الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عالم جديد فى الطريق.. والأكثر تأثيرًا !

عالم جديد فى الطريق.. والأكثر تأثيرًا !

عالم جديد وغالبًا مختلف بدأ يتشكل أمامنا أو هكذا يبدو. لهذا يهرول البعض لوضع تصوراتهم أو تطلعاتهم لما سيكون عليه هذا العالم الجديد.أغلب التصورات تتمحور حول تعددية الأقطاب بديلا للقطب الواحد أو الأوحد أمريكا.. طالما أن هذا التغيير المنتظر حسبما يقال سيكون فى صالح دول العالم وشعوبها!!



 

وقد ذكرت منظمة الأمم المتحدة مؤخرًا أن عدد سكان الهند سيصل إلى مليار و429 مليون نسمة مع نهاية هذا العام. وبذلك سوف تحتل الهند رأس قائمة الدول الأكثر سكانا بعد أن تبوأت الصين هذا المركز لأكثر من قرنين من الزمان. بالمناسبة عدد سكان الصين سيصل إلى مليار و426 مليونا. وأمام هذين الرقمين لم يتردد بعض الخبراء فى تذكيرنا بأن عدد سكان العالم وصل إلى 8 مليارات نسمة وأن عدد سكان الولايات المتحدة لا يتجاوز 340 مليون نسمة!

وهنا يتساءل البعض هل ما تحقق للهند سكانيا له آثاره وتبعاته وتداعياته اقتصاديا وجيوسياسيا على العالم الجديد المنتظر تشكله؟! وهل الهند ستزيد من قوتها الاقتصادية والتجارية فى المستقبل القريب والبعيد.؟ إن مناقشة الحاضر والمستقبل تحتاج إلى أسئلة تطرح وإجابات تتبارى فى إعطاء أكثر من زاوية للنظر فى الأمر ومن ثم فهمه والتعامل معه..

مثلا الهند تريد أن تكون «مصنع العالم».. وتحديدا المنتجات الأمريكية مثل الهواتف الذكية آى فون؟ وقد أعلنت شركة آبل الأمريكية منذ أسابيع أنها ضاعفت إنتاجها من الهواتف الذكية فى الهند ثلاث مرات ليصل حجمها إلى 7 مليارات دولار.. نسبة منتجات آبل التى يتم تصنيعها فى الهند تتراوح ما بين 5 و7 فى المائة من مجموع إنتاجها فى العالم والشركة تريد أن تصل بهذه النسبة إلى 25 فى المائة. والمنافسة شديدة مع دول جنوب شرق آسيا. وبجانب آبل هناك الصفقة الأخيرة مع العملاقة الأمريكية بوينج تقدر بنحو 34 مليار دولار لإمداد الهند بـ 220 طائرة.. باستخدام شركات ومكونات وعمالة هندية! وبالطبع الدوائر الاقتصادية الأمريكية تعرف معوقات سعى الهند لتكون مصنع العالم.. وتتضمن قيود البيروقراطية وتخلف البنية الأساسية وعدم سلاسة آليات الاستثمار والعمل.. والتساؤلات قائمة ومستمرة حول العالم الجديد.. المتعدد الأقطاب! والحرب الباردة ما بين أمريكا والصين!!  

 

ريشة: عمرو الصاوى
ريشة: عمرو الصاوى

 

تايم والـ 100 الأكثر تأثيرًا

لا يهمنى فقط معرفة الأسماء التى جاءت فى القائمة. إنما ما الذى أتى بهم إلى القائمة الشهيرة.. ما يجب أن ينال اهتمامنا فى اعتقادى هو أن نعرف القضية التى آمنوا بها وعملوا من أجلها.. وأن نتبين تأثيره أو نفوذه الذى لفت الأنظار وحظى بالاهتمام. 

أتحدث عن مجلة تايم الأمريكية وما اعتادت أن تفعله كل عام باختيار الـ100 الأكثر تأثيرًا فى العالم وذلك تحت مسميات عدة.. هم وهن القادة والفنانون والجبابرة والرواد والمخترعون والأيقونات. 

قد نتفق ومن المرجح أن نختلف حول اختيار بعض الأسماء أو الشخصيات أو عدم اختيارهم من جانب المجلة العريقة إلا أن تسليطها للضوء على تلك الأسماء يساهم بلا شك بشكل أو آخر فى أن نعرف وأن نتعرف على من وما لم نعرفه من قبل. ومن هنا يبدأ اهتمامنا ليس فقط بالاسم بل وبما حققه وأضافه للآخرين.. ويصب من وجهة نظر تايم فى إثراء التجربة الإنسانية.

قائمة هذا العام مثلا تضم 16 اسما وشخصية تعمل فى مجال البيئة وحمايتها. ثلاثة منهم من قيادات سياسية جديدة فى أستراليا وكولومبيا والبرازيل. وأيضا العالمة أندريا كريتشر وتجاربها الخاصة بطاقة جديدة نظيفة..

واختارت تايم فى قائمة الـ100 العالم أوور شاهين وزوجته العالمة أوزلم توريجى من ألمانيا (من أصل تركى) اللذين اخترعا الطريقة المبتكرة mRNA فى تحضير مصل كوفيد 19 وهما الآن يعملان فى معاملهما من أجل إيجاد مصل السرطان بنفس الطريقة. وتضم القائمة اسم سام ألتمان مبتكر وصاحب التشات جى بى تى التطبيق المستخدم فى الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعى.

ولم تغفل المجلة وقائمتها السنوية سارة ويسرا ماردينى الشقيقتين السوريتين السباحتين وقصتهما المثيرة إنسانيا فى إنقاذ المهاجرين من الغرق وتوفير حياة آمنة لهم. 

وأيضا شانون واتس أم لخمسة أولاد وربة بيت تحولت مع حادث القتل الجماعى فى مدرسة ساندى هووك عام 2012 إلى ناشطة أسست مجموعة أمهات يطالبن بالتحرك ضد استخدام السلاح فى أمريكا. أنها إسماء لها حواديتها الملهمة لنا جميعا.