الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

 صفاء الطوخى: أرفض اختراق حياتى الشخصية

 فنانة «فوق مستوى الشبهات» كتبت مشوارها الفنى بـ «خط الإيد»، فكان مشواراً «خاصاً جدا» ومليئًا بالنجاحات والأدوار المُتميزة، التى أهلتها لتُصبح «أستاذ ورئيس قسم» فى تجسيد أدوارها الفنية المتنوعة، فكانت «نقطة التحول» فى جميع أعمالها، وطوَّعت موهبتها لتنسج «خيط حرير»، فهى «الباحثة» فى «رحلة العمر» عن «وعود سخية».



حول أسباب مُشاركتها فى المسلسل الرمضانى «وعود سخية»، وكواليس عملها مع الفنانة حنان مطاوع، وطقوسها الرمضانية قديما وحديثا، وارتباط مهنة التمثيل بمعايير جمالية محددة، وتعاملها مع الألقاب الفنية، والغُربة التى يشعر بها أبناء جيلها مع الجيل الحالى،  كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع الفنانة صفاء الطوخى.

•  ما الذى وجدتِه مُختلفًا فى «وعود سخية» للمشاركة به فى موسم رمضان 2023؟

- شرُفت بالعمل فى مُسلسل «وعود سخية» لوجود مجموعة من نجوم الفن مُشرفة للغاية، ومع فنانة واعدة مثل الفنانة حنان مطاوع التى أصبحت نجمة عن استحقاق. كما سعدت بالعمل مع المُخرج الجميل أحمد حسن، ودورى بالعمل كان محوريا، وسيناريو العمل كان جيدا، فمن أهم معايير اختياراتى جودة السيناريو، والدور المحورى بشكل أو بآخر، وطاقم العمل؛ وقد توافر كل ذلك فى العمل لذلك تواجدت به.

•  المسلسل ينتمى لنوعية الأعمال ذات العشر حلقات.. كيف ترين عودة الأعمال الدرامية القصيرة، بل وسيطرتها على دراما رمضان هذا العام؟

- أمر إيجابى للغاية، لأنه يجعل الكتابة «مشدودة» وجيّدة وخالية من المط والتطويل، فالجماهير ليس لديها صبر على متابعة الأعمال الدرامية الطويلة إلا ذات الطبيعة الخاصة، فهناك أعمال درامية تكون ذات طبيعة خاصة تستحق أن تكون 30 حلقة. وقد ساهمت المنصّات الرقمية بشكل إيجابى فى حدوث هذا الأمر، مُنذ أن عرضت أعمالا ذات خمس حلقات فأكثر، حيث حققت هذه الأعمال نسب مشاهدة عالية، وهذا يدل على أنها تجذب الجمهور، وفى أولويات اهتماماتهم.

•  هل ترين أن السباق الدرامى الرمضانى تغير من حيث التنوع والتعددية فقط؟

- العالم بأكمله تغير وليس السباق الرمضانى فقط، فمع دخول التكنولوجيا أصبحنا نعيش عصرا مُختلفا، إضافة إلى وجود تنوع مذهل للغاية عن الزمن الماضى،  فقديما كانت القناة الأولى والثانية و«رأفت الهجان» و«ليالى الحلمية»، على عكس ما يحدُث الآن.

•  البعض اشتكى من تدخل الفنانة ريهام حجاج فى مساحة أدوار النجوم فى مسلسل «يوتيرن» العام الماضى،  هل حدث ذلك معك؟

- مُسلسل «يوتيرن» عمل درامى جيد وشرُفت بالعمل فيه، وبطلة العمل ريهام حجاج لم تتدخل فى مساحة أدوار النجوم الآخرين الذين شاركوا معها، خاصة أنه عمل جماعى وبه منتج ومخرج وطاقم عمل، ولكن السوشيال ميديا والجمهور قد ضخموا الأمور.

•  كانت لك مشاركة خاصة فى مسلسل «جروب الدفعة» قبل رمضان، والذى ألقى الضوء على سيطرة التكنولوجيا على حياتنا.. كيف وجدت ذلك؟

- أرى أن مواكبة الفن للمتغيرات التى تحدث فى المجتمع أمر هام وضرورى،  والمتغير الذى يحدث فى مجتمعنا خلال وقتنا الحالى هو التكنولوجيا، فقد أصبحت وسيلة تواصل أساسية فى حياتنا ولا بد أن نتقبلها ونتعامل معها، وسعدت كثيرا بمشاركتى فى عمل فنى يواكب هذا الأمر.

 

 

 

•  وماذا عن علاقتك بالتكنولوجيا بشكل عام و«الواتساب» بشكل خاص؟

- أتعامل مع التكنولوجيا بحدود ولا أجعلها تستهلكنى بالكامل، وأحرص على التواصل الإنسانى من «لحم ودم»، فالتكنولوجيا وسيلة من أجل الرفاهية والمتعة والتواصل مع الآخرين رغم مشغولياتى. كما أرى أن جروبات الواتساب أمر إيجابى،  ولكن يجب ألا نختصر حياتنا على الهاتف المحمول، فيجب أن نعيش حياتنا بشكل طبيعى ونستخدم التكنولوجيا لإسعادنا وتواصلنا ومشاركة الأحداث والمُستجدات الحياتية، فأنا مع التطور وأسعى دائما لتعلم أمر جديد بشكل يومى.

