الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

طارق لطفى : أتمنى ترجمة مذكرات زوج

بعد عدد من الأعمال التى جسد فيها شخصيات ذات أبعاد نفسية مركبة فى أعمال درامية تحمل أبعادًا سياسية، لجأ النجم طارق لطفى هذا العام إلى معادلة جديدة كليًا، من خلال مسلسل «مذكرات زوج»، فبأداء سلس كالعادة نجح فى تجسيد تبعات الآثار النفسية للعثرات التى يعانيها الأزواج فى مرحلة معينة من عمر الزواج.



 

رحلة شاقة بدأها طارق لطفى منذ مسلسل «الوسية» فى عام 1990 وحتى «مذكرات زوج» فى رمضان 2023، رحلة فنية وإنسانية شاقة وملهمة، بخطوة تلو الأخرى أرسى فيها طارق لطفى قواعد مدرسة فنية خاصة به فى الأداء وفى الاختيارات؛ عن هذه الرحلة وعن محطاته فيها يتحدث فى السطور التالية.

• «القاهرة كابول، جزيرة غمام، ليلة السقوط» بعد هذه الشخصيات المركبة ما الذى دفعك لاختيار عمل اجتماعى كوميدى؟ لماذا اخترت التنويع والتغيير الجذرى لهذا العام؟

- مهما أجاد الفنان اختيار نوعية الأدوار التى يقدمها، فإن التكرار ينتقص عنصرًا مهمًا للغاية أمام الجمهور، ألا وهو عنصر الدهشة، الذى يعد أهم عناصر النجاح، لأن مفاجأة الجمهور بأدوار وأداء غير متوقع تجعل النجاح أكبر وأكثر أهمية. لهذا السبب أحاول البحث طوال الوقت عن أدوار مختلفة تمامًا، أبحث عن التنويع والتغيير مع كل عمل، لكى أحافظ على عنصر الدهشة لدى الجمهور، فيكون النجاح أهم وأكبر.

 

 

 

• وماذا عن اختيار «مذكرات زوج» بشكل خاص؟ ما الذى جذبك للعمل من البداية؟

- هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها مناقشة مشكلة من وجهة نظر الزوج، فمعظم المسلسلات تعتمد على وجهة نظر الزوجين، ولكن هذا العام محمد سليمان عبدالمالك كانت رؤيته مختلفة، مما أثار جدلًا عقب عرض العمل، لأن الطرح جديد هذه المرة، فهو ليس من خلال طرفين، بل طرف واحد. هذا بالإضافة لكون الأزمات التى تحدث فى هذه السن وبعد مرور فترة من الزواج حقيقية وليست مفتعلة، ولا تحمل وجهة نظر أنانية للزوج ولا عدم الفهم ولا عدم الاستقرار، بل معضلة حقيقية يجب الانتباه لها، بأن هناك أمورًا وأفعالًا بسيطة يحتاجها الزوج ليشعر بالاستقرار، وكذلك الزوجة فى ظل كل المتاعب التى تواجهها يوميًا، فكل ما يحتاجه الطرفان لإنجاح زواجهما يتعلق بأفعال بسيطة أهمها التقدير، وهذا ما طرحناه من خلال المسلسل.

•  وأى نوع من الأزواج أنت؟

- فى حياتى الشخصية أقدّر الامتنان، وأقدر كلمة «شكرًا»، كلمات مثل «لو سمحت» و«من فضلك» هى دائما فى قاموسى، هذه هى طبيعتى الشخصية، أنا شخص يقدّر كل ما يُقدَّم له حتى أبسط الأمور. وهذا ما علمنى إياه أبى وأمى، فالامتنان للآخرين لا ينقص الإنسان شيئًا، بل يكسبه الكثير. وكذلك أنا فى بيتى مع زوجتى وأبنائى. وبشكل أو بآخر أنا وزوجتى أصبحنا نشبه بعضنا البعض بشكل كبير فى التصرفات، ونقدّر بعضنا البعض فى كل التفاصيل، وبالتأكيد هذا استغرق وقتًا طويلًا من رحلتنا، ولكن توصلنا لصياغة ومعادلة ما أننا نُقدِّر الحياة معًا، ونُقدِّر نِعم الله والعطايا التى أنعم علينا بها، فنحن من اخترنا هذه الحياة، فعلاقة الزواج اختيار قبل أى شىء؛ أنا اخترتها وهى اختارتنى وقررنا التأقلم على كل الظروف التى نمر بها، وكلانا لديه هذه الطاقة الإيجابية.

