كاميليا عتريس
محمد النور وأجمل الذكريات
فى يوم الأحد، وهو اليوم الذى لا أحد يكلم أحدًا فيه! فالكل مشغول فى العمل لتقفيل والانتهاء من العدد الأسبوعى للمجلة والمطبعة تستعجلنا لطباعته.. دخلت علينا الأستاذة نهاد جاد مديرة التحرير حجرة القسم الفنى ومعها شاب شيك جدًا وكمان حلو.. فقالت أقدم لكم زميلًا جديدًا محمد عبد النور.. خريج مدرسة الليسيه وكلية الآداب قسم فرنساوى.. تركنا الشغل وأخذنا نتعرف على الزميل الجديد الذى بعد أسابيع ترك الترجمة والفرنساوى وانضم لينا فى القسم الفنى كمساعد سكرتير تحرير مع الزميل العزيز أكرم السعدنى وكانا ثنائيًا ناجحًا فى العمل.
(هشام) الاسم الذى كانت تطلقه عليه أسرته فى منزله، وبالتالى كان الأصدقاء ينادونه به، وكان منزله قريبًا من روزاليوسف، وكانت أسرته أقرب إلينا، فوالده الأستاذ الصحفى الكبير بمجلة المصور عبد النور خليل، أما والدته فكانت سيدة جميلة نموذجًا للست المصرية الجدعة وكان منزلها العامر وطعامها الشهى مفتوحًا للكل.
الجميل.. هذا الاسم الذى أطلقته عليه ابنتى مايا وكانت طفلة عندما طرق باب منزلنا وذهبت قال والدها مين قالت له الجميل!! اللى معاكم فى المجلة.. الجميل!!
سمعت صوت بغدادى بيقولى الجميل.. طلع محمد عبد النور فقال له: أنت من هنا ورايح حنقولك ياجميل.
وكان لقرب عبد النور منى فى العمل كنا أصدقاء داخل وخارج المجلة وهكذا كانت أحاديثنا الدائمة.
إنت وصلت؟ حيث كنا فى بداية مشوارنا نعمل فى السكرتارية الفنية.. محمد انت وصلت؟ أنا خلصت توضيب الصفحة خدها اقرأها وراجعها.. قال لى يالا خلصوا العدد بسرعة وكلنا رايحين عند أمى عازماكم على فتة ولحمة.. مولد السيدة زينب النهاردة.
محمد وصلت المجلة؟ يلا اشرب قهوتك بسرعة منتظرينك أنا وبغدادى تحت عند عم أبوطالب علشان نسافر السويس، كابتن غزالى وأولاد الأرض منتظرينا هناك نعمل معاهم الحوار بمناسبة عيد السويس القومى.
مبروك يامحمد، الفرح على النيل فى المعادى ألف مبروك، ومبروك لهالة حشيش الجميلة، المجلة كلها حتكون هناك ونفرح بيكم.
صباح الخير يامحمد، سوزانا الجميلة كبرت وبتعمل الهوم وورك على مكتبك، قال: أصل هالة مسافرة فى مؤتمر.. ربنا يخليهالك يامحمد دى هادية ولطيفة. محمد إيه رأيك فى قناة جديدة حتفتح اسمها المحور.. تيجى نقدم على فكرة برنامج انت المذيع وأنا المعدة فكرة.. وهالة تجيب المخرجة.
الحمد لله يامحمد البرنامج اتوافق عليه واسمه (ومازال التحقيق مستمرًا).. ونبدأ التصوير..
الناس معجبة به جدًا.. وأنت مذيع ومحاور جيد خاصة مع حلقات أسامة أنور عكاشة.. ومصطفى بكرى.. وممدوح الليثى والدكتور هدى سلطان؟؟ والدكتورة هدى زكريا..
.. بس عمل المذيع متعب مع شغل المجلة والجرنال لازم أترك التليفزيون.. ألف مبروك جورنال روزاليوسف ناجح.. والشغل متميز وانت مدير تحرير متميز الشباب بيشكروا فيك وفى طريقة تعاملك معاهم.
.. مبروك يامحمد رئاسة تحربر صباح الخير.. أنا عايز أعمل شغل مختلف وأستعين بشباب جديد وأشوف أفكارهم الجديدة، المجلة لازم تكون للقلوب الشابة والعقول المتحررة.
إيه يا محمد الشباب دا كله.. لكن فى الحقيقة كلهم شباب واعد وله مستقبل.. والآن هم القوة الأساسية للمحررين والمحررات لمجلة صباح الخير.
فى آخر لقاء فى رمضان الماضى.. بعد أن حالت الكورونا اللعينة من لقاءاتنا تقابلنا فى الإفطار الجماعى اللى دعانا إليه الأستاذ أيمن عبد المجيد.. قلت له: مبروك يا محمد سوزانا كبرت وأصبحت دكتورة عايزة أحضر فرحها زى ماحضرت فرحكم انت وهالة.. رد وقال لى: مش عايزة ترجع من أمريكا.. وأحبت الأبحاث والدراسات.
محمد مقالاتك جيدة جدًا اللى بتكتبها فى البوابة وخاصة مقالة (فخ الأموال الساخنة).. والأخيرة (دقات الطبول).
انتظرت محمد يرد عليا فردت عليا جيهان أبوالعلا..
بتقولى إيه؟؟.. محمد تعيشى انتى!!!.. هو لسه معايا وبنفتكر مشوارنا الطويل فى (صباح الخير).. المشوار خلص.. والدوام لله ربنا يرحمه رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته.