الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فساتين العيد مغزولة بحكايات مصرية

تعبر الفنون والحرف اليدوية  عن تاريخ وحضارة كل شعب، وبقدر ما تبهرنا الفنون والحرف اليدوية تسحرنا حالة العشق بين الفنان الذى يتخذ فنًا معينًا ويبحر فى أغواره ليقدم الفنون المتوارثة من سنوات طويلة بأشكال معاصرة، جذابة، ليأخذك التفكير والأسئلة الوجودية: هل الشخص هو الذى يختار الحرفة ليغوص فيها؟ أم أن هذه الحرفة هى التى تختار الشخص وتناديه، لتبوح له بأسرارها!



 

 

 

 

والأكثر من ذلك أن كلاهما يصنعان معا حكايات فنية وقصصا من الإبداع والفن والإبهار، كل هذا وأكثر يجول فى خاطرك وأنت تتجول فى سوق الفسطاط للفنون والحرف اليدوية بمنطقة مصر القديمة حيث جامع عمرو بن العاص ومجمع الأديان، وعبق التاريخ والحضارة والفنون، حيث تتلقفك ألوان التصميمات الإبداعات الفنية لأكثر من 40 فنانًا موجودين على مدار العام يقدمون حكايات فن مصرى بديع. 

فى ليلة رمضانية تلقيت اتصالًا من فنانة الباتيك سمر حسنين تدعونى لعرض أزياء مصرى لملابس العيد من فنانى سوق الفسطاط، لكنه كان عرضًا غير مألوف بالنسبة لى! فلم تدعنى للحضور وسط  الحاضرين للعرض لكنها طلبت منى إن أقدم عرض الأزياء لجمهور الحاضرين!! وبقدر اندهاشى من طلبها بقدر سعادتى لأننى عاشقة لكل الفنون التى يقدمونها من الباتيك، التلى، الكروشية، «التاى آند داى»، الجلود، إبداع الحلى والمشغولات اليدوية المميزة التطريزات السيناوية، إضافة إلى أن كل فنان داخل سوق الفسطاط حكاية جميلة جديرة بالسرد والرائع إنهم أطلقوا على هذه الاحتفالية حكايات الفن مصرى Hekayat EL Fan Masry ووافقت دون تردد  كانت فرصة أكبر للاقتراب من عالم هؤلاء الفنانين وهذا العرض المميز للغاية. 

 

 

 

أقيم عرض الأزياء ليقدم مجهود وقصص الفن المصرى الذى يعرض  طول العام فى 40 جاليرى بسوق الفسطاط بجوار مجمع الأديان بمصر القديمة. 

بدأ العرض بتصميمات تحت عنوان مرح والذى اعتمد على الفنون التراثية من فن  الخيامية، والرسم بالقماش «فن الباتش ورك»، واعتمد على الخامات الراقية والأقطان وقماش الملس بألوان مبهجة وجديدة وأدخلت عليها الاستراس والتطريز. فخرجت به إلى آفاق أوسع وأشيك. 

عشق

أما الفنانة الثانية فكانت المصممة جيهان المجد التى قدمت تصميماتها تحت عنوان عشق، فقد جمعت الفنون المصرية بعشق بعضها مع بعض وغزلت التفاصيل الصغيرة بعضها مع بعض معتمدة على التفاصيل وتكامل الأفكار وبساطة المفردات  من شغل الايتامين، والخرز مع الغترة بألوان مختلفة ومميزة. كما اعتمدت أسلوب مزج أكثر من خامة معا ليكون التصميم  فى النهاية حالة من التميز والتفرد. 

 

 

 

تاى أند داى 

أن تجتمع أختان  على حب الفنون  والأشغال الفنية فهذا شيء جميل وهو ما وجدناه مع الأختين، مروة إبراهيم وداليا إبراهيم اللاتى قدمتا تصميمات بديعة وراقية من خامات القطن الراقى وقدموا  فن «التاى آند داى» إضافة لأعمال الكروشية، وجات التصميمات صيفية مبهجة ٠ تملؤها التفاصيل العصرية والروح الشبابية، وجات التصميمات تحت عنوان جاليرى دار. 

الفن السيناوى

سيناء منطقة غالية علينا من أرض الوطن بها أصل الفنون والمشغولات اليدوية، وكل ماهو أصيل وملهم، وقدم كل من المصممة إيمان السيناوى والفنان بشير العرجانى الشهير ب بشير السيناوى وجاءت التصميمات تمزج بين الحضارة والفن والرقى فى ذات الوقت.

سمر حسنين 

فن الباتين العريق  له عشاق، لكن هذا الفن لا يبوح بأسراره إلا لمن يطمئن لهم ويستشعر صدقهم، فيفصح له عن أسراره وإمكانياته وطاقاته، وهو ما حدث بين فن الباتيك والفنانة سمر حسنين التى تقدم قطعًا فنية فى غاية الإبداع وتصميمات انسيابية عصرية من فستان، جامب سوت، جاكيت، كومونو لتقدم مجموعات مصرية من فن البساتين تطلق عليها  Egyptian batik art فى غاية الإبداع، وتلفت  الأنظار فى أى مكان لمن تقتنيه. 

 

 

 

تلى شندويل 

التلى فن بديع توارثته الأجيال والفنانة الصعيدية آمال سيد حسن تعرفت على هذا الفن بعد نهاية دراستها وقررت إن تحيى هذا الفن بعشق وتعمل تصميمات متنوعة بألوان بعيدا عن الأسود والأبيض مثل الأزرق، وكانت المفاجأة أنها قدمت فستان فرح بالكامل من التلى باللون الأوف وايت وخيوط الذهب. 

مكملات الأناقة 

رافق  العرض مكملات أناقة من حلى للفنانة عماد عادل، وجلود مونيكا عادل وحلى داليا محى  وإيرينى وإلهام جلال  فجاء العرض متكاملًا خاصة باللمسات الإشرافية للفنانة  منى خطاب، نهلة سالم  وفاء عجمى الجنود المجهولة خلف هذا العرض وليلة الفن الحكايات عن الفنون المصرية الرائعة مما يجعلنا نقول إذا  كان أمير طعيمة قال رمضان فى مصر حاجة تانية والسر فى التفاصيل، فإن ليلة سوق الفسطاط حاجة تانية والسر فى حكايات الفن  والفنانين الموجودين فى السوق ويحكى حكايات شيوخ الحرف اليدوية والفن  المتوارثة ويغزلونها بكل حب وشغف،و هذا ما يجعل فستان العيد مصريًا.