الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ورحل قائد كتيبة 2009 إمضاء بنت من بنات عبدالنور

ورحل قائد كتيبة 2009 إمضاء بنت من بنات عبدالنور

جئت فى عام 2009 بعدما تولى الأستاذ الراحل محمد عبدالنور رئاسة تحرير مجلة صباح الخير بشهرين، وكنت أول المتدربات الجدد من جيل الشباب، وكانت بداية طريقى فى الصحافة، وكانت أيضًا بداية تجربته فى احتضان جيل جديد وفتح الأبواب للشباب، وخاصة أن كل الموجودين فى المجلة أصبحوا أعلاما وأساتذة لهم أسماءً لامعة فى المجال الصحفى والإعلامى، وهى عادة صباح الخير «ولادة»، وبعد قدومى بأيام، جاء الشباب من كل فج عميق، كنا مجموعة أغلبها فتيات وكانت أعمارنا تتراوح بين فئة العشرين والثلاثين عامًا، لم يمض على تخرجى سوى عام، وكنت على علم بأن الصحافة هى مهنة البحث عن المتاعب كما تعلمت فى الجامعة، وأن صاحبة الجلالة طريقها ليس ممهدًا وإنما شائك وليست بالمهنة السهلة، ولم أعلم فى أى حقل سأكتب، وماذا سأكتب، أعلم جيدًا الفرق بين الخبر، التحقيق، الحوار، المناظرة والمقال من خلال الدراسة ولم أطبق شيئًا منها، فى رأسى العديد من الأسئلة، كيف سأحصل على المصادر؟ كيف تتم صياغة الخبر بالشكل اللائق بالنشر؟ كيف أتناول فكرة تحقيق قتلت بحثًا من جانب جديد؟ والعديد من الأمور التى كانت تفزعنى من دخولى لمجهول مظلم لا أستطع تحديد ملامحه.. ولكن عندما استقبلنى أستاذ عبدالنور أخذ بيدى لأول طريق النور، تعامل معى ومع تلك الكتيبة بروح الأب والأخ، مهد لنا الطريق، وأزال الشوك وذلل العقبات، ليكون الطريق أكثر مرونة مما تصورت، تعاون معى ليطور من أفكارى المقترحة، فأبدأ الفكرة بمانشيت لافت، ليطور الفكرة فتصبح تحقيقًا أو ملفًا يعمل عليه أكثر من صحفى متدرب.



كانت لديه القدرة على أن يجعلنا حزمة واحدة، حتى أصبحت تلك الكتيبة «أولاد عبدالنور»، هكذا أطلقوا علينا وعلى تلك التجربة، لم يكن تعامله معنا على مستوى العمل، وإنما كان إنسانًا لطيفًا يجامل ويساعد، كان أول الداعمين لى، واختار بعناية تامة، الأساتذة الأفاضل الذين سيتعاملون معنا لنستقى منهم العلم «شربة» تلو الأخرى، فنتعلم كيف نطرح فكرة نصيغها، نهتم بتفاصيلها، وكيف نختصر الجمل والعديد من الأشياء .. كان يستطيع معرفة نقط قوة كل صحفى ليبرز فى مجاله، وعندما لمس فى روح السخرية فى الكتابة، لم يبخل وقدم لى من صفحات المجلة لكتابة مواضيع ساخرة، بل كان صاحب فكرة صفحات «صباح الفل «الذى ترأس على إشرافها الأستاذ الكبير الراحل محمد الرفاعى، جعلنى أقرأ العديد من المواضيع التى ستنشر لاختيار مانشيت جذاب ولافت ليتم وضعه على غلاف المجلة، كان مؤمنًا بى، فكان أول موضوع ينشر لى فى شهر يونيو من نفس العام غلافًا للمجلة، كما كان مؤمنًا بكل زميل وزميلة فى تلك الكتيبة يشجعنا كل فى مجال إبداعه .. فتح أبواب المجلة لنا، وقدمنا على صفحاتها .. وفتح باب غرفته ليستمع إلى شكوانا المهنية أو الحياتية.

وعلى المستوى الشخصى، كان راقى التعامل، مجاملًا، ولطيفًا بأسلوبه الأنيق كمظهره، فقدم لى «فانوس» فى أول رمضان يمر على فى المجلة، وعندما أصابتنى أزمة الربو، لم يهدأ إلا عندما حجز لى عند دكتورالصدر عمرو تاج الدين، وكان أول المستقبلين لى فى حفل زفافى .. عندما نزلت من سيارة الزفاف ليستقبلنى بابتسامة لم ولن أنساها وهو يصفق، سعيدًا ومباركًا .. لم يترك معى فقط ذكريات إنسانية ومهنية، بل ترك بصمته وذكراه مع كل من تعامل معه .. من خلاله التقيت بأساتذة صباح الخير، ولبستنى روح صباح الخير وكان سبب معرفتى بصديقة العمر فى صباح الخير .

كنا نختلف أحيانًا ونتفق أحيانًا، كحال الجميع، كحال الأخوات سويًا والأهل.. ولكن لا يسعنى سوى أن أقول له شكرًا ووداعًا أستاذ محمد عبد النور مؤسس جيل صحفيى 2009، رحل فى شهر مبارك، رحل فى يوم الحب، رحل وترك وراءه ذكريات من حب .