•  فى رأيك.. هل السوشيال ميديا والشهرة ساهموا فى تنازل الفنان عن خصوصيته؟

- السوشيال ميديا مضللة، فقد جعلت أشخاصًا لا نعلم هويتهم يجلسون خلف الشاشات ويعطوا لأنفسهم الحق فى الحديث عن أى شيء، ولا يصح للفنان أن يخضع للسوشيال ميديا ويتنازل عن خصوصيته تحت أى مسمى، فأنا خارج عملى مواطنة وإنسانة لا أسمح لـ«تايتل» الفنانة أن يحرمنى من الحياة المُطمئنة الخالية من التطفل والاختراق لحدودى الشخصية.

• دائما ما ترتبط مهنة التمثيل بمعايير جمالية معينة مما جعل عددًا من النجوم لديهم هوس التجميل من أجل البقاء الفنى الأطول.. فما رأيك؟

- هذا الأمر له أوجه مُتعددة، فأنا مع جمال الإنسان بشكل عام سواء كان فنانًا أو إنسانًا عاديًا، فهذا الأمر ليس له علاقة بالفن والتمثيل، ولكن التطور الذى حدث أو طرأ على التجميل جعل الملامح متشابهة، فليس هناك مشكلة أن يجمّل الفنان من شكله ولكن بشكل مقبول ورقيق، فالله جميل يُحب الجمال، ولكن دون تشويه الملامح الأساسية. وفى النهاية الحياة اختيارات، وكل إنسان يختار وفقاً لمعتقداته وما يُريد أن يصل له.

•  وماذا عنك؟ هل تحبين فكرة التجميل أم ترين أنها ليست هامة بهذا القدر الكبير؟

- لا أميل للمكياج، فأنا أضعه فى العمل فقط، وبعد الانتهاء من التصوير أقوم بإزالته كاملا فلا أضعه بشكل دائم، ولا رغبة لدى فى نيل رضا المجتمع والسوشيال ميديا ليكون شكلى مثلما يرانى الجميع فى شاشات التلفاز.

•  ما الأدوار التى ترينها مُناسبة للمرحلة العمرية الحالية؟

- الأدوار التى تناسب سنى،  فالفنان صغير السن يستطيع تقديم أدوار أكبر منه، ولكن فى سنى اليوم لا أستطيع تقديم دور الفتاة الجامعية، فالأمر لن يكون حقيقياً بل خالياً من المصداقية، فالذى يحكمنى فى الاختيارات هى المصداقية، وأن تكون الأدوار مكتوبة بشكل جيد، فى عمل متكامل العناصر من حيث التأليف والإخراج والتمثيل، فنحن نقدم عملا جماعيًا، ولا أستطيع أن أركز أو أشاهد التمثيل فقط أو الشخصية التى أقدمها فقط.

•  هل سبق وشعرت بالغيرة من فنانة قدمت دورًا رفضتيه؟

لا يوجد فى قاموسى ما يُسمى بالغيرة، فعندما أرى فنانًا أو فنانة قدموا أدوارًا جيدة أسعد للغاية، لأننى أحب الفن وانتصر للفن الجيد دون النظر لمن قام به.

 

 

 

•  دائما ما نجد على التترات يسبق اسم الفنان كلمة نجمة أو فنان قدير أو كبير.. فكيف ترين التعامل مع الفن وممثليه على أنهم درجات؟

- الفنان القدير والفنان الكبير تُكتب فى تترات العمل كنوع من التقدير للممثل، وهذا أمر تقديرى وليس معنوى ولا يترتب عليه شيء. وكذلك أيضًا كلمة نجمة أو نجم، فإذا استخدمت هذه الكلمات بهذا الشكل يكون شيئًا لطيفًا، ولكننى لا أحب مبدأ النجومية فى حد ذاته، فأنا فنانة سواء قدمت دورًا صغيرًا أو كبيرًا.

•  فى بداياتك الفنية شاركت بأعمال مسرحية عديدة.. فماذا تمثل لك هذه الفترة؟

- بالفعل أنا ابنة المسرح، وقدمت عروضًا مسرحية عديدة ولم أتوقع عملاً آخر سوى المسرح، فالدراما التليفزيونية جاءت لاحقاً، لذلك أعتز بالمسرح كثيرًا، فقد كان الداعم والمعلم لى.

•  دائما ما يشعر أبناء جيلك بالغُربة مع الجيل الجديد.. فماذا عنك؟

- الجيل الجديد مختلف عن جيلنا، فهو أكثر حظًا منًا، فنحن نشأنا فى مناخ مختلف عنهم، ولكننى أتعلم منهم، وأتطور كثيرًا من خلال تواجدى معهم، فبعضهم لديهم موهبة عظيمة، لذلك منطقة الغُربة التى يتحدث عنها البعض من جيلى قد تكون بشأن إيقاعهم المختلف عن الإيقاع قديمًا، وهذا له علاقة بإيقاع العصر بأكمله، فأنا أحب التعامل معهم كثيرًا وأتعامل معهم مثلما أتعامل مع ابنتى،  فأنا من جيل وابنتى من جيل آخر ونعيش معا بشكل طبيعى.

•  ماذا عن طقوسك فى شهر رمضان؟ وهل تغيّرت عن الماضي؟

- الحالة الرمضانية لمنزلى ما زالت كما هى لم تتغير، ولكن رمضان قديما كان له مذاق خاص، من حيث الفوازير والأعمال الدرامية التى كانت على قنوات مُحددة، ولكنها كانت تسيطر على وجداننا جميعا، فلم يكن هناك التعددية الموجودة حاليا. رمضان كما هو بالنسبة لى ولأسرتى،  فهو شهر له خصوصيته وجماله أتمنى أن يُديمه الله علينا نعمة، فقديما كنت أقضيه مع والدى،  والآن اقضية مع ابنتى وأصدقائى وعائلتى.