الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أنسى أبوسيف: هؤلاء شباب سيغيرون السينما

عالم ما وراء الكاميرا له نجومه وجنوده الخالدون، يسطرون اسمهم بحروف من ذهب فى تاريخ صناعة السينما، والقدير أنسى أبوسيف أحد هؤلاء النجوم. فى أرشيفنا السينمائى كنوز نشاهد من خلالها على الشاشة عوالم ساحرة، وهو أحد صناعها فى مجموعة من أعظم أفلام السينما المصرية فى الخمسين عاما الماضية.



أنسى أبوسيف واحد من أهم مصممى المناظر والديكور فى السينما المصرية، يحمل عدد من الأفلام الخالدة فى تاريخنا السينمائى التى نعتز بها وبه توقيعه؛ بداية من «المومياء»، و«يوميات نائب فى الأرياف»، مروراً بـ«الكيت كات»، و«الهلفوت»، و«زوجة رجل مهم».. مشوار يحمل تفاصيل كثيرة لفنان استثنائى وأحد «أكابر» وأساتذة مهنته.

على هامش «مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير» أقيم ماستر كلاس التقى فيه «أنسى أبوسيف» بالشباب ومريدى فن السينما من مختلف الأعمار، وشهدت القاعة توافد عدد كبير من الحضور من كل الفئات.

وعلى هامش مشاركته التقت به مجلة «صباح الخير» للحديث عن تجربته فى المهرجان، وعن العديد من المحطات فى تاريخه السينمائى الحافل.

• خلال الماستر كلاس فى مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير التقيت بمجموعة من الشباب من أعمار مختلفة.. ما تقييمك لهذه التجربة؟

هى تجربة أخوضها لأول مرة، ولكن فكرة التحدث إلى جيل فى هذه المرحلة العمرية أمر ممتع، فقد كنت أتمنى وأنا فى مثل عمرهم أن أجد من يتحدث معى وينصحنى. وفى رأيى، الجيل الجديد قد لا يستفيد من كلامى ولكن أنا سأستفيد من وجهه نظرهم، فهذا جيل لديه إمكانيات حديثة لم تكن لدينا، لذلك أتمنى أن أقترب منهم ومن طريقة تفكيرهم، لأننى أدرك أهمية أن يمارس الجيل الجديد المهنة بالشكل الحديث الخاص بهم، فجيلنا يشاهد العالم اليوم «بعيونكم أنتم كـ شباب».

• مَن نجوم الجيل الجديد الذين يهتم أنسى أبوسيف بمتابعة أعمالهم فى مجال تنسيق المناظر والديكور؟

هناك أسماء كثيرة من مهندسى الديكور من الجيل الجديد الذين لديهم رؤية مختلفة، منهم محمد عطية، ومحمد أمين، وفوزى العوامري، وعلى حسام فهو من الشباب الذين لديهم «مستقبل هايل». كل هذه أسماء ستقوم بتغيير السينما وأسماء كثيرة أخرى أحدث منهم أيضاً، فالجيل الجديد أمام فرصة كبيرة، وبالفعل أثبتوا أنهم على قدر المسئولية، ولديهم القدرة على تغيير شكل السينما المصرية.

 

أنسى
أنسى

 

• نشاهد الآن مسميات جديدة على التتر لوظيفة مهندس الديكور ومنسق مناظر، ما الفرق بين هذه المسميات؟

فى الأفلام القديمة نشاهد مصطلح مهندس مناظر، وهذا هو المسمى الطبيعى للكادر الوظيفي، وبعد الاحتلال الفرنسى لمصر أصبح هناك مخاطبة لطبقة النخبة فى الأفلام، لذلك أصبح المسمى الوظيفى على التتر décorateur، خاصة أن السينما فى هذه المرحلة كانت سينما رومانسية، ثم أصبح هناك مرحلة خرجت فيها السينما من البلاتوه حينما أصبحت أنا المتحكم فى المكان وأبنيه من الألف إلى الياء. أما فى السينما الاقتصادية التى كانت محدودة الإمكانيات والميزانية، فكان يتم الاستعانة بمتخصص لينسق المكان فأصبح هناك مصطلح جديد وهو «منسق مناظر»، وهى كانت سمة مهمة جدا فى الإنتاج.

‏• من هو المُلهم وصاحب الأثر فى شخصية أنسى أبوسيف الفنية؟

شادى عبدالسلام بكل تأكيد. أيضًا تعلّمت من ولى الدين سامح وهو أستاذ شادى عبدالسلام، ورغم إننى لم أقابله ولكن شاهدت أعماله وتابعتها، مثل فيلم «العزيمة» أحد أهم أفلام السينما المصرية، فالأعمال التى أتابعها وأتعلق بها وأتعلم منها أصبح من تلاميذ صنّاعها حتى لو لم نلتق. الأمر ذاته عندما أقابل شباباً من الجيل الجديد ويقولون لى «نحن تلاميذك» رغم أننا لم نلتق من قبل، ولكن هم تلامذتى من خلال أعمالى.. هذه هى السينما.

‏• وما العمل الذى كان تحدياً بالنسبة لأنسى أبوسيف؟

كل فيلم بالنسبة لى تجربة، لو لم أشعر أن الفيلم يحمل تجربة وتحدياً ومختلفاً عن كل ما قدمته من قبل فإنى أرفضه غالباً من البداية. لذلك ليس هناك عمل بعينه يعد تحدياً فكل عمل منها كان مختلفاً فى حد ذاته، فمثلا فى فيلم مثل «المسافر» لعمر الشريف كان من المفترض أن أقوم ببناء السفينة التى تحمل الملكة إليزابيث الثانية إلى مصر، فقمنا ببنائها بالكامل فى البلاتوه، وهذا يعد تجربة مختلفة بالنسبة لى.

‏• فيلم «الكيت كات» وحارته التى أصبحت أيقونة فى السينما المصرية.. كيف وصلت لهذه الحالة من الإتقان، خاصة أن الحارة الشعبية تكون دوما على المحك بين الواقعية والزيف؟

هذ السؤال مهم للغاية، لأن «الكيت كات» فى الواقع كانت مختلفة عما ظهر فى الفيلم، فكانت حارات عشوائية بمبان حديثة وقتها، لكن كل من عاش فيها فى هذا الوقت كانوا يتواصلون معى وهم مقتنعون أن هذا المكان جزء من «الكيت كات». وما أؤكد عليه أننى لا أنقل الواقع ولكنى أخلق واقعاً آخر بشكل موازٍ، فما ظهر فى الفيلم كان واقعاً جديداً، ولكن ما ميزه وجعل الناس يشعرون بالألفة معه أنه ليس غريباً. أنا أعمل مع الدراما ومع الشخصية، فبطل الفيلم رجل ضرير يرى أكثر ممن حوله، هذا الرجل باع ورثه وذكرياته وأصله بالحشيش، لذلك كانت الحارة فى الفيلم حارة تاريخية وليست حارة عشوائية حديثة، وأردنا بذلك الرمزية من خلال مبان تاريخية أو تراثية لترمز إلى أن هذا الرجل باع أصله وجذوره بمقابل بخس.

• داوود عبدالسيد وشراكة فنية أثمرت عن عدد كبير من الأعمال.. ما سر هذه الحالة من التوافق؟

داوود عبدالسيد زميل دراسة وصديق، ونحن تقريبا جيل واحد له اتجاهات واحدة وله مفهوم واحد. كلانا أصابه الحزن بعد النكسة، وكلانا سعد بالانتصار. رحلة حياة طويلة خضناها سويا على كل المستويات الإنسانية والفنية.