أخيرًا.. حبوب لعلاج السرطان

خبر سار يتطلع إليه ملايين الناس..

أخيرًا تم التوصل إلى اختراع دواء يعالج مرض مزمن اشتهر بين الناس أنه بلا علاج.. هو السرطان.

أو «المرض الخبيث» كما هو شائع بين من يريدون تفادى اسمه اللعين.

فقد نجحت أبحاث وتجارب لتركيب دواء يقضى على انتشار السرطان فى الجسم بحيث يشفى منه المريض فى وقت مبكر وتتقلص معه ظاهرة الوفيات المتزايدة نتيجة الإصابة بهذا المرض الفتاك.

 

قام بهذه الأبحاث والتجارب السريرية فريق علمى وطبى بقيادة البروفيسورة «جوان دى بونو» خبيرة الأمراض السرطانية فى مستشفى رويال مارستان، التابع لهيئة التأمين الصحى، وبمشاركة من خبراء شركة «استرازنيكا». 

الدواء الجديد تمت الموافقة عليه من «الهيئة الوطنية للصحة والعناية المتفوقة» وهى الجهة الرسمية التى تعتمد الأدوية فى بريطانيا، وكانت قد رفضت اعتماده فى نوفمبر الماضى بدعوى أنه «علاج شديد التكلفة»، لكن الجمعيات الخيرية المعنية برعاية مرضى السرطان قامت بحملة طالبت فيها باعتماد هذا الدواء وتم التفاهم بين هيئة التأمين الصحى والشركة المنتجة بحيث يتوافر الدواء الذى أطلق عليه الاسم التجارى «لينبارزا» بتكلفة أقل تصل إلى 2500جنيه فقط الآن.

 

 

 نهاية سرطان الثدى

وقالت البارونة «ديليث مورجان» رئيسة جمعية مكافحة السرطان: بعض المصابات بسرطان الثدى من ذلك النوع الذى أصيبت به «أنجلينا جولى» ويسمى عادة «جين جولى» نسبة لها، سوف ترين إصاباتهن وقد انتهت بعد تناول هذا الدواء، ويوقف حالات الوفاة بهذا الداء المدمر.

وهذا الدواء سوف يغير حياة آلاف وربما ملايين البشر ممن يعانون من مرض السرطان الذى يصيب الثدى لدى النساء أو سرطان غدة البروستات لدى الرجال، حيث يمنحهم حياة جديدة وعمرًا أطول، ويقضى على معاناتهم الطويلة من خلال قتل الخلايا السرطانية أولاً بأول، والاستغناء عن العلاج الكيميائى المؤلم.

و«لينبارزا» هو عبارة عن أقراص يتم تناولها يوميا، ويطلق عليه اسم «إنجلينا جولى» النجمة السينمائية الأمريكية الشهيرة التى تحولت إلى سفيرة الأمم المتحدة للرعاية الصحية، وكانت قد أصيبت بسرطان الثدى، ولم يتيسر لها علاج مثل هذا، فاضطرت إلى إزالة الصدر، لوقف انتشار سرطان الثدى.

وأعربت جمعيات رعاية المصابين بالسرطان عن سعادتها بقرار اعتماد الدواء الجديد، معلنة أنه قرار تاريخى بالنسبة لحياة المصابين وعائلاتهم وأصدقائهم.

ويعتبر «لينبارزا» أول دواء يستهدف الجينات يتقرر أنه آمن ومؤثر فى القضاء على الانتشار السريع للخلايا السرطانية لدى الرجال، حيث يستهدف جينات وبروتينات معينة تتمكن من خلالها الخلايا السرطانية من النمو والانتشار، ويقضى عليها.

وتقول الدكتورة «جوان دى بونو»: بالنسبة للمصابين بانتشار سريع لسرطان البروستات، فهذا الدواء يغير حياتهم تمامًا، ويمد فى أعمارهم، ويقيهم من معاناة العلاج الكيميائى وعذابه، ويمنحهم وقتًا إضافيًا عظيمًا مع الأهل والأصدقاء، وبالإضافة لذلك فقد بينت تجاربنا على نحو 2000 امرأة فى المراحل الأولى من إصابتهن بسرطان الثدى، أنه تم القضاء على الجينات التى ترعى وتنمى خلايا هذا السرطان، كما تم تقليص حالات الوفاة الناتجة عنه إلى الثلث تقريبا (32 %).

وحوالى 10 % من المصابات بسرطان الثدى تكون إصاباتهن وراثية من خلال جين معين، كما حدث للنجمة «إنجلينا جولى»، حيث تم تشخيص إصابتها الوراثية فى سنة 2013 ولم يكن هناك دواء متاح وقتها مثل هذه الحبوب، فاضطرت إلى العلاج الوحيد الممكن لتفادى الموت وهو عملية جراحية تمت خلالها إزالة الصدر المصاب، حتى لا يتواصل انتشار المرض الخبيث.

فرصة للنجاة من الموت

وقد حققت الشركة التى صنعت الدواء نجاحًا كبيرًا بعد انتاجه حيث أصبحت أكبر شركة منتجة للأدوية فى بريطانيا، وسبق لها أن انتجت أدوية مضادة لأنواع أخرى من السرطان، كما أنها اشتهرت خلال أزمة انتشار وباء كورونا، حيث أنتجت أول تطعيم بريطانى مضاد له.

وقالت «أماندا بريتشارد» مديرة هيئة الصحة فى إنجلترا: هذا الدواء سيكون له تأثير عظيم على المرضى المصابين بأنواع مختلفة من السرطانات، ويعطيهم فرصًا هائلة للنجاة منها، كما أنه يمنح المصابين والمصابات بحالات مرضية خطيرة وانتشار زائد للمرض فرصة لزيادة أعمارهم.

أما الدكتورة «جوان دى بونو» فتضيف: إن «لينبارزا» هو مثال مهم على كيفية فهم جينات المريض وكيف يمكن استخدامها فى ابتكار دواء فعال للقضاء على المرض بقتل خلاياه، وهذا سيكون دواءً يغير حياة الجميع، المرضى والأهل أيضًا.. فهو دواء عندما يتم استعماله سوف يمكن أن يوقف حالات الوفاة.