخصية «فاطمة» مُركبة. كما أن اهتمام المخرج محمد سامى بشكل الدور وبى بشكل خاص جعلنى أشعر أنه أهم دور أقدمه هذا العام، بل هو كذلك بالفعل.

• البعض يرى أن ظهور الفنان فى أكثر من عمل يُشتت المشاهد ولا يُحدث تأثيرًا.. فما تعليقك؟

- المشاهد يتشتت من أداء الفنان المُتكرر وليس بسبب ظهوره فى أكثر من عمل، ولكن إذا خرج الفنان فى كل مرة ليقدم جديدًا ويضع بصمته فى الشخصية، وهو ما نجحت فيه بفضل الله، فلن يتشتت.

 

 

 

• هل يمكن أن تشاركى فى عمل فنى رغم عدم اقتناعك به؟

- الفن هو مصدر دخلى ورزقى الوحيد، ولكن هذا لا يعنى أن يكون على حساب موهبتى وسمعتى، فإذا شعُرت أننى لا أستطيع تقديم جديد فى الدور، والجمهور لا يستقبلنى به، سأرفضه بكل تأكيد.

• ومتى توافقين على الظهور كضيفة شرف فى عمل فنى؟

- أوافق دائما على الظهور كضيفة شرف لأن الدور يكون مهمًا للغاية، فعلى الرغم من مساحته القليلة إلا أنه يكون مهمًا وفى عصب الدراما، فأنا أؤمن بأنه لا يوجد دور صغير ودور كبير، ولكن يوجد ممثل كبير وممثل صغير.

• كيف استطعت تحقيق النجاح فى الظهور كضيفة شرف فى عدد كبير من الأعمال؟

- نجحت فى الظهور كضيفة شرف وفى أن أكون مؤثرة فى الوقت ذاته لأننى لا أستهين بأى دور، بل أدرسه وأذاكره وأبحث عمن قدمه من قبل، حتى أبعد عنه تمامًا سواء على المستوى العالمى أو العربى أو المصرى، حتى أترك بصمتى عليه، وهذا نابع من احترامى لموهبتى التى حبانى بها الله سبحانه وتعالى، فسمعتى كفنانة أهم بكثير من حصولى على المال.

• هل يحصل الممثلون على أموال ضخمة كما يعتقد البعض؟

- النجم «اللى اسمه بيبيع» هو من يحصل على الأجر الأعلى، ولكن من يليه يأخذون أموالًا بشكل متفاوت، ففكرة أن جميع الممثلين يحصلون على أموال ضخمة خاطئة ولا تمت للواقع بصلة.

• بالعودة لمسلسل «جعفر العمدة».. صرحت أنك سجدت لله شكرًا بعد نجاح شخصيتك فيه، فهل تعتبرين هذا النجاح عوضا من الله على سنوات تعب كثيرة؟

- لم أسجد بعد نجاحى فى «جعفر العمدة» فقط، وإنما أسجد لله شكرًا بعد كل نجاح أحققه، لأن الفضل لله الذى منحنى الموهبة، وأرى أنها خاصة جدًا وتُميّزنى عن كثيرين من جيلى، وأتمنى ألا أكون ممن ضل سعيُهم فى الدنيا، وأن يكون سبحانه راضيًا عنّى، فنعمه علىَّ لا تُعد ولا تُحصى، هو دائما يعوضنى.

 

 

 

• على ذكر كلمات تتر العمل والتى تقول «وحشنى نفسى زمان»، فهل تجلسين مع نفسك وتشعرين فى بعض الأحيان أنك اشتقت لنفسك التى كانت قبل الشهرة والنجومية؟

- نفسى هى نفسى، لا تختلف فى شىء، فمنذ دخولى للوسط عام 1980 وحتى الآن لم تمثل النجومية فارقاً فى حياتى، فكل ما يشغلنى هو أن أكون إنسانة تُتقن عملها وجمهورها يُحبها، لأننى أعمل لإسعادهم وحباً فى هذه المهنة، لذلك لم أشعر بالشوق لنفسى قبل الشُهرة والفن، لأنه لم يحدث أى تغيير.

• كان هناك تناغم وكيمياء فنية بينك وبين الفنان أحمد داش الذى لعب دور ابنك.. كيف حدث ذلك؟

- أحمد داش مُمثل موهوب مُنذ طفولته، والكيمياء بيننا كانت جميلة للغاية، فهو يُصدق أننى والدته وأنا صدّقت أنه ابنى، وهذه حقيقة، فطوال فترة تصوير مشاهدى معه لم نشعر لحظة أننا نُمثّل، لذلك خرجنا حقيقيين.

• صرحت إحدى بطلات العمل بأنها انزعجت وتفاجأت من طريقة كتابة اسم أحمد داش على التتر، فماذا عنك؟ هل تهتمين بهذا الأمر أم لا؟

- أنا لم أفكر فى طريقة كتابة اسمى على التتر فى جميع الأعمال التى شاركت بها، على الرغم من أنه أمر مهم للغاية، وأعتقد أننى خلال الفترة المقبلة سأهتم بهذا الأمر، فقد كان ما يشغلنى فقط أن أظل عالقة فى أذهان الجمهور حتى لو لم يكن اسمى متواجدًا على التتر، فالجمهور هو الذى سيرفعنى وليس أى شىء آخر، فقد حصلت منه على لقب فنانة قديرة، وبسبب هذا اللقب سأهتم بطريقة كتابة اسمى بما يليق به، ولكن هذا ليس هو الأساس، بدليل أننى نادرًا ما يكتب فنانة قديرة على التتر أو يوضع اسمى على الأفيش، ولكن فى النهاية الجمهور يشاور عليّ ويبحثون عنى.. وهذا هو الأهم.

