السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الخبر الأكثر قراءة

الخبر الأكثر قراءة

ما الذى يجعل قائمة الأخبار الأكثر قراءة أو تعليقًا فى مؤسسة إعلامية «جادة» فى بلد ما كالتالي: «ما حكم رقص المرأة لزوجها فى نهار رمضان، أول أجر تقاضاه النجم محمد رمضان فى السينما، هل يحق للمرأة التفتيش فى موبايل زوجها؟ الفنانة لقاء الخميسى بـ«أوف شولدر» لا يجوز للرجل الزواج من ابنة زوجته، القصة الكاملة لحشيش منة شلبي، ما الأعمال التى تصل الميت إلى قبره؟ الفراخ بالتقسيط والبيض يمتنع؟»، بينما تحتوى القائمة فى مؤسسة إعلامية «جادة» أيضًا فى بلد آخر كالتالي: «إضرابات طواقم التمريض والإسعاف يمثل ضغطًا إضافيًا على الحكومة، أمل جديد لعلاج سرطان القولون، اكتشفت كم أنامحظوظ لأننى مصاب بالتوحد بعد معرفتى أننى أملك مهارات وقدرات لا يملكها الآخرون، كيف بدأت حياتى مجددًا بعد السرطان وإتمامى عامى الـ60؟ كيف تحمى صحتك العقلية مع تعاظم حجم ديونك؟ هل وظيفتك مرشحة للانقراض بسبب تطبيق «تشات جى بى تي»؟



ليس المطلوب أن تكون الأخبار الأكثر قراءة تليق بأينشتاين أو جابر بن حيان أو حتى أرسطو وأفلاطون. كما ليس المطلوب أن تتطابق الشعوب فى اختياراتها لما تقرأ وما يجذب اهتمامها. لكن المطلوب هو التمعن فى أسباب وعوامل هذا الاختلافات الكبيرة بين أناس تجذبهم أخبار علاجات أمراض مستعصية وإضرابات عمال وموظفين يمثلون عصب الحياة فى المجتمعات، وقصص أشخاص مصابين بأمراض وجدوا فى مرضهم طاقة ضوء وفرصة وليس وصمة وعزلة والبحث فيما تحمله تطبيقات عنكبوتية من تهديدات وربما فرص تنعكس على حياة الناس، بينما شعب آخر غارق حتى الثمالة فى حكم من يتزوج من ابنة زوجته ومن تفتش فى هاتف محمول زوجها ومن ترقص فى نهار رمضان ومجريات القبور وفضائح المشاهير. 

مرة أخرى، كل شعوب العالم بينها من يهتم بما خف وزنه وقلت أهميته من أخبار وأحداث، لكن هناك قدرًا من التوازن حيث هناك من يهتم بالتفاهات وسفاسف الأمور، وهناك أيضًا من يهتم بأمور مهمة وحيوية وتؤثر فى حياة الناس بالمعنى الإيجابى والمفيد للتأثير.

وقبل أن نظلم القارئ الذى يبحث عن حكم الزواج من ابنة الزوجة والرقص فى نهار رمضان ومخدرات الممثلين، علينا أن نبحث فى محتوى الوجبات الإعلامية والصحفية التى تقدمها المنصات الصحفية الجادة للقراء، وهل الوجبة متنوعة بالفعل أم أنها تعتمد على سعرات حرارية فارغة أو كاذبة، وهى تلك السعرات الملغومة والضخمة والتى لا تحمل فائدة غذائية تذكر، بل يمكن القول إن قلتها أفضل؟! 

والطريقة المثلى للتعامل مع المنافسة الشرسة التى يواجهها الإعلام الجاد الأصلى أمام منصات الـ«سوشيال ميديا» ليست الإمعان فى التسخين والإثارة الفارغة للفوز بنصيب من المتابعين. 

سيظل الإعلام الجاد يلعب الدور الأهم فى توعية الناس وإمدادهم بالمعلومات والأخبار والتحليلات المهنية المحترمة مع اعتناق فكر جديد ومنهج حديث فى التعامل مع المتلقي، لا سيما وأن المتلقى لن يهدر وقته فى وعظ وإرشاد، أو فى من يستشعر أنه يخوض حربًا ضروسًا للمنافسة على الترند والأكثر مشاهدة.