السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
حروب أوسكار

حروب أوسكار

أقيم حفل أوسكار الـ95 هذا العام يوم الأحد 12 مارس.. وكان فى البال طبعًا اللكمة التى وجهها الممثل الأمريكى ويل سميث لمقدم الحفل الكوميدى كريس روك العام الماضى.. وسط ذهول الحاضرين وصدمة المشاهدين لهذا الحدث السنوى السينمائى الكبير. وبالطبع تذكر عشاق السينما أيضًا ما تفجر مع ترشيحات أوسكار عام 2016 من قضية رأى عام بسبب ترشيح 20 ممن هم وهن من أصحاب البشرة البيضاء لكل أدوار التمثيل فى الأفلام، ومن هنا انطلقت حملة «أوسكار أبيض جدًا» لتعديل الحال المايل كما قيل حينذاك.



 

ويرى البعض أن حفل أوسكار السنوى وما له من بريق وإبهار بدأ يتغير (أو يبهت قليلاً) مثلما تغيرت هوليوود والسينما الأمريكية وأهواء المشاهدين والمشاهدات لها وأيضًا مزاجهم المتقلب واختياراتهم المحيرة فى تفضيل الأفلام إنتاجًا وإخراجًا وتمثيلاً. إلا أن رغم كل هذه الانتقادات فإن الإبداع السينمائى ما زال حيًا و«الأفلام لسه ممكنة» ومن يدققون فى بحثهم عن أفلام لها قيمة ومعنى لا يتوقفون عن البحث واكتشاف أفلام جيدة.. وعن الإشادة بما هو فيلم جميل وشيق وممتع وموحٍ ويطير بك فى السماء.. إنه سر الفيلم وسحره فى جملة.

 

 

ريشة: عمرو الصاوى
ريشة: عمرو الصاوى

 

ويكشف كتاب عنوانه Oscar Wars (حروب أوسكار) صدر منذ أسبوعين تفاصيل ما تم من مؤامرات ومواجهات ومصادمات بين شركات الإنتاج السينمائية اشتعلت وراء الكواليس من أجل الفوز بجوائز أوسكار. الكتاب من تأليف مايكل شولمان الكاتب بمجلة نيويوركر. ومن المعروف أن الحفل الأول لجوائز الأكاديمية (صاحبة أوسكار) أقيم يوم 16 مايو 1929 كحفل عشاء فى فندق هوليوود روزفلت بلوس أنجلوس. أما أول حفل يذاع تليفزيونيًا حيًا مباشرًا فكان حفل أوسكار الـ25 والذى أقيم يوم 19 مارس 1953.

مجلة تايم الأمريكية وهى تختار 12 من نساء لهذا العام أثبتن وجودهن من جميع المجالات ومن جميع بقاع العالم يبدو أنها لم تتردد كثيرًا فى أن تختار ممثلتين لهما حضور متميز فى عالم السينما. الممثلة السمراء أنجيلا باسيت 64 عامًا بما لها من تاريخ تمثيل ممتد عبر أكثر من ثلاثين عامًا.. وهى صاحبة رأى واضح وموقف جرىء ورؤية ثاقبة تجاه قضايا المرأة والسود. أما الممثلة الأخرى فهى كيت بلانشيت (53 عامًا) التى صارت علامة مميزة وجميلة فى الأداء وفى الحضور الآسر على الشاشة. نضوجها الفنى بات لافتًا للانتباه فى السنوات الأخيرة وتحديدًا فى العام الماضى مع فيلم «تار» وأدائها لشخصية ليديا تار مؤلفة موسيقية وقائدة أوركسترا.وقد تم ترشيحها لأوسكار أحسن ممثلة. كيت بلانشيت حسبما ذكرت «تايم» ترى أن النساء كائنات شديدة التعقيد.. ومن ثم ما تقدمه هذه الممثلة تمثل تجسيدًا للتعقيدات الإنسانية الأنثوية.

بداية كيت مع التمثيل وكما حكت هى نفسها  كانت فى مصر ودور صغير كومبارس فى فيلم كابوريا من إخراج خيرى بشارة وكانت كيت فى الـ18 من عمرها.

ويبدو أن الحديث عن حالة السينما فى العالم صار حديثًا ذا شجون حتى فى أمريكا ذاتها.

هل فعلاً السينما اليوم فى حالة فوضى.. هكذا تساءلت ووصفت آنا هورناداى الناقدة السينمائية لصحيفة «واشنطن بوست».. فسلاسل دور السينما تعانى من أزمات مالية متتالية والاستديوهات تحاول أن تتماسك اقتصاديًا وتستمر فى عملها.. وبالطبع منصات البث تحاول جاهدًا أن تحافظ على ود المشاهدين أو المشتركين ليستمروا معها.. ونقرأ أن كاتب السيناريو ويليام جولدمان غالبًا لم يغير رأيه بأن فى هوليوود لا أحد يعرف أى شىء.. اللايقين الذى تحدثنا عنه كثيرًا فى العامين الماضيين صار سمة العصر وصفته وفى عالم السينما أيضًا.. وبالتالى المجال مفتوح للمغامرة والمقامرة وجرب يمكن تعرف تسلك.. واتحرك يمكن تنجح.

ووسط هذه الأجواء.. ومن هذه الفوضى نجد أن الفيلم الأكثر جماهيرية هو فيلم Cocaine Bear (دب الكوكايين)ــ وهو عن دب أسود ضخم يزن أكثر من 200 كيلو تناول الكوكايين وانطلق يثير الرعب والهلع بين البشر.. الفيلم بدأ عرضه فى الأسبوع الثالث من شهر فبراير 2023.. ويبدو أنه كسر الدنيا وبلغت إيراداته حتى 5 مارس الجارى نحو  52 مليون دولار فى أمريكا ودول العالم معًا. ميزانية إنتاج الفيلم لم تتجاوز 35 مليون دولار.. هل هذا الفيلم ونجاحه مؤشر لما آلت إليه الأفلام.. أو هذا ما يريده جمهور السينما؟.. إنه الفيلم الجماهيرى بلا منازع.