 

 

 

•  ألم تقلق من فكرة إعادة تقديم عمل تم تقديمه فنيًا قبل سنوات؟ ألم تقلق من إعادة طرح الفكرة؟

- الموضوعات الإنسانية قابلة للتطبيق العملى والأدبى والطرح فى أى زمن، بمعنى أنك لو ترجمت هذا العمل لأى لغة ولأى زمن ستكون المشاكل واحدة؛ الشىء المختلف أنه قد تطرأ مشاكل جديدة بحكم العصر مثل تأثير السوشيال ميديا على الجيل الحالى، فلكل عصر مشاكله، ولكن أصل المشكلة الإنسانية متكرر مدى الحياة مادامت هناك علاقات مستمرة بين البشر. وأتمنى أن تتم ترجمة هذا المسلسل وعرضه على منصات مختلفة حول العالم.

•  ملامح رءوف وملابسه التى تناسبت مع كل مرحلة نفسية مرَّ بها، بداية من اضطرابه وحتى اكتساب الثقة فى نفسه.. كيف رسمت هذه الملامح للشخصية؟

- هذه التفاصيل فكرت فيها مع المخرج ومع ستايلست العمل، وتوصلنا إلى أن «رءوف» يجب أن يكون هذا هو شكله، فكل الأفعال المتكررة متشابهة، فهو يجب أن يكون كلاسيكيًا وغير مهتم بنفسه، ويشعر أنه كبر فى السن فيلجأ إلى الألوان الكلاسيكية، وعندما ينفصل يتحرر ويبدأ فى تغيير ألوانه ويذهب لممارسة الرياضة والاهتمام بصحته وبنفسه، ليرضى إحساسه النفسى بأنه أصبح أصغر سنًّا ولا يزال مرغوبًا وجذابًا، وبالتالى أصبح رءوف بهذا الشكل، لا سيما مع دخول عوامل مساعدة منها دخول فتاة أصغر منه فى السن إلى حياته.

 

 

 

•  هل نعتبر هذا العمل بمثابة وجه جديد لطارق لطفى؟

- نعتبره الوجه غير المتوقع، فالممثل الذى يحب مهنته يطور نفسه طوال الوقت حتى يكون قادرًا على تقديم أى شخصية، فمثلاً فى البداية كنت قلقًا من كون العمل به جزء لايت كوميدى، وعندما فكّرت جيدًا وجدت أن كوميديا «رءوف» ستكون نابعة من شيئين: أولهما تصرفاته البسيطة، وثانيهما إيمانه بهذه التفاصيل وأن المتلقى سيضحك لأنه يشاهد نفسه فى التليفزيون، وليس شخصًا بعيدًا عنه. كوميديا بسيطة بعيدة عن الإفيه اللفظى، وهذا كان سبب راحتى فى مرحلة ما، حيث أصبحت أتعامل معه كطفل سعيد بتحرره ويعبر عنه ببساطة شديدة دون أى فعل مبالغ فيه أو فعل غير أخلاقى، وبالتالى رغم بساطة هذه الشخصية إلا إننى صدقتها للغاية، وذهبت إليها بكل كيانى، وأعتقد أنه لهذا السبب تقبّلها الجمهور وأحبها.

• طارق لطفى من «الوسية» حتى «مذكرات زوج».. ما الذى تغير فيك خلال هذه الرحلة؟

- تغيرات بقدر المسافة بين السماء والأرض، فهى رحلة طويلة من شخص لديه موهبة لا يعرف كيف يروضها ويستثمرها فيحاول مرارًا، حتى وصلت إلى «طارق» اليوم، الذى صبر كثيرًا وعمل على نفسه كثيرًا حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، فسلاح الصبر مهم، ولدىَّ يقين فى الله بأن الفرص تأتى فى وقتها المناسب. هذا هو ملخص الرحلة، كما أننى طوال الوقت كنت أدرب نفسى قائلاً: «إياك والغرور»، لأنه بداية النهاية لأى فنان.