الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قال لـصباح الخير إنه لا يحب السير على السجادة الحمراء

أحمد عيد: محبة الجمهور «ثروة حقيقية».. واعتذرت فى البداية عن «عملة نادرة»

عندما يغيب الفنان طويلًا تصبح العودة حدثًا يثير الانتباه، لكن أحمد عيد لم يكتف بمجرد العودة، ولا بتقديم شخصية مؤثرة فى مسلسل يصنف الآن بأنه أحد أبرز أعمال الموسم من الناحية الفنية؛ بل جعل صورة العودة مركبة ومتعددة الزوايا، فهو لم يدخل من باب الكوميديا كما اعتاد عليه الجمهور منذ 25 عامًا؛ بل قدم شخصية جديدة عليه تمامًا فى «عملة نادرة»، لتكون المرة الأولى التى يظهر فيها فى دور الشرير، لكنه الشرير الصامت الذى يحرك الأحداث دون لفت الأنظار، ولتكون المرة الأولى أيضًا التى يقتل فيها الممثل المحبوب على الشاشة، بل الضحية شقيقه وهى «التفصيلة الدرامية» التى تردد فى قبول الدور بسببها فى البداية. 



لا يعرف الفنان أحمد عيد كيف دخل فى قائمة ترشيحات أبطال مسلسل يدور فى أقصى الصعيد ويتناول قضية غاية فى الجدية، عدم توريث الأرض للسيدات واستبدالها بالنقود، كل ما يقوله حول شخصية «مسعود عبدالجبار» أنه تردد كثيرًا عندما قرأ السيناريو، صعيدى لأول مرة، شرير لأول مرة، وقاتل أيضًا لأول مرة، شعر فى البداية أن الجلباب الصعيدى لن يكون مناسبًا له، لكن المخرج محمد العدل «ماندو» حسم تردده سريعًا، مكالمة هاتفية أعطته ثقة فى أنه الاختيار المناسب للدور، لتبدأ رحلة طويلة من الاستعداد، داخليًا وخارجيًا، بداية من دراسة الشخصية وانفعالاتها وكيف سيؤدى الشرير الصامت الذى يقول عكس ما يفعل، وخارجيًا كيف سيتدرب على اللهجة التى لم يمثل بها من قبل وباقى التفاصيل وصولًا لمشاهد لا تخلو من الأكشن.

 

رئيس قسم الفن مع أحمد عيد
رئيس قسم الفن مع أحمد عيد

 

الاطمئنان قبل المشاهدة 

عبر أحمد عيد لـ«صباح الخير» عن سعادته الغامرة بردود فعل الجمهور، لكن لا يخفى وهو يتكلم دائمًا بتلقائية أنه عادة ما لا يرضى عن ما يقدمه وأنه رغم الإشادات لا يشاهد الحلقات فور عرضها؛ بل ينتظر ويتحسس ردود الفعل أولًا، لدرجة جعلته يظن أن ترحيب الجمهور يحمل قدرًا من التعاطف بسبب غيابه الطويل، لكن ما يريد أن يصل للجمهور عنه أنه لم يكن غائبًا عن عمد، ربما العروض أقل من المعدل الذى يناسب مشواره، لكنه اعتذر عن أكثر من عمل فى رمضان وخارج الموسم بسبب عدم التحضير الكافى، وعدم اكتمال السيناريو، وأيضًا عدم تناسب الشخصية مع فترة الانتظار الطويلة. 

هل الممثل الكوميدى مظلوم، حيث يراه الناس غير قادر على تقديم أداء مختلف ولهذا فوجئوا بشخصية «مسعود» وما فعله فى شقيقه ضمن أحداث «عملة نادرة»، يرى عيد أن الجمهور معذور، فالاعتياد على مشاهدة الممثل الكوميدى فقط يلقى ايفيهات فى مواقف لا تحتاج لقدرات تمثيلية عالية ربما يجعل المتفرج يستبعد متابعة نفس الممثل فى قضية جادة، لكن المهم أن يكون الفنان من داخله مستعدًا لهذا الموقف، يضرب مثلًا بعبد المنعم مدبولى، أحد أسطوات الكوميديا فى القرن العشرين ومع ذلك عندما قدم شخصية درامية فى «احنا بتوع الأتوبيس» أثر فى الجمهور لحد البكاء. 

