الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
كتاب أمريكى عن إمبراطورة النيل

كتاب أمريكى عن إمبراطورة النيل

 صدر مؤخرًا كتابٌ جديدٌ يتناوَل الحياة الحافلة بالتحديات والإنجازات لعالمة المصريات الفرنسية كريستيان ديروش نوبلكوور، التى لعبت دورًا رئيسيًا مُهمًا فى تحريك اليونسكو والمجتمع الدولى من أجل إنقاذ معبد أبو سمبل وآثار النوبة.. التى رحلت عن دنيانا يوم 23 يونيو 2011 وهى فى الـ97 من عمرها.



الكتاب اسمه «إمبراطورة النيل» من تأليف الكاتبة والمؤرخة الأمريكية لين أولسن.. وعدد صفحاته 438 صفحة.

كريستيان ديروش نوبلكوور وُلدت فى باريس فى 17 نوفمبر 1913.. فى طفولتها انبهرت باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.. ثم انطلق اهتمامها بعلم المصريات فدرست فى اللوفر والسوربون ..أول رحلة لها إلى مصر كانت فى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى ومعها بدأت واستمر مشوارها فى عشق مصر وآثارها. كانت أول امرأة عملت مع المعهد الفرنسى للآثار الشرقية فى القاهرة.. بذلك كسرت ما كان المعتاد حتى تلك اللحظة حكر العمل بالمعهد على الرجال. وبعد سنوات من انضمامها للبعثة الفرنسية وأعمال تنقيبها للآثار فى إدفو ودير المدينة وشمال الكرنك صارت هى أيضًا ليست بغريبة بالنسبة لمصر وللمصريين العاملين فى مجال الآثار.

وقد حرص الكاتب والناقد الأمريكى مايكل ديردا فى عرضه للكتاب فى المُلحق الخاص بالكتب لصحيفة واشنطن بوست، أن يقف متأملاً ومعجبًا بشخصية كريستيان إمبراطورة النيل حسب تسمية الكتاب، وهى تتحرك مصريًا وفرنسيًا وأمريكيًا وعالميًا من أجل تحقيق حملة اليونسكو.. وكان من ضمن من شاركوا معها بالطبع ثروت عكاشة وزير الثقافة المصرى وچاكلين كيندى زوجة الرئيس الأمريكى حينذاك.

 

 

 

وكانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية قد ذكرت فى تقرير لها نشرته  عقب وفاة عالمة الآثار الفرنسية عام 2011 بأنها التقت فى عام 1954 بالرئيس المصرى جمال عبدالناصر وأعربت عن قلقها تجاه مصير 32 من المَعابد القديمة التى قد تتأثر فى جنوب النوبة بسبب مشروع السد العالى. وحول هذا اللقاء ذكرت عالمة المصريات الفرنسية ذاتها كريستيان ديروش نوبلكوور فى حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية فى عام 2007 بأنها قالت لـ«ناصر»:

«دعنى أتعامَل مع هذا الأمر وأنا سوف أذهب لليونسكو وأتحدث معهم نيابة عنك».. وأضافت: «إنه وثق فىّ وسمح لى أن أفعل ذلك.. كان ذكيًا»..

ومن ثم قامت منظمة اليونسكو بحث نحو 50 دولة للمشاركة فى مشروع ضخم فى الستينيات من القرن الماضى فى تفكيك وتحريك ثم إعادة تركيب قطع أثرية منها تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى فى معبد أبو سمبل التى تم تقطيعها وتفكيكها إلى ألف قطعة وتمّت إعادة تجميعها فى أربع سنوات.. فى تلك الفترة أيضًا قامت العالمية الفرنسية بالمساهمة فى عرض لكنوز الملك «توت» فى متحف اللوفر نجح فى جذب مليون زائر..

 

 

 

ديروش نوبلكوور ألّفت عشرات الكتب ومنها كتاب عنوانه «الإرث الخلاب لمصر» صار من الأكثر مبيعًا فى فرنسا فى عامَىْ 2004 و2005. عندما رحلت عن دنيانا وصفها الرئيس الفرنسى نيكولاس ساركوزى بأنها كانت السيدة العُظمَى للنيل والتى مزجت دقة العالم بمَشاعر الحماس لدَى القائمين بالتعليم.

مؤلفة كتاب «إمبراطورة النيل» نيل أولسن تُعَد واحدة من الكُتّاب الأكثر مبيعًا حسب صحيفة نيويورك تايمز. وقد مارست الصحافة لسنوات ولفترة كانت تعمل فى مكتب أسوشيتد برس فى موسكو. هى من سكان واشنطن العاصمة ولها تسعة كُتُب تاريخية. وحسب وصف مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا السابقة؛ فإن أولسن تعد واحدة من أفضل من رصدت التاريخ؛ وبخاصة الحرب العالمية الثانية والدبلوماسية فى زمننا.

لا شك أن هذا الكتاب الجديد.. القراءة الأمريكية الجديدة والمعمقة لحياة كريستيان تحمل معها تفاصيل ومعلومات إضافية لما قرأناه وعرفناه من قبل عن حياتها وعن جهودها فى ضمان التعاون الدولى من أجل إنقاذ آثار النوبة.. وهذه القراءة سوف تعطى الفرصة أيضًا لطرح قراءات وتحليلات وتفسيرات أخرى مصرية أو فرنسية لهذه الرائدة فى عالم المصريات التى كرّست سنوات طويلة من حياتها من أجل اكتشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة والحفاظ على إرثها.

 

 

 

إن أى كتاب من هذه النوعية عن هؤلاء الذين أمضوا مشوار عمرهم فى فك ألغاز الآثار المصرية جديرٌ بالاهتمام والقراءة.. وبالتأكيد ترجمته إلى العربية فيما بعد ضرورة من أجل تعميم الفائدة ونشر المَعرفة عن مَن كانت مصر فى دائرة اهتمامهم لسنوات طويلة.