 

 

 

• كيف ترين اعتماد الإنتاج على الناجح والرابح فقط فى ترتيبهم للأسماء على التترات ويتجاهلون الأقدمية؟

- ترتيب الأسماء على التترات حسب البيع وليس وفقاً للأقدمية، ولكن بعض المُخرجين ومنهم محمد سامى يحترمون الاسم حتى لو لم يبع أو غاب عن الساحة لفترة طويلة على كافة المستويات، سواء فى اللوكيشين أو فى كتابة التترات، وأنا أشكره عليه.

• مشهد وفاة «فاطمة» فى «جعفر العُمدة» تصدر التريند وشبهه البعض بـ«مشهد الكاتعة»، فكيف وجدت ذلك؟

- الجمهور من حقه أن يقول ما يُريد، فنحن نقدم كل الأعمال من أجله، وعندما يُعلق نستفيد من تعليقه ونُعيد حسابتنا ونتدارك الخطأ، فهو الأهم بالنسبة لنا، لكن مشهد «الكاتعه» لم يأت فى ذهنى إطلاقًا، ومن الممكن أن يكون هناك تشابه بيّن المشهدين من حيث اللقطة ككادر، ولكن مشهد وفاة فاطمة ليس له علاقة بالكاتعة فى الإحساس والدراما والتيمة نفسها أو بالتكوين، فالكادر مُتشابه ولكن الموضوع مُختلف تمامًا.

• برأيك هل بطولة الفنان محمد رمضان لمسلسل «جعفر العمدة» كان سلاحًا ذا حدين.. بمعنى أن نجاح العمل وجماهيريته سببها رمضان والهجوم على العمل سببه أيضًا تصفية حسابات معه؟

- محمد رمضان ممثل موهوب وناجح، له ما له وعليه ما عليه، فنحن لسنا أنبياء نعيش على الأرض، فكل إنسان من الممكن أن يُخطئ، وجميعنا خطّائين ولكن أزمتنا للأسف الشديد منذ فترة طويلة أننا فقدنا جزءًا كبيرًا من أخلاقنا، فمهما اختلفنا لا يصح أن نهاجم أو نؤذى بعضنا البعض. ورمضان فنان موهوب وله جمهوره، ومحبوب من فئات كثيرة من المجتمع المصرى، وإذا كان له أخطاء فمن منا معصوم من الخطأ، فأتمنى أن يركز الجميع على ما يقدمه من أعمال فنية، و»من يريد أن يشاهده يتفضل ومن لا يريد فله كامل الحرية». وعلى المستوى الشخصى أحبه واعتبره ابنى، فيكفينى أنه يُقدرنى ويقول لى يا أمى «ويبوس على دماغي».

• الحلقة التى بكت فيها «فاطمة» فى «جعفر العمدة» خوفًا على ضياع ابنها بكت أيضًا «ليلى» فى «الكتيبة 101» بسبب وفاة نجلها الشهيد.. فكيف أجدت هذه المشاهد المؤلمة والقاسية؟

- أرى أننى «شاطرة» وأجيد كافة المشاهد والأدوار وليس المشاهد المؤلمة والقاسية فقط وهذا ليس غرورًا، ولكنى أذاكر وكأننى طالبة فى امتحان تراجع المنهج 100 مرة حتى تحقق الدرجات النهائية، هذه طبيعتى، والبكاء فى مسلسل «جعفر العمدة» كان حقيقيًا ونابعًا من شخصية «فاطمة» ومن الدراما والكتابة، فخوفها على ضياع ابنها شىء، ومشهد الشهيد شىء آخر، فـ«ليلى» فى «الكتيبة 101» هى أم تبكى على ابنها الذى توفى فى ريعان الشباب ولم تحضنه ولم تودعه ولم تدفنه، وبالتالى الأمر صعب للغاية، فإذا كنت جسدته بشكل جيد والجمهور أعجب به فالله يكون فى عون كل أم فقدت فلذة كبدها، لأن هذا الأمر مهما حاولنا تصويره لن نستطيع الوصول لحقيقة مشاعرهم.

• هل تستحضرين مواقف مؤلمة مررت بها فى حياتك الشخصية عند تجسيدك لهذه النوعية من المشاهد؟

- أشفق كثيرًا على من يستحضرون مشاهد من حياتهم الشخصية فى تجسيد مشاهد الحُزن أو الفقد، ففى هذه اللحظة لا أكون لبنى ونس فكيف أستحضر موقفًا حدث لها وأضعه فى «فاطمة»، فالوجع لا يتشابه وكذلك الفرح والبصمة أيضًا، فهذا غير حقيقى ولم أفعله على الإطلاق، فأنا أمثل وأجسد من نسيج الشخصية، فشخصيتى الواقعية تُلغى تمامًا فور دخولى موقع التصوير.

• بماذا تصف الفنانة لبنى ونس مشوارها الفنى؟

- مشوارى الفنى رضا من الله سبحانه وتعالى.