الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
صاحب زوجتى وصديقة زوجى!

من بين السطور

صاحب زوجتى وصديقة زوجى!

الصداقة كلمة تعنى الكثير فى العلاقات الاجتماعية بين بنى البشر وقد يتساءل البعض هل المعنى الحقيقى لها نتيجة العشرة بين الناس أم المواقف الإيجابية أم هناك شىء آخر؟.



وُحسن اختيار الصديق شىء ضرورى وهام جدًا فى حياتنا، فالصديق الوفى تجده أو تراه كخير معين وقت الشدة أو الأزمات، وكذلك أيضًا يشاركك أفراحك ويشاطرك الأحزان.

والصداقة بمعناها الواسع والفضفاض تولد من خلال العشرة الطيبة أو المواقف الإيجابية والنبيلة التى لا تُنسى ومن الممكن جدًا أن تجد الزوج خير صديق لزوجته أو العكس الزوجة صديقة وفية لزوجها قبل أى شيء، فالعشرة بين الزوجين قد تنتهى فى أى وقت أو تستمر إلى ما لا نهاية أو حتى الموت غير أن المواقف تظل قائمة أو مستمرة وتبقى إلى الأبد أو لحين إشعار آخر, والمواقف دائمًا وأبدًا هى الأكثر تأثيرًا فى بناء الثقة بين إنسان وآخر ولكونها تبرز الجانب أو المعدن الأصيل عند الشخص المراد الاقتران به كصديق, فقد يجد الشخص نفسه وحيدًا فلا أحد يقف بجواره ولا أحد يغطيه أو يشاركه المواقف بمختلف صورها، ولهذا كله يجب أن نعلم أولادنا كيف يختارون الأصدقاء ويدققون فيهم، إذن ما هى الصداقة الحقيقية بعيدًا عن أى تزييف أو مصالح شخصية أو بما نعرفه بصداقة المصالح، فالصديق الوفى هو الذى يقدم لك النصائح الخالصة التى تتسم بالصدق بعيدًا عن أية أغراض أو تزويق أو الدخول فى بند المجاملات الذى يستهدف مصلحتك.. والصديق الوفى هو الذى يقف بجانبك فى مختلف المواقف حتى لو كنت مخطئًا أو غلطان ليقدم لك النصيحة الخالصة والمفيدة, فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعى لا يمكنه أن يحيا أو يعيش بمفرده, والصداقة رمز أصيل لمعنى التواصل الاجتماعى والترابط أو الألفة وروح المودة التى يجب أن تسود بين كل الناس. والصداقة لا ينبغى أن تكون مع أى إنسان وإنما مع الشخص الذى أضع ثقتى فيه وأرتاح معه وله وبشرط أن يكون هو كذلك على نفس الوتيرة أو الشعور.

والصداقة تعنى الصدق فى كل شيء لكونها تقام على أسس متينة أو سليمة وليست من أجل أغراض شخصية أو منفعة خاصة أو خدمة ما.

وقد تتجلى هذه النوعية من الصداقة داخل أفراد الأسرة الواحدة ما بين الزوج أو الزوجة أو كذلك بين الأب وأبنائه أو الأم وأولادها أو كذلك بين الإخوة والأخوات. والصداقة تتعمق وتمتد جذورها فى الإنسان الذى تريده وتستريح معه وتتمنى له الخير ولا تحقد عليه بشرط أن يبادلك نفس الشعور أو التوجه، فالصديق الوفى خير من كل كنوز الدنيا فى الوقت الذى نرفض فيه الصداقة الزائفة أو التى تعتمد على الطرق الملتوية أو غير الشريفة. وفى المقام الأول اجعل من زوجتك صديقة وفية لك أو خير صاحب ومعين وأنتِ أيتها الزوجة اجعلى زوجك الصديق الأول والأخير فى حياتك، وأنت أيها الزوج لا تهمل زوجتك ولا تتجاهلها وكن لها خير صديق قبل أى شيء آخر.

فالصداقة الهشة تنهار وتسقط سريعًا وتهوى لكونها دون أساسات متينة أو جذور عميقة, وأنت أيها الإنسان عليك أن تدرك جيدًا بأن الصديق الزائف يتربص بك ولا يريد لك خيرًا ويتخلى عنك فى أى لحظة طالما أن ذلك ضد مصلحته الذاتية «الأنا» ولكنه بصداقته المزيفة يريد أن يحاصرك ويخدعك إلى ما لا نهاية.

لذا أنصحك باختيار الصديق بكل دقة وأن تبتعد عن الصداقات الهلامية التى تعتليها الشوائب وتصل إلى حد الخيانة وما أجمل أن ترتبط بالصديق المناسب أو الخل الوفى لكونه لا يقدر بثمن.