الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى شهــر المــرأة

«حلمى وحنان».. البحث عن حرية النساء

تظل المرأة دائمًا هى الملهمة والمحرضة على الإبداع والخيال. وفى الفن عمومًا والفن التشكيلى بوجه خاص تحظى المرأة بحضور لافت، ويعبر كل فنان وفنانة عن رؤيته لعالم المرأة وما يحتويه من ثراء وتعدد. وفى أحدث معارض الفن التشكيلى التى تتناول قضية المرأة نجد معرضين مميزين، تم افتتاحهما الأسبوع الماضى، الأول للفنان الكبير حلمى التونى بعنوان «أنا حرة». ويجاوره معرض «افرد جناحك» للفنانة حنان يوسف.



 

والمعرضان يكملان بعضهما البعض، وكل منهما عبّر عن قضية المرأة بأسلوبه وطريقته الخاصة، وإن اشتركا فى فكرة اللجوء إلى تيمة واحدة، وهى استخدام الأجنحة كمحرض على التخلص من المشكلات والقيود التى تعانى منها المرأة والتحليق فى عالم أكثر حرية.

أنا حرة

الفنان حلمى التونى ليس جديدًا على عالم المرأة، هى موجودة فى كل لوحاته ومعارضه السابقة، لكن فى معرضه الجديد تناول زاوية مختلفة، وقد اختار عنوانًا شهيرًا «أنا حرة» وهى رواية شهيرة للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس للتأكيد على اختياره والطريق الذى يسلكه فى أعمال معرضه.

ونجده يوضح ذلك قائلًا: «أنا حرة، ليس عنوان رواية إحسان عبدالقدوس الشهيرة.. بل هو عنوان معرضى، وموضوعه، كما فى كل لوحاتى ومعارضى، هو المرأة، فالمرأة كانت ملهمة الفنانين عبر التاريخ والعصور، وأول تمثال فى التاريخ وجد فى أحد الكهوف يمثل امرأة.. واستمرت المرأة وجمالها مصدر إلهام للفنانين عبر العصور من الحضارة المصرية القديمة إلى اليونانية والرومانية، ثم عصر النهضة وصولاً إلى أيامنا هذه.

ويكشف التونى عن فكرة المعرض قائلًا: «إن جمال المرأة ليس هو فقط موضوع المعرض، بل ربما ما هو أهم من الجمال.. وهو «الحرية»، فالمرأة، أكثر من الرجل، وعلى مر العصور، تعرضت، وما زالت للقهر والكبت وسلب الحرية، وفى هذا المعرض أقدم ثلاثين لوحة تمثل «المرأة المجنحة» فى تكوينات وحالات متنوعة».

ولكن لماذا لعب على تلك التيمة؟ 

والإجابة كما يقول الفنان الكبير: «لقد اخترت الأجنحة لتكون زينة المرأة الحرة، ورمزًا لحريتها وتحليقها وطيرانها».

استخدم التونى ألوانه الزاهية، وكذلك التيمات والرموز الشعبية التى يحرص على استخدامها دائمًا للوصول لرسالته الفنية.

 

 

 

افرد جناحك

المعرض الثانى للفنانة حنان يوسف بعنوان «افرد جناحك»، عبرت فيه «يوسف» من خلال أكثر من عشرين لوحة بخامات مختلفة عن قضية المرأة وأحلامها بهدف واضح كما تقول: «دعم النساء فى نضالاتهن، سواء كانت صراعات مجتمعية أو عائلية أو قائمة على النوع أو مجرد أشخاص يحاولون تحطيمهن.. لكل هؤلاء النساء، أقول: لا تدع أى شخص يضغط عليك أو يمنعك من الوصول إلى إمكاناتك الكاملة. اقطعوا الحبال وحرروا أنفسكم من السلاسل.. لا تدع أى شخص يخبرك أنك لست كافيًة أو أن هناك أى شىء لا يمكنك فعله. لا تدع أى شخص يضعك فى صندوق ويعتقد أن هذا هو المكان الذى تنتمى إليه. ليس هناك ما لا يمكنك القيام به».

 

 

 

 

وتواصل تأكيد فكرتها قائلة: «عليكِ أن تؤمنى بنفسك وتجعلى تلك الأجنحة تنمو. انطلقى فى رحلة واكسرى كل الروابط التى تعيقك، وقطعيها حتى تصل إلى السماء، لأن السماء هى الحد. حلقى وادعمى الأخريات ليطرن معك فوق السحاب. تسلقى تلك الشجرة وتسلقى هذا السلم، واتبعى هذا الحلم، واتبعى الطيور بدون قيود أو شروط؛ الخيوط الوحيدة المسموح بها هى تلك التى تشدنا إلى مصيرنا المستحق».

ولأن الفنان دائمًا يفكر فى الأمل، تقول الفنانة حنان يوسف: «وسط كل الفوضى فى العالم، هناك دائمًا مخرج، حل لأية مشاكل، لذا ابحثى عنه وحلقى لا تدعى العالم أو أى شخص يغرقك فى مشاكل أو مشاعر الهزيمة والعيوب، علمى نفسك السباحة والارتقاء فوقهم جميعًا».

ويدور معرض «افرد جناحك» حول دعم جميع النساء ليصبحن على طبيعتهن.. للتغلب على جميع العقبات والتغلب عليها، سواء كانت بشرًا أو ظروفًا أو مخاوف خاصة. يمكن للجميع تحقيق حلمهم، نحتاج فقط إلى تحرير أنفسنا من السلبية المحيطة بنا.

وفى رسالة كل من المعرضين لحلمى التونى وحنان يوسف للمرأة نرى أن  تلك الأجنحة تنمو وإذا نمت تجد المرأة نفسها الحقيقية. كل أحلامها وآمالها قابلة للتحقيق.. عليها فقط أن تؤمن بنفسها.

وبروح داعمة للمرأة ستذهب نسبة من ربح هذين المعرضين إلى أحد مستشفيات سرطان الثدى، خاصة أن المعرضين ينظمان فى شهر مارس المخصص عالميًا للاحتفاء بـ «المرأة».