الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
حبوب منع الحمل.. للرجال!

حبوب منع الحمل.. للرجال!

قريبًا -كما يعد العلماء- سيتم إنتاج حبوب لمنع الحمل يتناولها الرجال!



فالتجارب الأولية على الفئران حققت النجاح المنتظر.

وجارى تحضير العقار الجديد ليكون متوفرًا فى الأسواق فى وقت قريب.

والهدف معروف، وهو عدم التورط فى إنجاب مواليد غير مرغوب فيهم.

حتى لا يأتى المولود مثلاً، فى الوقت الخطأ، بينما لم تكتمل للعائلة الجديدة عوامل توفير حياة سعيدة لها ولطفلها.. أو يكون زيادة فى عدد مواليد العائلة، وعبئا عليها.

أو وهذا الهدف يهم الناس فى بلدان مثل بلدنا، مكتظة وتعانى من الانفجار السكانى المتسبب فى أضرار اجتماعية واقتصادية لا آخر لها، وتتطلع إلى وسائل مبتكرة لمنع الحمل والتخفيف من أعباء الزيادة المؤلمة لتعداد السكان.

فلو نجح العلماء فى التوصل إلى تصنيع وتوفير هذه الحبوب، سيتحقق أمل التمكن بقدر كبير، من السيطرة على معدلات زيادة السكان فى العالم كله.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

ويبقى السؤال: كيف سيتجاوب الرجال مع هذه الحبوب؟

هل سيتقبلون فكرة تعاطيها؟

كيف ينظرون إلى الفكرة؟

أسئلة أثارتها صحيفة بريطانية عريقة عمرها أكثر من مائتى سنة هى «التايمز» وواجهت بها بعض الرجال، فماذا كانت ردود أفعالهم وإجاباتهم؟

وجدت أنه من المفيد أن نطالع سويا بعض ما قالوه:

هل سأتذكر؟!

روبرت (58 سنة) متزوج:

الحبوب الجديدة للرجال لمنع الحمل.. أخبار سارة ومبشرة، مع أنها مازالت فى مرحلة التجارب، بين الفئران والرجال، لكن عندما تتحول إلى حقيقة واقعة.. إذا حدث ذلك، وأصبحت متاحة فى السوق، ولا أظن أن هذا سيحدث فى القريب العاجل، فسوف أتعامل مع هذه الحبوب، لكن المشكلة هى: هل سأتذكر فى كل مرة؟

بالعودة إلى بداية حياتى المشتركة مع رفيقتى فى الثمانينيات، لو كانت هذه الحبوب موجودة لكنت تناولتها دون سؤال، واعتمدت عليها، لكن هل كانت «هى» متيقنة وواثقة من تناولى للحباية؟..لا.. لا أعتقد!

لكن لأن هذه الحبوب الرجالى يجب تعاطيها قبل ساعة أو على الأقل نصف ساعة من الممارسة، فهناك مشاكل..بالنسبة للمراهقين، فهذه الأمور لا تمارس عندهم، بترتيب كما البالغين، فهذه الحبوب إذن غير ملائمة لهم.

فمن هو الشاب المراهق الذى سيكون لديه الصبر الكافى لابتلاع الحباية قبل ساعة من العلاقة؟

أما بالنسبة لى الآن فأنا لا أثق فى ذاكرتى.. سأنسى، وأى رجل لا يحب أن يواجه حمل شريكته على غير رغبتها ورغبته، والحل عندى هو الاعتماد على تناولها هى حبوبها! ديفيد (31 سنة) لم يتزوج بعد:

إذا اعتمدنا على ما هو معلن من أن هذه الحبوب التى يقال لنا أنها ستكون فى المتناول قريبا، فإنها تعتبر «حبوبا سحرية» وسوف يكون المطلوب فقط هو تناولها قبل ساعة أو أقل من المعاشرة، فى هذه الحالة سيكون من الطبيعى أن أتناولها.

وفى الواقع لو كان كل المطلوب هو تعاطى هذه الحبوب، لمنع مشاكل الحمل غير المرغوب فيه، فلم لا أتناولها.. وتساورنى الآن فكرة أخرى: لماذا لا تكون هناك حبوب تعطل الشهوة الجنسية مؤقتًا، ليوم أو أكثر؟!

فى حالتى الخاصة فكرة أن يولد لى طفل فى جو وظروف تجعله غير مطلوب وغير محبوب لأنه ولد كحادث لا نملك أنا أو هى وقفه أو منعه، هى مأساة له ولنا.. طفل غير مرغوب فى وجوده.. ما ذنبه؟!

هذه الحبوب لو ظهرت فى الأسواق فسوف تحل مشكلة كبيرة يعانيها الناس فى كل مكان فى هذا العالم، هى الزيادة المرعبة فى عدد سكان الكرة الأرضية أكثر من ثمانية بلايين نسمة، هذا فوق طاقة الأرض.

فكرة غير عملية

بن (30 سنة) مرتبط:

الفكرة ثورية، تعجبنى.. لكن أعتقد أنها غير عملية، فالمعاشرة لا تتم وفق برنامج زمنى، وترتيب وجدول يجب أن تتبعه وأن تتناول الحباية قبل ساعة أو أقل من الذهاب إلى الفراش.

للأسف أقول إن هذا الاختراع الذى يجرى الآن إعداده للإنتاج مع وعد بتوفيره فى الأسواق فى أقرب فرصة، لم يضع فى الاعتبار طبيعة العلاقة التى تترتب عليها المعاشرة، اختراع لا يتناسب مع حقيقة ما يدور فى العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، فالمسألة لا تتم بتوقيت محدد، فهى ليست عملية روتينية مملة، ولهذا لا تستطيع كرجل أن تتناول الحبة قبل ساعة أو نصف ساعة، بينما تعاطى المرأة لحبوب منع الحمل الخاصة بها يوميًا، قد أصبح معتادًا وتم تجاوز الكثير من أعراضه الجانبية، وهو لا يرتبط بتوقيت محدد مثل حبوب الرجال المنتظرة، قبل ساعة أو أقل.

ودعونى أكون واضحًا، أنا أؤيد فكرة المسئولية المشتركة بين الرجل والمرأة وخاصة فى مسألة الإنجاب، فإذا نجحت حبوب منع الحمل للرجال، فى أن تعمل فورًا، فستكون ناجحة جدًا، لكن العلاقة الحميمة لا تتم وفق جدول زمنى.. وهنا المشكلة.