السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ممنوع الحب فى أوكسفورد!

ممنوع الحب فى أوكسفورد!

ممنوع الحب!



قرار اتخذته مؤخرا إدارة جامعة أوكسفورد..

والمقصود هو الحب والعلاقات العاطفية بين الأساتذة والطالبات فى الجامعة وقد تم إنذار جميع الأساتذة والموظفين بأن من يقيم علاقة عاطفية أو جنسية مع طالبة، سيكون مصيره الفصل.

لماذا تمنع إحدى أعرق جامعات العالم الحب بين طالباتها وأساتذتها؟..

 

هناك أكثر من سبب، أولها شكوى اتحادات طلاب الجامعة من أن هذا النوع من العلاقات يتسبب فى فساد العملية الأكاديمية حيث يختل نظام تقييم الطالبات عندما تربطهن علاقات عاطفية مع أساتذتهن..

وهناك شكاوى كثيرة من وقائع تتعلق بهذا الفساد، الذى يؤذى سمعة الجامعة ويهز القيم والمعايير ويشوه فكرة بقية الطلبة والطالبات عن جامعتهم.

وقد أعلنت الجامعة قرار منع علاقات الحب والعواطف والجنس بين الطالبات والأساتذة والموظفين، وإنه سيتم فصل من يخالف هذا القرار وذلك ضمن سياسة جديدة شديدة اعتمدت مؤخرا.

وحذرت الجامعة من أن قيام أى علاقة حميمة بين هؤلاء وبين الطالبات سيخرّب العلاقة المهنية التى تجمع الطرفين، ويلغى الحدود المتعارف عليها بينهما. وأضافت أن هذه السياسة الجديدة قد تم تطويرها وتحديدها خلال عدة شهور وبعد استطلاعات واستشارات وبعد دعوات من جانب اتحادات الطلاب تطالب بمنع هذه العلاقات المفسدة للحياة الجامعية الأكاديمية.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

يحدث الآن

وكانت لجنة من اتحاد الطلبة تطلق على نفسها «يحدث هنا الآن» قد بدأت حملة منذ سنتين ضد العنف الجنسى حذرت خلالها من أن قيام هذا النوع من العلاقات يثير قضايا تتعلق بعدم تكافؤ القوى بين الأساتذة والطالبات، بمعنى أن يكون للأستاذ نفوذ قهرى على الطالبة، أو انتشار ظاهرة تحيز الأستاذ للطالبة التى تجمعه بها علاقة من هذا النوع، عاطفية كانت أم حسية، ما يترتب عليه ضياع عامل الثقة فى العملية الأكاديمية.

وفى ظل القواعد المعمول بها قبل إطلاق هذه السياسة الجديدة، كان السائد هو عدم تشجيع قيام هذه العلاقات أساسا، وكان المطلوب من الأستاذ أن يعلن الإدارة عن هذه العلاقة إن وجدت، ولم يكن الحب ممنوعا بين الأستاذ وتلميذته، لكن الظاهرة انتشرت بما اقتضى اتخاذ هذه السياسة المتشددة الجديدة.

وليست جامعة أوكسفورد هى الوحيدة التى تتبع هذه السياسة الآن، بل إنها جاءت متأخرة فى تطبيقها عن عدد صغير من الجامعات البريطانية الأخرى التى منعت قيام علاقات شخصية عاطفية وحسية بين الأساتذة والطالبات، مثل الكلية الجامعية فى لندن وجامعة نوتنجهام.

وكان «مكتب الطلبة» وهو أعلى هيئة تعليمية رسمية تنظم قواعد الحياة الجامعية فى بريطانيا، قد أجرى استشارات منذ شهر حول وضع قواعد جديدة للجامعات لمواجهة مشاكل التحرش الجنسى فيها.

وتتضمن الخطة إما إجبار الأساتذة والموظفين على الكشف عن علاقاتهم بالطالبات، أو منع قيام هذه العلاقات من الأساس.

سلوكيات سيئة

وتقول «سوزان لابوورث» كبيرة مديرى المكتب:

إن أغلبية العاملين فى مجال التعليم العالى يتصفون بالسلوكيات السوية تجاه الطلاب والطالبات، لكننا لاحظنا أنه يمكن أن يكون هناك عدم توازن قوى فى العلاقات الشخصية بينهم وبين الطالبات ما يسمح لبعضهم باستغلال هذه القوة فى التحرش بهن أو السلوك الجنسى غير المسئول تجاههن.

وكشف تحقيق مؤخرا عن أن هناك طالبات تقدمن بشكاوى من أن بعض العاملين فى جامعة أوكسفورد قد أقدموا على التحرش بهن جنسيا فى السنوات الخمس الأخيرة، لكن لم يعاقب بالفصل نتيجة ذلك سوى موظف واحد فقط.

وقد طالب اتحاد طلبة الجامعة بوقف جميع الأساتذة والمحاضرين والموظفين الذين يتم الإبلاغ عن تحرشاتهم واعتداءاتهم الجنسية على الطالبات فورا. وقال متحدث باسم جامعة أوكسفورد أن إدارة الجامعة تعمل بجدية لتهيئة أجواء تتيح لطالباتنا الشعور بالأمان، بحيث لا نتسامح مع المضايقات والتحرش الجنسى 

وأعلنت الجامعة أن السياسة المتشددة الجديدة فى العلاقة بين الأساتذة والطلاب، لم توضع كرد فعل لما ورد فى بيان مكتب الطلبة، لكنها سياسة عامة تتبعها جامعات عالمية الآن لتقنين العلاقة بين طرفى المعادلة الأكاديمية وقد قامت جامعات أمريكية مرموقة مثل هارفارد وبرنستونوييل تطبق هذه السياسة بالفعل ومنعت قيام علاقات عاطفية بين الأساتذة والطالبات.