الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
«الضمير» والذى منه!

من بين السطور

«الضمير» والذى منه!

أن تعمل بكل جدية وبضمير يقظ أو نية صافية، ذلك هو المطلوب أو المراد، وهذا التوجه يأتى فى المقدمة نحو حياة أفضل ولأن سوء الضمير والتصرف الخادع أو عدم النية الخالصة أو السليمة يدفع بنا إلى النفق المظلم أو طريق اللاعودة فالحب دائمًا يبنی أما العكس فيؤدى بنا إلى الهلاك ويصل بنا إلى الهاوية، وبدلاً من أن أضمر الشر للآخر بغية التخلص منه أو الانتقام لابد أن أفكر بعمق على أن أتحلى بالتعقل بعيدًا عن الانسياق وراء العواطف الخادعة أو المجنونة التى يتخلى عنها العقل أو المنطق وتبتعد كثيرًا عن عالم الإنسانية.



فلا أحد من الناس لا يخطئ أو يغلط رغم أن أى إنسان يعمل حسب ضميره أو نيته التى قد تدفعه إلى الخير أو العكس وهو الشر، وطبعا كل واحد وحسب ضميره، ومن الطبيعى عندما نحقق أى نجاح أن نكون على أعلى درجة من السمو الروحى والتقرب من الله ممزوجًا بالنية الصافية الخالصة والضمير اليقظ الخالى من أى شوائب أو أغراض ذاتية إلى جانب الشفافية المطلقة، وطبعًا كل واحد حسب ضميره يحاسب نفسه قبل الشروع فى أى شىء فعليه أن يتخلص من الشهوات الانتقامية أو المؤذية أو كذلك تصفيات الحسابات وبشرط أن يتطهر تماما من الذات أو «الأنا».

أما كونك تجد نفسك تحيا أو تعيش حالة من السخط والغليان أو الحقد الدفين نحو شخص ما فذلك يضعك فى خانة الضمير وإذا لم تتخلص من النزعات المريضة وغير السوية تدفع بنفسك فى موضع الاتهام، فمن الممكن أن تجد نفسك ناجحًا أو موفقًا فى أى مجال أنت تحبه إلا أن ذلك يكون منقوصًا أو غير مكتمل خاصة إذا كان هذا النجاح دون نية صافية أو ضمير خالص.. فالنجاح يعنى مزيدا من الجهد والعرق ممزوجًا بالبذل والعطاء وفى المقدمة مسألة الضمير الحسن والنية الطيبة الخالصة، ونحن كبشر لا نخلو من الأخطاء أو المعصية فهذه طبيعة الإنسان.

كما أن نجاحك مرهون بعدة مقومات أولها مراعاة ضميرك أمام «الله» جل جلاله وأمام نفسك فى كل صغيرة أو كبيرة ولأن الله خلقنا فى وئام ومحبة إلى يوم الدين فالله محبة، والمحبة تعنى العطاء قبل الأخذ فعليك أن تحب لأخيك الإنسان كما تحب لنفسك، وأن تفرح لغيرك مثلما هو لنفسك وتشاطره كذلك الأحزان.

وهنا ونحن نجتر أو نستعيد تلك الذكريات الجميلة والكلمات المضيئة البراقة التى تبرهن على أن الحياة مشاركة بين الإنسان والآخر، ولأنه «ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط».

فالناس طوال مشوار الحياة تقضى سنوات عمرها ما بين الفرحة أو السعادة أو كذلك الألم والحزن والأوجاع، وهنا تتواصل مراحم الترابط والإنسانية لنهنئ أنفسنا فى الأفراح والليالى الملاح، أو كذلك نشاطر بعضنا وقت الحزن والأزمات، فالعالم أو الخليقة كلها تحيا أو تعيش بالحب والضمير والنية الصافية.

وأختم كلامى بأن النية الطيبة والضمير الصافى يصنعان المعجزات وهما مفتاح الحياة نحو الأفضل، وعليك يا إنسان أبوضمير نقى أن تتحلى دومًا بالحكمة والتعقل وتتعامل مع ربك قبل أى شىء آخر.

ولنؤكد بأن من يزرع يحصد إياه، فإن كان ذلك خيرا فله، وإن كان شرا فعليه، ونحن متمسكون بالحق والعدالة الإلهية فى كل سنوات عمرك وعلى أن تعمل دائمًا فى مخافة الله واضعًا فى الاعتبار الأول والأخير تلك الآية القرآنية المنيرة «فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره» صدق الله العظيم.