واحد كفاية 

قبل «عملة نادرة» تلقى أحمد عيد عرضين للمشاركة  فى الموسم الحالى  لكن «النصيب» ذهب لمسلسل مدحت العدل، هل يعنى ذلك أنه كان مستعدًا للتواجد بأكثر من مسلسل؟ يقول بطل «أنا مش معاهم» أن هذا الأمر مستبعد للغاية، لم يجرب من قبل ولا يظنه سيفعل تصوير شخصيتين فى نفس الوقت، لا يجيد لعبة جدولة المشاهد والمواعيد، لا يعنى هذا أنه يلوم من يفعلها لكنها مدارس واتجاهات، وقد اعتاد منذ بداياته الفنية أن يمثل وهو مستمتع بالشخصية دون أى تشويش أو ضغوط.

الحلقات المقبلة من المسلسل ستشهد مفاجآت وتحولات عديدة، لا يفصح بالطبع عن تفاصيل لكنه يتمنى استمرار إعجاب الجمهور بالشخصية، فالممثل فى العمل الرمضانى يكون مع اختبار جديد كل يوم، مؤكدًا سعادته بالعمل مع مخرج مجتهد مثل ماندو العدل، وأمنياته بالتعاون مع أسماء بارزة مثل شريف عرفة ومروان حامد ومحمد شاكر خضير وتامر محسن، يشعر عيد أن لديه الكثير الذى يريد تقديمه للجمهور العربى، لكنه مصمم على اتباع نفس  الفلسفة، تواجد قليل عن قناعة أفضل من وجود متكرر لا يبقى أثرًا. 

 

مشهد من عملة نادرة
مشهد من عملة نادرة

 

فلسفة الظهور 

لكن أليس للجمهور عليه حق؟ الفنان المحبوب لا يظهر حتى فى المهرجانات والفعاليات الفنية، لا يخفى عيد سرًا بأنه لا يتلقى دعوات من معظم المهرجانات، لكنه حتى لو تلقاها عادة لا يذهب، لا يحب السير على السجاجيد الحمراء إلا لو كان لديه عمل يشارك فى نفس الفعالية، أما الظهور من أجل الظهور فلم يفعلها فى البدايات فكيف سيلجأ لهذا الأسلوب فى سنوات الخبرة والنضوج. 

محبة الجمهور التى يعتبرها ثروته الأكبر، لا تمنع اندهاشه من خروج بعض الشائعات مثل «إصابته بالاكتئاب» لأنه ظهر فى حفل بالرياض بلحية طويلة، لهذا اضطر وقتها للرد بأنه يشارك فى مسرحية أى لا يجلس فى البيت دون عمل، واللحية من ملامح شخصية «مسعود» التى رآها الجمهور بالفعل مع بداية رمضان.

ماذا بعد رمضان؟

ماذا بعد الموسم الحالى؟ ينتظر عيد حل مشكلة فيلم «أهل الكهف» الذى يعول عليه كثيرًا فى السينما، كما يبحث عن منتج لفيلمه الجديد «الشيطان شاطر»، مؤكدًا أنه قرر التوقف عن تقديم أفلام كوميدية متوسطة التكلفة، فلديه قصص وشخصيات تحتاج إلى تكلفة إنتاجية أعلى حتى يشعر الجمهور بأنه لا يقف عند مرحلة تجاوزها الزمن.

أخيرًا، ماذا يفعل الفنان الكوميدى فى شهور الانتظار الطويلة، يجيب عيد بأنه «يحب العزلة» ويفضلها على تقديم عمل لا يقتنع به أو موضوع يضيف الجديد للجمهور، لا يعنى هذا أنه بعيد عن الوسط الفنى، بالعكس يتواصل باستمرار مع الأصدقاء والزملاء، لكنه أبدًا لا يسعى وراء دور ولا يلح من أجل شخصية، مدركًا أن المهم هو النتيجة النهائية ونجاح «عملة نادرة» خير دليل على أنه ربح رهان الانتظار.